عندما يلعب نتنياهو خلف البيت الأبيض - موفق مطر
تفوق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء حكومة دولة الاحتلال على أكثر الملاكمين شهرة باللف والدوران وانتهاز الفرص في حلبات الملاكمة.. فهو يقصف دولا صغيرة بالنيران, وتأخذ بيده لوبياته اليهودية الفاعلة في مراكز العواصم الكبيرة لتمكينه من المراوغة, فبعد تعب مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لعرقلة سياسة اوباما تجاه الملف النووي الايراني, ولتعجيل قطع المساعدات المالية الأميركية للسلطة الوطنية, واستصدار قرارات من الكونغرس لعرقلة الاعتراف الكامل بدولة فلسطين عبر سن قانون اميركي, سيعمل نتنياهو على ابقاء القرار الأميركي في هذا الشأن مرهونا لدى ( المرابي الصهيوني ), فاللوبي اليهودي الأميركي رتب زيارة نتنياهو الى الكونغرس لإلقاء خطاب في مركز تشريع الادارة الأميركية, بغيابه ودون علم اوباما, فما كان من نتنياهو المشهور باصطياد الفرص واللعب على التناقضات في اسرائيل ودول العالم وتحديدا في ملعب اصدقاء اسرائيل إلا المسارعة للإعلان عن قبوله الدعوة وسط انذهال (سكان البيت الأبيض ) الذين اخذوا ينظرون الى بعضهم كالأزواج المخدوعين !! فنتنياهو يلعب خلف البيت الأبيض مستغلا انشغالهم في مراكز الصراعات الملتهبة في الشرق الأوسط وأوكرانيا !.
لم يملك الرئيس باراك اوباما سوى دفع الناطق باسم ادارته للإعلان ان اوباما لن يلتق نتنياهو, وان القاء الخطاب مخالف للبروتوكول الأميركي, ذلك أن وقوف اوباما بوجه الجمهوريين بسبب هذا الخطاب سيتسبب بمشكلة مع الأكثرية خاصة في وقت يتطلع فيه الى اقرار قوانين جديدة لدعم حملة الولايات المتحدة الأميركية والحلف الدولي على داعش, وتفهم الكونغرس لطبيعة العلاقة مع طهران, حيث تبدو معارضة الأغلبية وهي من ( الجمهوريين ) لسياسة سيد البيت الأبيض بهذا الملف واضحة كسنام جمل!
بعد ساعات على دعوة حكومته السفير الفرنسي في تل ابيب للاحتجاج على تصويت فرنسا الى جانب عرض القرار الفلسطيني لإنهاء الاحتلال على مجلس الأمن الدولي, جاءت الأخبار تحمل تفاصيل الجريمة والهجوم على صحيفة شارلي هيبدو ومتجر اليهودي بباريس, وسقوط الضحايا, وبعد ساعات من أول زيارة لرئيس حكومة هذه الدولة العظيمة شينزو آبي لفلسطين, ومقابلة رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن خطف تنظيم القاعدة مواطنين يابانيين الذي يعتبره ليبرمان وهو أحد اركان حكومته : ( اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل )!!..والسؤال المزدوج المحير هنا : ألم يخطر على بال قاعدة بن لادن, وداعش البغدادي المس باليابان إلا بعد هذه الزيارة, أم أن لنتنياهو ( قاعدته وداعشه ) يحركهما لقصف أعمار مواطني أي ( دولة اقليمية ومؤثرة ) تقف ضد سياسة دولته الاحتلالية الاستيطانية, وترفع درجة اقتناعها بحقوق الشعب الفلسطيني ؟! .
ليس مصادفة جريمة خطف المواطنين اليابانيين, وجريمة شارلي هيبدو ومتجر اليهودي بباريس،اذا نظرنا اليهما بعين التقدم المميز والنوعي لفرنسا واليابان نحو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ... فنحن نؤمن بنظرية المؤامرة، فالاستخبارات الأميركية الاسرائيلية من امهر مستخدمي ( اليافطات ) الناشئة في مناطق الصراعات في العالم، ويدخل معها بالمنافسة عصابات تجارة المخدرات والسلاح والنساء الدولية !!. ونعتقد نعدم احتياجنا لوقت طويل قبل اطلالة وثائق جديدة تضاهي وثائق ويكيليكس في بيان الحقائق والوقائع ...فلننتظر .