سفارة فلسطين لدى البحرين تحيي الذكرى الـ26 للاستقلال
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ26 لإعلان وثيقة الاستقلال، بمهرجان كبير وحاشد أقامته في العاصمة البحرينية المنامة.
وحضر المهرجان عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' عزام الأحمد، ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ومن الجانب البحريني رئيس مجلس النواب الشيخ خليفة الظهراني، ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميرة إبراهيم بن رجب، ووكيل وزارة الخارجية السفير عبد الله عبد اللطيف ممثلا عن الخارجية، وعدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشورى.
كما شارك في المهرجان عدد كبير من رؤساء مجالس البحرين، ورجال دين وأعمال واقتصاد بحرينيين وفلسطينيين وعرب، وشخصيات اجتماعية وثقافية من الجالية الفلسطينية.
وشكلت المشاركة الرسمية العربية والدولية في المهرجان رسالة دولية واضحة بالإجماع على دعم القضية الفلسطينية، الذي تمثل بحضور ممثلي أكثر من 50 دولة معتمدة لدى مملكة البحرين، في طليعتهم ممثلو الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن: روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، السفير نجيب فريجي، فضلا عن ممثلين عن ألمانيا والإتحاد الأوروبي، وتركيا، وإيران، وكافة السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى المملكة.
وقال سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، إن الحضور الرسمي الكبير للمهرجان وتضامنهم وتعاطفهم مع فلسطين سيكون داعما للمطلب الفلسطيني في مجلس الأمن والأمم المتحدة لدعم موقفنا وتحديد فترة زمنية لإنهاء الاحتلال.
وأكد أن شعبنا في ذكرى إعلان استقلال دولته، يجدد تمسكه بالمبادئ التي من أجلها قدم آلاف الشهداء والأسرى القابعين في سجون الاحتلال، الذي مضى على بعضهم أكثر من عقدين أو حتى ثلاثة عقود دون أن يهتز صمودهم وإصرارهم على النضال حتى تحقيق المطالب المشروعة لأبناء شعبهم.
وأعرب عن شكره لمملكة البحرين على وقوفها الدائم والداعم لفلسطين، وعلى رأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يطالب باستمرار بأن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.
بدوره، قال الأحمد إن شعبنا يحتفل اليوم بالذكرى الـ26 لإعلان الاستقلال الذي أقره المجلس الوطني عام 1988 في الجزائر، ليؤكد مجددا إصراره على استمرار العمل والنضال بكل الأشكال حتى يتمكن من إنهاء الاحتلال لأرض فلسطين.
وأشار إلى أن الإنجازات التي تحققت على هذا الطريق خلال السنوات المنصرمة وآخرها قرار قبول دولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، هو تأكيد على سيرنا في الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافنا الوطنية.
وأضاف أن التحرك السياسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس على كافة الصعد الإقليمية والدولية حاليا، من أجل انتزاع قرار من المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال تأكيد إرادتنا على المضي في الطريق حتى ننهي معاناة شعبنا والتخلص من الظلم والقهر.
وتابع 'إن الصعاب المتشعبة التي تواجه شعبنا في هذا الطريق سواء انسداد عملية السلام التي قادتها الولايات المتحدة طيلة الأشهر الماضية نتيجة التعنت الإسرائيلي والتنصل من الالتزام بقرارات الشرعية الدولية أو غيرها، لن تثنينا عن طريقنا لتحقيق أهدافنا نحو الحرية والاستقلال، ونتطلع إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما في ذلك حل الدولتين الذي رسمته خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية وأقرها مجلس الأمن بقرار رقم (1515)، وهذا يلقي مسؤولية أخلاقية على الولايات المتحدة بشكل خاص من أجل تحقيق ذلك والكف عن محاباة إسرائيل أو استخدام الفيتو في مجابهة التحرك الفلسطيني لدى مجلس الأمن'.
وأشار الأحمد إلى أن 'شعبنا يخوض هذه الأيام معركة شرسة ومستمرة عن فلسطينية وعروبة وإسلامية ومسيحية القدس، والتصدي لمحاولات تهويدها وتغيير معالمها وتهديد مقدساتها ومحاولات التقسيم الزمني والمكاني للمسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين، وقدرنا كفلسطينيين أننا رأس الرمح في الدفاع عن القدس ومقدساتها وآمل أن تقوم الأمة العربية والمسلمون والمسيحيون كافة بواجبهم تجاه القدس وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في معركة الدفاع عن القدس وهويتها'.
وقال: 'رغم الصعاب التي تظهر بين الحين والآخر أمام مسيرة إنهاء الانقسام، ووضع العراقيل أمام هذه المسيرة وأمام عمل حكومة الوفاق الوطني في ممارسة عملها وبسط سلطتها وفق القوانين والأنظمة المعمول بها في غزة كما هو في الضفة والغربية، فإن العمل والجهد متواصلان من أجل التخلص من آفة جرثومة الانقسام التي أدخلت إلى جسم شعبنا من قوى وأطراف لا تريد الخير لشعبنا وإنما هي خدمة للاحتلال واستمراره'.
وأوضح أن 'خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة لن تتوقف وسنعمل على إنجازها بأسرع فترة مهما كانت الصعاب والعراقيل حتى نخفف من معاناة أهلنا في قطاع غزة، وفي مقدمة ذلك إنهاء معاناة حوالي نصف مليون مشرد دمرت منازلهم كلياً أو جزئياً، ومطلوب الآن الإسراع بإعادة الخدمات الأساسية لهم من كهرباء وماء ومرافق صحية وإصلاح ما دمر من البنى التحتية'.
وعبر الأحمد عن تقديره لمملكة البحرين لمواقفها الثابتة والداعمة بكل الأشكال المادية والسياسية والمعنوية لشعبنا في مختلف مراحل نضاله وفي المحافل العربية والإقليمية والدولية، مؤكدا أن هذا الدعم المتواصل بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس مجلس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تعبر عنه المواقف السياسية للملك والحكومة الرشيدة ولوزارة الخارجية.
واشتمل برنامج المهرجان على مشاركة فرقة الكوفية القادمة من المخيمات الفلسطينية في لبنان بعدة فقرات فنية تراثية، فيما عزفت فرقة المراسم العسكرية البحرينية الموسيقية الرسمية النشيد الوطني الفلسطيني والسلام الملكي البحريني، كما اشتمل على عروض أفلام وثائقية عن القضية الفلسطينية وذكرى إعلان الاستقلال.