رسالة للسيد الرئيس من أهلنا في سورية - صلاح صبحية
السيد أبو مازن رئيس دولة فلسطين في الملمات العظام , والمصاعب الجسام , طبيعي أن يلجأ الإنسان إلى أصحاب الرأي والقرار , وباعتبارنا نملك شرعية اللجوء في المنافي والتفتيش عن لحظات الأمان . وبدون الخوض بالأسباب والتفتيش عن المبررات التي دفعتنا لركوب المخاطر والمجازفة بكل ما نملك وتحديدا أرواحنا , وفي لحظات اشتداد الكروب نلجأ إلى تاريخية التمثيل لنا , نلجأ إلى معبراتنا في المحافل الدولية , نلجأ لسيادتكم سيادة الرئيس ونضع في أيديكم خلاصة ما تعرضت له عائلاتنا وأسرنا وأطفالنا . نحن مجموعة من مخيمات اللجوء في سوريا وبعد معاناة من أزمة طاحنة وصل عمرها ما يقارب الأربع سنوات وبقرار لا نملك مقاييس صوابيته من عدمها , رمتنا أقدارنا أخيرا وبعد إن استنفذنا ما جمعناه أو حصّلناه على مدى العمر , أما بطول الإقامة في المنافي أو بعمليات الغش والنصب التي تعرضنا لها , وها نحن في معسكر في قبرص أو في سجن في مصر , نبدأ من جديد بالتفتيش عن أنفسنا وعن ذاتنا التي تكسرت بهذه المحطات الصعاب . السيد الرئيس: لابد وأن حال الشعب الفلسطيني الموزع على أطراف المعمورة تلقى من سيادتكم اهتماما كبيرا لكننا وبهذا الاستثناء الذي نعيشه لابد أن يكون لنا عندكم استثناء خاصا بالنظر بأوضاعنا , والعمل على حل مشاكلنا وان كنا لا نعرف كيفية الحل لكننا على ثقة بأنكم تستطيعون العمل على حلها وتخليصنا مما نحن فيه . كثيرة هي مصاعب الحياة , لكن ما نتعرض له لا يدخل في باب المصاعب , بل يتعداه ليؤسس لحالة قد تكون كارثية , فها هو احد أبناء المخيم في قبرص يموت دون أن نعرف السبب هل تم خطفه وقتله , أم انتحر . عليكم يا سيادة الرئيس أن تسرعو بإيجاد الحلول والبدائل لنا . أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا ودمتم يا سيادة الرئيس