لعبة حماس والأسرى - ماهر حسين
لا يوجد منا من لا يتفق على أن التضحيات التي قدمها الاسرى هي محل إعتبار وتقدير لدى كافة أبناء شعبنا فالأسرى هم الشهداء الاحياء ومن خرج منهم من معتقلات الإحتلال هم الاحياء الشهداء .
هؤلاء الأسرى الاحياء الأن سواء في المعتقلات أو خارجها كانوا مشاريع شهادة ولكن إرادة الله عز وجـــل الذي يتحكم بالأعمار حالت دون ذلك .
ما أقوله ليس كلام نظري ومجرد وأنا أعلم بان الأسرى مستويات ولكن وبشكل عام كل من يلتزم بظروف العمل الوطني في فلسطين أراه مشروع شهيد لأننا أمام عدو لا يرحم .
الأسرى المحررين والأسرى في سجون الإحتلال لا خلاف عليهم ولا على أهمية قضيتهم ومع كل ذلك ها هو أحد مقرات وزارة الأسرى والمحررين يتعرض للحرق في غزة هاشم .
غزة التي بها من الأسرى والمحررين الكثير الكثير ...غزة التي تمنح للاسرى مكانة خاصه في قلوب أهلها ..أسرى غزة تتعرض سجلاتهم للسرقه والحرق والتخريب ويتعرض مقر وزارتهم للحرق ..عمل جبان وحقير وغير مبرر تحت أي مسمى وبسبب أي خلاف .
هو الأعتداء الثاني على الوزارة الخاصه بالأسرى !!!!
للمره الثانية في ظل حكم حمـــاس الممسكة بكل تفاصيل الحياة بغزة !!! فهل يعقل أن يكون هذا بدون علم حمـــاس !!!!
أنه غياب تام للعقول وتغييب تام لعقل من قام بهذا الإعتداء البائس ...ويجب أن ننتبه الى أننا داخليا" نتجاوز كل الخطوط الحمر وهذا تعبير جديد عن غياب القيم وغياب المقدسات الفلسطينية مما يؤشر الى إنحطاط في الهوية الوطنية ...في البداية كان اقتحام مقر الشهيد أبو عمار والقاء صوره والإساءه له وهو القائد الرمز وكذلك القاء صور الرئيس محمود عباس والإساءاه لها والأن حرق سجلات الأسرى ..نفس السيناريو ونفس العقلية التي تسعى لإلغاء قيم خالده في العقل الفلسطيني هي قيم ...الشهيد والشرعية والأسرى وكلها قيم مستهدفه كما أُستهدف قبل ذلك العلم الفلسطيني بإحداث تغيير فيه .
غياب المقدسات الفلسطينية مؤلم ومؤشر على إنحطاط غير مسبوق في العقلية الفلسطينية وفي الهوية الوطنية التي أصبحت وللأسف لعبه بيد بعض الغوغاء والمحرضين أصحاب الأهداف الغير مشروعه .
بالمقابل حماس التي تعلم بكل ما يحصل بغزة ...حماس التي تضبط الحدود والامن وتمسك بها بقبضه حديديه ..حماس تقول بأن الذي حصل هو نتيجة لخلافات فتحاوية ...بسبب قطع الرواتب !!!!
كم هو غريب هذا التحليل الذي يذكرني بتفسيرهم لتفجير مقرات قيادات فتح ..لعبة غبيه ومضحكه !!!!وبالطبع خطيرة !!!!
لعبة حماس خطيرة لأنها تؤشر على غياب قدرتها فعليا" على الإستمرار بالإنقلاب لأنها لم تعد تحكم غزة أو أنها أصبحت تتلاعب بالامن في غزة لتحقيق مصالحها الضيقه ..مصالحها الحزبية المقيته .
لعبة حماس خطيرة وبل خطيرة جدا" وحتما" سيكشف شعبنا هذه اللعبة المقيته ...ويجب ان تفهم حماس قبل غيرها بأن الأسرى من المقدسات الفلسطينية التي لا يجب المساس بها كقضية وكأفراد .
أخيرا" أقول بأن الأسرى ليسوا موضع للخلاف الداخلي أبدا" وعلينا تجنيبهم هذا الخلاف البائس على كل الصعد فما قدمه الأسرى كفيل لأن نكن لهم إحترام كافي لتجنب التسبب لهم بالمزيد من المعاناه .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .