رام الله - حافظ البرغوثي
لا أعلم السر في محاولة البعض تغيير طريقة كتابة اسم مدينة رام الله الى رامالله، مع العلم أن لفظ الجلالة موجود في أغلب الأسماء المتداولة بعد ما حمد وعبد، وهناك مدن كثيرة خاصة في آسيا الوسطى فيها اسم "الله" وكذلك فإن نصف أسماء الشعب الأفغاني فيها لفظ الجلالة من حفيظ الله الى ذبيح الله الى حمد الله وغيره من الأسماء التي تنتهي بلفظ الجلالة، وحتى في ذروة حكم طالبان المتطرفة لم يصمد زعيمها الملا عمر ولا صديقها أسامة بن لادن ولا خليفتها أبو بكر البغدادي الى تغيير الأسماء التي يرد فيها لفظ الجلالة، فلماذا يحاول البعض عندنا ذلك؟
منذ صغرنا سمعنا عن مسجد جمال عبد الناصر وفجأة صار البعض يسميه مسجد سيد قطب فإذا كان من بنوا هذا المسجد سموه كذلك كيف يأتي من ليس له علاقة باطلاق اسم آخر عليه؟
وأذكر أن وزيراً أراد اطلاق اسم على مدرسة في احدى القرى فسألته: ولكن هذه المدرسة تبرع بأرضها فلان، واشترى أرضاً اضافية لها من جيبه وقام بجملة تبرعات لبنائها، فكيف تسميها باسم شخص من بلد آخر؟ فقال: لأن هذا صديقي، فقلت: إذن قم ببناء مدرسة وسميها باسم صديقك ولا تستخدم نفوذك فيما لا يعنيك.
خلاصة القول كل آية قرآنية أو كلمة مكتوبة هي جامدة لا حراك فيها وتجدها في الصحف وفي الأسماء والكتب، وقدسيتها تأتي من مدى تفاعلنا معها وليس جمودها، ومن أراد اعادة كتابة اسم رام الله فليعد بناء مدينة مثلها ويسميها ما شاء، فهو ليس مخولاً بالتغيير، مثلما لا أحد مخول بتغيير اسم مدينة البيرة الى جعة.