(داعش البغدادي ) ام (داعش حماس )؟! موفق مطر
اي رسالة تبتغيها حماس بحمايتها لمجموعات تنظيم دولة ابو بكر البغدادي ( داعش) في قطاع غزة ؟! فان كانت موجهة لاسرائيل, فانها بالحقيقة رسالة تضامن من (الديك الرومي الغبي ), ورافعة لنتنياهو الذي اتاه الدعم سريعا من حماس للبرهان على ادعاءاته بان قطاع غزة قد آل قاعدة لجماعات (داعش).
ضرب من الحماقة غير مسبوق اذا اعتقد قادة حماس انهم بهذا الاستظهار العلني لداعش يبعثون برسالة بالحبر السري ما بين سطور الحبر الاسود, مفادها: داعش هي البديل عنا في قطاع غزة اذا لم تتفاوضوا معنا, ولا مع احد غيرنا !!, اما السطور الظاهرة فمفادها: منذ تركنا الحكم ! عاد الانفلات الامني, وظهرت على السطح جماعات ارهابية ( كداعش ), لذا ليس امامكم الا مساعدتنا على ادارة قطاع غزة, وتحويل اموال اعادة اعمار غزة الينا, قبل تفشي ظاهرة داعش ( الغنية ) القادرة على شراء الولاءات !
وقع قادة حماس الضعفاء وقصيرو الذاكرة في شباك كيدهم, فالظهور العلني, والمظاهرة المرخصة – لاحظوا المرخصة !!- لمجموعات حماس الداعشية, او مجموعات ( داعش الحمساوية ) او ( داعش ابو بكر البغدادي ) فهم قد كذبوا انفسهم عندما ادعوا مرارا ان المسؤولية القانونية في الكشف عن منفذي جرائم تفجير منصة الشهيد عرفات ومنازل قادة فتح في غزة هي لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق.. فهل حكومة الوفاق هي التي رخصت وسمحت لمظاهرة ( داعش في غزة ) ؟!.على من تستهبلون ؟!
يعلم قادة حماس جيدا ان الشعب الفلسطيني يرفض ظاهرة الجريمة ضد الانسانية, التي تشكل "داعش" نموذجا مطلقا الى جانب دولة الاحتلال, لذلك فان نتيجة تخليق حماس لهذه الظاهرة, او غض الطرف عن انفلات وحشها سيكون انتحارا سياسيا وماديا, فهذه الجماعات محكومة بقانون الغاب والبحر.
ستقدم اسرائيل الشكر لحماس على هذه المساعدة في اقناع العالم بمقولة نتنياهو الذي اتهم القيادة الفلسطينية, والسلطة الوطنية بدعم الارهاب, فيضحك نتنياهو في عب محمود الزهار ويضحك ابو مرزوق في عب ليبرمان !.لان الرأس المستهدف في هذه الحال سيكون الرئيس ابو مازن, خاصة وانهما يستشعران خطره على وجودهما, حسب منطق قادة ثلثي تحالف الديوك الرومية, اما الثلث المكمل ( دحلان ) فانه سيكون في اصعب حالاته ان كانت (داعش غزة ) هي ( داعش البغدادي) وليست داعش حماس حليفه الحالي, لكنه سيضحك في عب ليبرمان واسماعيل هنية لانها ( داعش حماس) فهذا الثلاثي ( اسرائيل حماس دحلان ) يستدرج الحصار على الرئيس ابو مازن لاخراجه من المعادلة, بذريعة فشله وضعفه في محاربة التطرف والارهاب كما فعلوا مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما اتهموه بتمويل وتأييد العمليات التفجيرية بين المدنيين الاسرائيليين, فكان ذلك ذريعتهم لمحاصرته واغتياله فيما بعد.
بالامس القريب وفي العام 2009 دمر مسلحو حماس مسجد ابن تيمية في رفح جنوب قطاع غزة الذي اعلن منه الشيخ السلفي د. عبد اللطيف موسى ( امارة فلسطين الاسلامية) ونسفوا منزلا احتمى به الشيخ وقتلوه مع حوالي عشرين من اتباعه, فماذا حدث حتى تغير حماس وجهة نظرها، وتسمح بتظاهرة اتباع ( الدولة الاسلامية ) ؟! الجواب كما نعتقد ان امارة عبد اللطيف موسى كانت جدية ومنافسة حقيقية لامارة حماس في القطاع, اما ( دولة داعش ) الحالية فانها صناعة حمساوية, ولا تغفلوا ان ( الذين يدفعون لدحلان ) الطرف الثالث في حلف الديوك الرومية, سيكون لهم موقف آخر منه اذا تمددت ( داعش البغدادي ) ووصلت حدود مصر مع فلسطين, اي الى قطاع غزة, وانكى ظهورها في شوارع غزة بحراسة حماس في اليوم ذاته الذي يقوم فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة لدولة الامارات العربية, الا اذا طمأنهم دحلان, الخبير في لعب وتوزيع الادوار المزدوجة ان ( داعش غزة ) هي احدى ( عراضاته ) القديمة ولكن بثوب جديد.