مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح : «الفيتو» لن يوقف دولة فلسطين ... والإعتراف الفرنسي جاء متأخراً
قال مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح د.نبيل شعث إن الفيتو الذي يتوقع أن تلجأ إليه واشنطن عند التصويت على مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لن يوقف حقنا في إقامة دولة فلسطين.
واعتبر أن الاعتراف الفرنسي المتوقع بالدولة الفلسطينية «جاء متأخرا».
ونوه مفوض العلاقات الدوليةبمواقف المملكة السعودية في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وأكد أن قانون «يهودية إسرائيل» كشف للعالم الذي يخشى «الإسلامفوبيا» أن التطرف ليس في الإسلام، وإنما في السياسيات الإسرائيلية التي استولت على المقدسات، واستوطنت أراضي الغير، وتريد إقصاء الآخر تحت ذريعة الدين.
وحذر شعث من تفاقم وتيرة التطرف والإرهاب الذي أوجدته إسرائيل في المنطقة.
طالبتم العالم بوقف مشروع «يهودية الدولة» في إسرائيل، فكيف يمكن ذلك؟
ــ أردت من هذا النداء أن يدرك أقطاب العالم، بما فيها أمريكا، حقيقة أن المشكلة ليست في الإسلام الذي استخدم كواجهة لتمرير الإرهاب ومحاربته؛ لدرجة أن أصبح «الإسلاموفوبيا» مصطلحا سياسيا عالميا. إلا أن الحقيقة تكمن في إسرائيل التي كشفت عن تطرفها، حين أعلنت عن مشروعها بيهودية الدولة، ما يعني إلغاء وتشريد 22% من الفلسطينيين الذين يقطنون داخل الأراضي المحتلة.
والحكومة الإسرائيلية بمصادقتها على هذا القانون تكشف عن مدى تناقضها، حين تنادي بمفاوضات السلام وفي الوقت نفسه تطبق قانونا إقصائيا، وتعمل على احتلال المزيد من الأراضي، وتدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية، فأين هو العالم العلماني الذي يتهمنا ــ نحن المسلمين ــ بالوقوف خلف التطرف في المنطقة، ويغض الطرف عن ممارسات إسرائيل القمعية والإقصائية.. والتي تولد الإرهاب والتطرف.
أعلنت باريس عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كيف تنظرون إلى هذا الموقف؟
ــ هذا التصريح جاء متأخرا، ولا سيما أن الحزب الاشتراكي الفرنسي أعلن في برنامجه الانتخابي في المادة «26» الاعتراف بدولة فلسطين، وقد كان من المؤمل اعتراف الحزب منذ أن فاز بالسلطة، ولا سيما أن حركة فتح حليفة للأحزاب الاشتراكية في أوروبا، ولذلك جاء اعتراف حكومة السويد بعد أن وعد حزبها الحاكم الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة. ومع ذلك فإننا ــ كسلطة ــ نعول كثيرا على تصريح وزير الخارجية الفرنسي، ولا سيما أن تحرك السلطة للحصول على الاعتراف الدولي شمل كثيرا من دول أوروبا، وذهبنا إلى حزب العمال البريطاني لتمرير مشروع قرار في مجلس العموم للاعتراف بدولة فلسطين، وستكون هناك مناقشات برلمانية مشابهة في الدنمارك وفلنلدا، والنمسا، ونسعى إلى استصدار قرار من البرلمان الأوروبي للاعتراف بفلسطين.
وماذا عن التحرك إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي بجدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية؟
ــ الباعث الحقيقي لهذا القرار يكمن في أن مفاوضات السلام مع إسرائيل يمكن وصفها بالعبثية، فالسلطة الفلسطينية وقعت منذ 22 عاما على اتفاق أوسلو، الذي وضع إطارا زمنيا لتنفيذه خلال خمس سنوات، ومنذ ذلك التاريخ لا تزال إسرائيل تسرق الأرض وتنتهك المقدسات وتدمر غزة، وهي تجربة امتدت لقرابة العقدين منذ توقيع اتفاق السلام، وقد حان الوقت للعالم أن يقوم هذه التجربة التي رعتها أمريكا دون حياد، وأن يغير قواعد اللعبة، وهو ما نود من مجلس الأمن القيام به، عبر تدويل الإشراف على مفاوضات السلام، ووقف المشروع الاستيطاني لإسرائيل.
وماذا لو أفشل الفيتو الأمريكي هذا التوجه كما هو متوقع؟
ــ نحن نذهب إلى مجلس الأمن مسلحين بالدعم العربي، وعلى رأسه الدعم السعودي الذي لم يتخل عن السلطة الفلسطينية في كافة المحافل، ونحن لا نخشى الفيتو الأمريكي، ولو حدثت أن اعترضت الولايات المتحدة على مشروعنا، فسوف نتحرك فورا إلى محكمة الجنايات الدولية؛ كي تقوم بالتحقيق في ملف الانتهاكات الإنسانية الصارخة التي شهدها العالم أجمع في حق الشعب الفلسطيني.