الحق الفلسطيني سيهزم القوة الاحتلالية .. بقلم د.مازن صافي
نشاهد هذه الأيام كيف يعمل البيت الأبيض الأمريكي بكل عنجهية سياسية لإضاعة فرصة التصويت على دولة فلسطين الـ194 في الأمم المتحدة ، بل أن الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن قد تلقى التهديدات المباشرة بكثير من العقوبات ، وكأن من يطالب بحقه يمارس الإرهاب ضد الغير ،ولذا يجب أن يحاكم ،و الحقيقة تقول أن قوة الحق الفلسطيني وصلت لأسماع وقناعات وإنسانية الحضور في العالم ، فكان التجاوب الرائع من الغالبية من الدول في العالم وكل الوفود في قاعات الأمم المتحدة باستثناء من يعتقدوا أن القوة ضد الحق .. حيث أمريكا المنافقة وإسرائيل المحتلة .. إننا نعيش اليوم في عالم تتحكم في مساره الصراعات والنزاعات .. وقضيتنا الفلسطينية تمثل حالة صدام على حق ، فحدودنا مسلوبة وأرضنا محتلة ولا سيادة لنا ، فالتصاريح الإسرائيلية تجبر الجميع أن ينتظر الموافقة الإسرائيلية على الدخول والخروج من مناطق السلطة الفلسطينية .. القضية مستمرة دون انقطاع أو فواصل .. لهذا كان لابد من فاصلة مختلفة وإحراج لكل العالم .. فكان مشروع الطلب الفلسطيني بطلب العضوية في الأمم المتحدة لكي لا نبقى خلف الحواجز ننتظر التصاريح وكي يتم معاملة اسرائيل كمحتلة لدولة معترف بها دوليا ونتحول الى سكان في دولة عضو في الأمم المتحدة ، لها الحقوق التي تنص عليها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والإنساني .. ان الجهد الفلسطيني وعنوان معركتنا السياسية ومقاومتنا السلمية تقول أننا لسنا في حالة تنازع عن حق لنا او حق علينا .. نحن أصحاب الحق والاحتلال الإسرائيلي بكل الدعم العسكري اللوجستي الذي يقدم لها لن يجبرنا على الرحيل من أرضنا أو ابعادنا عن حقنا أو هدم معالم ذاكرتنا .. ونحن لا ننسى أراضينا ولا نغفل عن ما لنا .. إننا أصحاب قضية وطن ، وارض ، وشعب .. لهذا فحقنا لا يمكن أن تهزمه القوة العسكرية ولا يمكن لاي قوة في العالم أن تلغيه او تجبرنا على التخلي عنه وإن افشلوا تحقيقه في الوقت الحاضر فهذه هي البداية ولن تكون النهاية .. وهذا ما يقوم به الأخ الرئيس محمود عباس ابومازن في جولاته التي لا تتوقف حول العالم لكي يحصل على دعم الحق الفلسطيني ويبين أننا نطالب بحقوقنا وقضيتنا ولسنا في صراع مع احد .. هنا نقول لأمريكا واسرائيل أن التلويح بالتهديد واجراءات عسكرية لن يمنحكم الحق ولن يضع المنطقة في حالة هدوء واستقرار .. ولكم في القضية الفيتنامية أكبر مثال .. فالقوة العسكرية الأمريكية لم ترجح الكفة لها كقوة احتلال عسكري ، بل كان لحق الشعب الفيتنامي صولات فهزموا العسكرية الأمريكية ، ونالت فيتنام حريتها .. وهنا نقول أنه نعم تتفوق اسرائيل عسكريا ولا يمكن لنا أن نقول أن الحجر والمقاومة السلمية والمشروعة التي يمارسها الشعب الفلسطيني تساوي القوة العسكرية الاسرائيلية .. لكن بين الحق والقوة نقول أن القوة للحق وليس الحق للقوة .. وهذا هو ما قاله السيد الرئيس محمود عباس أبومازن لشعب ودولة الدومينيكان حيث تم استقباله بكل حفاوة ودعم وتأييد للقضية والشعب الفلسطيني .. ونعم إن القوة للحق وليس الحق للقوة .. اذن هذه هي فلسطين أسطع حالة للصدام بين الحق والقوة ، وسينتصر الحق الفلسطيني طال الزمن او قصر . إن رسالة الشعب الفلسطيني للعالم كله تتلخص في أن إسرائيل تسعى إلى حسم حقنا ببطش القوة الغاشمة، وهي عاجزة عن تحقيق مأربها حتى الآن أمام قوة الحق العربي الفلسطيني. وان دعم العالم لنا والترحيب الكبير والاستثنائي بخطاب الرئيس " رسالة الشعب الفلسطيني " في الأمم المتحدة يشكل أنموذجا صارخا لا يتبدى فيه الحق والقوة في جانب واحد بل على طرفي نقيض. ان استمرار سياسة القوة الأمريكية وانصياعها للهيمنة الاسرائيلية على هذه السياسية والمؤسسات السياسية الأمريكية والسطوة على القرار الأمريكي فيما يخص الحق الفلسطيني ، وغيره لن يرجح الكفة لصالحها الى الأبد ، لسبب بسيط واحد وهو ان الأرض فلسطينية رضي من رضي وغضب من غضب وليزيفوا التاريخ كما شاؤوا وليدعوا نظريات الهلوسة السياسية كما أرادوا .. ارضنا وحق عودتنا ومقاومتنا وبقاءنا فوق الأرض سلاحنا لانتصارنا في معركة الحق .. إن ما تقوم به أمريكا اليوم يدلل وبصورة واضحة أن الرئيس الأمريكي لا يصدق ما يقول ولا ينفذ ما يوعد ولا قدرة له على فعل أي شيء ،وأمريكا نفسها امام الحق الفلسطيني تقوم بتغييب حقوق وأهمية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ان اوباما مهزوم امام السطوة اليهودية في الدبلوماسية الأمريكية .. وأمريكا نفسها الآن لا تملك سياسة أو استراتيجيا ذاتية حيال الشرق الأوسط، بل ثمة سياسة أو استراتيجيا إسرائيلية تتبناها أميركا وتطبقها من دون تردد أو تحفظ أو تساؤل . ان الشعب الفلسطيني يسعى الى السلام العادل الذي يعيد الحق لأصحابه ، فالسلام يفرض الاستقرار والاستقرار المنشود لن يتحقق ما دام هناك شعب يشعر بأنه مقهور وحقه مهدور. ان القطب الأمريكي ونظام القوة الواحدة في في العالم لا يعني بأي حال من الأحوال أن تسيطر أمريكا على الأمم المتحدة ، لأن الصبر الفلسطيني لن يكون شيك على بياض ، بل لكل شيء ثمن .. ونحن كشعب فلسطيني قررنا أن نذهب أمام العالم الى النهاية ، وهناك ليتحمل الجميع مسؤولياته .. ودولة فلسطين الــ194 في الأمم المتحدة يجب أن تعلن وتدعم دوليا كي تستطيع تنفيذ مسؤولياتها تجاه شعبها .
. Clove_yasmein@hotmail.com