ضربة معلم ...عمر حلمي الغول
مشاركة الرئيس محمود عباس بالمظاهرة المليونية في باريس يوم الاحد الماضي، الموافق ال 11 من يناير الحالي، كانت خطوة شجاعة، عكست حرص القيادة الفلسطينية، ممثلة برمزها الاول على تأكيد رفضها للارهاب بكل مسمياته وعناوينه وخلفياته. ولتقول للعالم ككل وليس لاوروبا فقط، بان الشعب العربي الفلسطيني إكتوى، ومازال يكتوي بالارهاب الاسرائيلي المنظم على مدار الساعة، ولن تقبل اي شكل من اشكال الارهاب الاسود. ولتقول لقيادات العالم، عليكم واجب إماطة اللثام عن وجه العنصرية والفاشية الاسرائيلية، التي تتماهى مع "داعش" وغيرها من عناوين الارهاب
بعكس ذلك المتاجر بدماء الضحايا السبعة عشر ضحية في صحيفة "شارلي ايبدو" والسوبرماكت، الذي جاء لباريس رغما عن رفض القيادة الفرنسية وخاصة الرئيس هولاند، الذي رفض مشاركة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل في المظاهرة، ليس فقط لانه سيستثمرها في حملته الانتخابية، ولكن لانه جزء من الارهاب، ولانه تطاول إسوة بالعديد من القيادات الاسرائيلية على السيادة الفرنسية، اضف إلى انههم، سعوا (قادة إسرائيل) لاستخدام الارهاب، الذي طال بعض الفرنسيين من اتباع الديانة اليهودية (وفق بعض مصادر تركية (الاستخبارات، رئيس بلدية أنقرة) يقف وراءه "الموساد الاسرائيلي) للترويج لبضاعة فاسدة، تتمثل بدعوة اليهود الفرنسيين بالهجرة لاسرائيل. وهو ما اثار غضب واستياء الشعب والقيادة الفرنسية، التي تعتبر ذلك الموقف تدخلا فضا في الشؤون الداخلية الفرنسية.
وبعكس ما حاولت بعض الجهات المتهافتة، الاساءة لمشاركة الرئيس محمود عباس بالمظاهرة، التي رحبت بها، وتحمست لها، وهيأت لها الرئاسة الفرنسية المكانة اللائقة، لتعكس الرغبة الفرنسية بابراز مشاركة ابو مازن في المظاهرة، والرئيس هولاند، هو وليس احد غيره، من طالب بوجوده (عباس) في مقدمة المظاهرة، وليس هو من "زاحم" ليكون في المقدمة، كما حاولت بعض وسائل الاعلام الترويج له. وشتان بين ابو مازن، الذي تعامل بمسؤولية عالية مع مشاركته في المظاهرة وبين رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، الذي كان اشبه بالاركوز، وهو يزاحم وويدافش ليكون في مقدمة المظاهرة.
مشاركة الرئيس عباس، كانت ضربة معلم فعلا، رغم انها جاءت نتاج رغبة الرئاسة الفرنسية وفق مصادر عليمة، لماذا؟ اولا لانها جاءت لتؤكد انسجام القيادة الفلسطينية مع سياساتها المعادية للارهاب؛ ثانيا لتؤكد تضامنها مع فرنسا المكلومة، ورد الجميل للمواقف الفرنسية الداعمة للحقوق الفلسطينية، والتي تجلت في الاعتراف الرمزي للجمعية الوطنية الرمزي بدولة فلسطين، وايضا لتصويت فرنسا في مجلس الامن لصالح القرار الفلسطيني العربي؛ ثالثا للتأكيد للفرنسيين والاوروبيين، ان منظمة التحرير والشعب الفلسطيني شريك اساسي ضد الارهاب الاسود، ومستعدة للتعاون مع كل القوى والدول لمحاربته؛ رابعا لارسال رسالة للمشاركين بالمظاهرة من قادة دول العالم ومواطنين، ان الشعب والقيادة الفلسطينية بحاجة لدعم حقوق الشعب العربي الفلسطيني في التصدي للارهاب الاسرائيلي المنظم.
اما الاصوات الغبية والمأجورة والمتساوقة مع الارهاب (حركة حماس ومن لف لفها)، التي اسات لشخص الرئيس عباس، وحاولت تشويه مشاركته في المظاهرة، فإنها عكست إفلاسا سياسيا، وفقر حال قيمي، ودللت على انها اعجز من أن تقرأ دلالات المشاركة الفلسطينية في المظاهرة. كما انها اسيرة عقدة نقص تلازمها من الحضور الفلسطيني المميز في المظاهرة، الذي عكسه وجود الرئيس ابو مازن فيها.