أمعاء خاوية وقلوب عامرة بالصمود والتحدي- نايف جفال- القدس
تستمر معركة الفداء المتقدم في خنادق العزة بين جبروت الظالم المستوطن للأرض وبين الباحث عن حقه وحريته للتأكيد على رسالة النضال الوطني الفلسطيني المتمثل باللاعودة عن النضال حتى بزوغ الحلم الحتمي ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها وتقرير المصير كما هو وارد في كافة القرارات الأممية التي تؤكد على حقوق شعب فلسطين.
نراها ملحمة يسطرها أسرانا في كل لحظة، بوجوه تكحل الضياء بنورها وبقلوب عامرة بالصمود والتضحية والكبرياء، وعزيمة منقطعة النظير مشعة من صحراء النقب مرورا بسجن نفحة وعسقلان، ساطعة من مجدو وبئر السبع والدامون وشطة وعوفر، وكافة معاقل الشجعان القابضين على الجمر فداء لفلسطين ونصرتاً لأهلها المخلصين، معارك سلاحها الإرادة والتحدي ووقودها الجسد لا الروح، فأرواح المناضلين الثائرين تأبى الانكسار وتكابر على الألم، وتبقى رهناً للتضحية والفداء، نعم هذه هي أبجديات الحركة الأسيرة الفلسطينية التي أوضحت للعالم اجمع معالم الشخصية الفلسطينية ومدى قوتها وتحملها للمصاعب والمشاق، هي مدارس عمر القاسم، ومحمد الخواجا، وانيس دولة، وابراهيم الراعي، وحسين عبيدات ، وكل من رووا بدمائهم الطاهرة زنازين المحتل النازي لتؤكد في كل ركن من ارض فلسطين إننا هنا باقون ولن نرحل حتى ولو كان الموت ينتظر.
فها هي بطولات الاسرى تتعالى كبركان يغلي بالعزيمة والإصرار، منتظرين تلبية النداء لمناصرتهم وحشد كافة الطاقات لاجل قضيتهم، بصفتها عنواناً لقضية فلسطين وهم يومي ومتجدد لابناء شعبنا، وهذا ما يدعونا للتوحد في درب النضال الوطني الموحد، لتوحيد الجهد في بوتقة محددة لمحاصرة إسرائيل وفضح قمعها ونازيتها امام العالم، وذلك يتجلى بخطوات محددة تنطلق بدايتها من اعلان انهاء حالة الانقسام بشكل فعلي، والشروع في ترتيبات مستعجلة لطي صفحته البالية وتطبيق المصالحة على ارض الواقع بشكل صحي وملموس، ورفع وتيرة الاعتصامات التضامنية مع الاسرى وتعميمها على كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة القدس، وكافة اماكن تواجد الشعب الفلسطيني إن أمكن ذلك، وتعزيز نهج المقاومة الشعبية الداعمة والمساندة لنضالات الاسرى من خلال التظاهر في كافة المدن الفلسطينية وعدم ابقائها للنخب او الأقليات والمناطق المغلقة، وإتباع سياسية إعلامية واضحة وناجحة لمناصرت الاسرى من خلال تحديد ساعات بث مفتوحة للتضامن مع الاسرى ، وهذا ما يقع بالخصوص على عاتق تلفزيون وفضائية فلسطين للتعاطي مع ملف الاسرى بشكل اكبر واشمل بموضوعية وحياد وعدم تمييز بين اسير واخر، والعمل على تحديد مواعيد لقرع الأجراس وزمامير الإنذار لمدة خمس دقائق يعلق خلالها العمل في كافة الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات، ووقف شبه كامل لحركة السير إعلانا للتضامن مع الأسرى، لكي يتضح لكل من يعيش في ارض فلسطين ويزور أرضها ولو كان سائحاً ان لنا أسرى وهمهم همنا ولا بد من تحريرهم وان طال الزمان.
نعم هي اقل الامكانيات التي تمكننا من رد الجميل لاسرانا الذين يحملون لواء نضالنا في خنادق النضال المتقدمة، فهذا نداء حان اوانه لكي يسُمع، فالأسرى بكافة أطيافهم وانتماءاتهم السياسية ينتظرون اصطفافنا بجانبهم لكي تصل رسالتهم، لكي نعلم الجميع وعلى رأسهم حكومة اليمين المتطرفة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو أن الشعب الفلسطيني لن يكل ولن يمل ولن يتوانا عن النضال من اجل استرداد حقوقه، كشعب واحد موحد في السجون وخارجها تربطه وحدة الدم والمصير وجمالية النضال والتحدي من اجل اكمال مشروعه التحرري العادل، ليتهاوى سواد الظلم وتعلن شمس الحرية شروقها على مدن ومحافظات فلسطين فبالوحدة والصمود والمقاومة ننتصر ونحفظ عهد الشهداء ونلبي نداء أسرانا وننتفض لمعاناتهم ونعلي راياتنا خفاقة ترفرف فوق ربوع فلسطين .