المجد لك يا ابا عمّار.. يا راحلا ًعنا وباقيا فينا بقاء الروح في الجسد - فراس عطية
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "* سورة الأحزاب:23" تطل علينااليوم الذكرى العاشرة لاستشهاد الزعيم الخالد فينا أبد الدهر ابا عمار ... ذكرى انبل النبلاء سيد الشهداء، ونبراسنا في الليلة الظلماء، بحبر الشموخ نكتب الى من علمنا كيف يكون الانتماء، والعطاء، والفداء، والشموخ، والكبرياء، والتضحية بالغالي والرخيص من اجل الوطن والدفاع عن حياضه وتقديم أرواحنا قرابين لحماية كل ذرة من ترابه.
نرثي الأشم المفتدى بفعاله والذي علمنا دوما ان تكون فلسطين هدفنا، والقدس بوصلتنا، والوحدة الوطنية طريقنا الى النصر والحرية، أوصانا قبل استشهاده ان نحافظ على استقلالية القرار والذي دفعنا من اجله آلاف الشهداء والجرحى كي يبقى فلسطينيا خالصا، أوصانا ان نكون ألاوفياء لدماء الشهداء الأبرار والأسرى البواسل وان يكونوا في حدقات العيون ونعمل على تحريرهم، أوصانا ان لا ننسى أهلنا اللاجئين في لبنان وكل أماكن تواجدهم ، والله انه ليصعب على القلم ويشق على بنانه ان يكتب بمداده عن رجل بحجم وطن، فهو الأب الحاني، والقائد، والرمز، والإنسان والحلم هو فلسطين كل فلسطين بقدسها، بأرضها، بسمائها، بكوفيتها، هو باني الثورة، ومطلق رصاصتها الاولى في ساحات الوغى والميادين، هو من استعاد كرامة الشعب الفلسطيني وانقذه من حالة الذل واللجوء والضياع وجعل له كيانه الوطني، وهويته الوطنية، وأعاد وجوده على الخارطة السياسية والدولية، فاستحق ان يكون عنقاء فلسطين وفنيقها بصموده وإصراره وصلادته. فمنذ طفولته وهو يحلم بالوطن والشهادة، ترك خطوات لأقدامه ومن حقنا ان نقول مر من هنا رجل ، مر من هنا الياسر، من حقه علينا ان نتذكر أفعاله وما عمله لأجل ان نبقى أحراراً، لقد خرج بثوب من اجمل الأثواب من هده الدنيا الزائفة ، لقد تمنى الشهادة على ارض فلسطين الطهور فحقق له البارى عزوجل مراده.
وفي الختام سأختم بما قاله شاعرنا الغائب الحاضر محمود درويش... في رثائه: كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه احد اسماء فلسطين الجديدة،الناهضة من رماد النكبة الى جمرة المقاومة الى فكرة الدولة، وفي كل واحد منا شيء منه.
فهذا ما خطه الكبير في وصف الكبير.. وانا على عهدك ودربك لسائرون حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من ابى وأنها لثورة حتى النصر.
عاشت فلسطين حرة عربية... عاشت نضالات شعبنا الأبي... ورحم الله روح قائدنا ومعلمنا الشهيد الخالد ياسر عرفات.