إنه الاحتلال فقط- احمد سيف
يخترع نتنياهو وإسرائيل قصة «التحريض»الفلسطيني ..خاصة ما ينسبه كذبا الى الرئيس, محاولا ما أمكنه إخفاء ان الاحتلال وسياسات اسرائيل العدوانية والتوسعية هي سبب ما يلحق بالمنطقة وبإسرائيل ذاتها من مصائب .
يريد ان يصدق انه تمكن من ابتلاع فلسطين المحتلة عام 48 ثم ابتلاع ما احتلته اسرائيل من فلسطين عام 67, واقناع العالم بأن المشكلة أو ما تَبقى منْها, هو تصريحات فلسطينية تحرض الناس على اسرائيل المسالمة, المسكينة، الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط .
في السابق كان المقصود من الكلام الإسرائيلي عن «التحريض «الفلسطيني والعربي, إحداث اختراق في المبنى الثقافي والوعي الشعبي وتشويه روايتنا عن النكبة والمقاومة والتاريخ, تمهيدا لاستسلامنا وليس كجزء من مسيرة مشتركة في اسرائيل وفي فلسطين والجوار العربي .
بفعل الضغوط ولإظهار حسن النوايا وبسبب غياب الثقافة عن القرار،تم في فلسطين وفي الاْردن وبلدان عربية, تغيير وصل حد تغييب تاريخ فلسطين حتى عن المناهج المدرسية ..واهتمت مؤسسات مدنية وغير مدنية بنشر ما سمي ب «ثقافة السلام» وغالبا بأموال غربية وتسللت المصطلحات التي اوحت بنهاية المقاومة وبعض وعي زائف، الى لغتنا وثقافتنا وذاكرتنا وقبول الامر الواقع في انتظار «السلام « وذالك عبر الكثير الذي نقرأه في الاعلام ونسمعه ونراه .
هذا في حين لم تقدم اسرائيل تنازلا واحدا لصالح مشروع التعايش المشترك وتمهيدا للسلام ولا زالت تسمي الاراضي الفلسطينية المحتلة بمسميات توراتيةحتى المسجد الأقصى المبارك، تسميه جبل الهيكل او الحرم ولا تقول المسجد الأقصى . وحين اجبرت على الاعتراف علانية بالفلسطينيين, فإنها لم تعترف بهم كشعب وواصلت الإصرار على تعريف حقوقهم وكيف يجب ان يعيشوا وما الذِي يجب ان يحصلوا عليه من هواء وماء وأرض وكل شيئ آخر.
كان الكلام الاسرائيلي عن التحريض تمهيدا لتكريس الامر الواقع ونسيان اسرائيل المحتلة والمجرمة صار» التحريض الفلسطيني «الان كما يريده نتنياهو, اليافطة التي يعلق عليها كل جرائم الاحتلال ويحارب مشروع فلسطين القادم والاخذ بالتبلور والتشكل بقيادة ابو مازن, هدف النيران الإسرائيلية, بسرعة تفاجئ تل ابيب.
غريب ان يحاول نتنياهو تغطية الشمس بغربال.الارض تشتعل تحت أقدامه في فلسطين بل ان الدم يسيل غزيرا في القدس, البؤرة الملتهبة والمكان المقدس المختلف أين تقرر ويتقرر في النهاية دائما مصير المعارك في فلسطين والمنطقة .
وليس هناك شيئا واحدا يوحي بأن نتنياهو قادر الان, على حسم مصير القدس،بل ان كل المؤشرات تثبت فشله الذريع، فماذا يريد وأين يريد أخذ المنطقة بما في ذالك شعبه المضلل والمليء بالخوف غير الحقيقي إن جنح للسلم؟
غريب أمر هذا الرجل .
غريب حجم التضليل الذي يبثه للاسرائيليين وينطلي على معظمهم مستغلا خوفا من التاريخ يوقظه باستمرار ليخفي حماقته وتأزمه في ظل نكران ان أهل المنطقة هم أكثرِ من منح الأمن لليهود أهل الكتاب السماوي وعرضوا خلال العقود الاخيرة صادقين, سلاما شاملا عادلا.
وغريب أكثر ان يترك الغرب، خاصة واشنطن, نتنياهو يبيع خرافاته وأوهامه ويقضي على امال الجميع في السلام وان يجرنا الى حرب وراء أخرى, سيكون الاسرائيليون في النهاية هم أكثر الخاسرين فيها.