خطط الوهم وتخاريفه
ما ثمة احلام عند وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان، بل هي محض اوهام، هذه التي بات يتحدث عنها بصوت مرتفع، كلما تضخم ملف الفساد الذي يطارده، وهي في الواقع اوهام لطالما عاقرها اسرائيليون كثر من اصحاب اليمين المتطرف، اوهام تصور المستحيل ممكنا لاصحابها، والمستحيل هنا هو تصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
لكن اوهام ليبرمان التي هي اوهام رئيس حكومته نتنياهو ايضا، وقد عاقرها شارون قبل ذلك، هذه الاوهام ليست مجرد تحليقات في تلك المخيلة العنصرية المخيلة، بل هي عبارة عن محاولات خطط تآمرية لعقد "تحالفات" اسرائيلية عربية تقيم سلاما استثماريا(..!!) وتنهي القضية الفلسطينية على اساس " دولة في غزة " وحكامها جاهزون في متناول يد ليبرمان... !!!
لا حاجة لتدوين اسماء هنا لأنها لا تستحق التدوين، لكن لا بد من الاشارة لهم بانهم تلك القناة التي كانت تحرض على الزعيم الخالد ياسر عرفات لدى الادارة الاميركية، وهي تصفه بأنه " يقود عصابات " وهذا ما كشفه تقرير نشرته صحيفة روز اليوسف المصرية قبل ايام.
هذه القناة ذاتها كما حرضت على ياسر عرفات، تحرض اليوم على الرئيس ابو مازن، وهذا يجعل ليبرمان يذهب بعيدا في اوهامه، ليصرح بمنتهى الصلافة بانه لا بد من التخلص من ابو مازن لعقد سلام " يتمناه " مع الدول العربية التي قال انه التقى مسؤولين كبارا منها هنا وهناك في بعض العواصم الاوروبية.. !!
بالطبع للوهم اكاذيبه كما يشاء الوهم ذاته، لكن ما هو اكيد وواقعي تماما اهداف ليبرمان العنصرية والتصفوية، والتي هي على طول الخط اهداف اليمين الاسرائيلي المتطرف، الذي لا يريد زعيما فلسطينيا راسخا في مواقفه المبدئية، وساعيا في دروب الحرية بالمقاومة المشروعة، من اجل حرية فلسطين في دولتها المستقلة ولهذا يبحث هذا اليمين في كل مرة عن تلك الادوات الصغيرة التي لا ترى غير شهواتها السلطوية وإن كان على حساب القضية الوطنية واهدافها المشروعة.
لا حاجة بنا للتأكيد ان مصير كل هذه الاوهام بخططها واهدافها لن يكون غير الفشل والهزيمة، لأنه ليس فينا وليس منا من يساوم على ذرة من تراب القدس، هذا ما كان يؤكده الزعيم الخالد ياسر عرفات، وهذا ما يؤكده اليوم الرئيس ابو مازن.. وسلام الشرق الاوسط لن يكون سلاما عربيا اسرائيليا، ما لم يكن هو سلام فلسطين في دولتها الحرة المستقلة.
لا نرجو صحوة من ليبرمان، ولا من الذين يهرولون خلف اوهامه، لكننا نقول في الخاتمة ما قاله الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه: (من الاصغاء تأتي الحكمة ومن الكلام – خاصة كلام التخاريف – تأتي الندامة ) وما تنفع الندامة ابدا ساعة الحساب.
رئيس تحرير الحياة الجديدة