انسحاب الجيش المصري من مصر ! موفق مطر
يمكن قياس دقة اصابة المجرمين الارهابيين لمواقع الجيش المصري في العريش، بمعيار الخيوط المتينة والدقيقة الحابكة لمشروع جماعة الاخوان المسلمين - بفرعيها في فلسطين ومصر – مع الادارة الأميركية واسرائيل، فكل طرف من هذه الأطراف معني بانهيار دراماتيكي لجيش مصر العربية، وانكسار حصن جمهورية مصر العربية، وشعبها، وتفكك الدولة، وتحولها الى مقاطعات ودويلات وامارات !
فالجيش المصري حسب مخطط هؤلاء - أهم اركان الدولة الأقدم على أرض خارطة الوطن العربي – يجب اضعافه وبعثرة قواته كما حدث لجيوش دول عربية، تمهيدا لتفكيك الدولة ذاتها، بالتوازي مع تحويل الشعب الى كيانات طائفية، ومذهبية وعرقية، وقبلية حتى، كما فعلوا في اقطار عربية عريقة لا يقل شأنها في الفعل والتأثير الحضاري الانساني عن مصر كالعراق (بلاد الرافدين) وسوريا (مركز بلاد الشام)، ناهيك عما يحدث في اليمن وليبيا.
لن تفاجئنا الصحافة المصرية غدا ان نشرت على صدر صفحاتها صورا لخرائط ووثائق، واحداثيات وأسلحة وذخائر ليست متوفرة الا لدى جيوش أو قوات عسكرية مدربة تدريبا عاليا، او خريجة معسكرات انشئت خصيصا في دول الاقليم لتنفيذ هكذا جرائم و(عمليات ارهابية) فالعبوات يدوية الصنع من السهل الحصول على تركيبتها وطرق صنعها عبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت) أما قذائف الهاون فإن مطلقيها يحتاجون لخبرات وقدرات توجيه لا تستطيع الجماعات الارهابية في سيناء تكوينها او اكتسابها من دون دعم لوجستي وتدريب من قوى خارجية، يحتم علينا قبول منطق (المؤامرة الثلاثية الأركان) السابقة الذكر على مصر العربية.
يستخدم اعداء مصر والأمة العربية أسماء ورموزا مقدسة لتمرير جرائمهم، فهنا يستخدمون مصطلح (انصار بيت المقدس) لكنهم لم يضربوا هدفا من أهداف دولة الاحتلال التي تحتل بيت المقدس ! وهناك يطلقون على انفسهم اسم الدولة الاسلامية، فيما نراهم قد سبقوا المخلوقات المفترسة الآدمية منها والحيوانية، في شهوتهم لسفك الدماء وجزر رقبة الانسان، الذي كان الاسلام من اجل ارتقائه والحفاظ على قدسيته، لكونه خليفة الله في الأرض! ولو قدر لبيت المقدس النطق لقال: هؤلاء مجرمون لا دولة لهم، ولا دين وماهم الا انصار الشيطان العدو المبين للإنسان.
يضرب (الاخوان المجرمون) شرق وغرب حدود مصر العربية مع فلسطين، فمنهم من ضرب بغزة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وطعن المشروع الوطني الفلسطيني منذ انقلابه على منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية عام 2007، وما زال يضرب بعملياته الارهابية التفجيرية العمود الفقري للمنظمة، وقائدة المشروع الوطني حركة فتح، ومنهم من يضرب مصر وجيشها، لمنع تلاقي المشروعين الوطني الفلسطيني مع القومي المصري، وعدم امكانية التواصل الجغرافي بين حركتي التحرر الفلسطينية والقومية العربية بقيادة مصر، فالمجرمون يحاولون وأد "المعجزة"، أي ثورة الشعب المصري (30 يونيو) التي اعادت لمصر قلبها العربي واعادتها الى العالم قوة مركزية واقليمية، كما وصفها الرئيس أبو مازن، ويلتقي اخوان مصر مع اخوان فلسطين (حماس) واسرائيل على هدف واحد، وهو منع سيادة مصر وجيشها على كامل اراضيها وأهمها سيناء ، لذا لم يكن غريبا ما جاء في بيان للإخوان المسلمين عقب العملية من دعوة للجيش المصري للانسحاب من ارض مصرية (سيناء)!! فهؤلاء يكتبون وينطقون باللغة العربية ما تتحاشى، او تتحرج اسرائيل الحديث عنه باللغة العبرية! فهل ما يحدث في سيناء، وفي قطاع غزة تحت مسميات ويافطات اسلامية ترجمة عملية للمشروع الصهيوني (ايجور ايلاند)؟! فإنشاء دويلة فلسطينية في قطاع غزة وجزء من سيناء المصرية ما زال قائما على طاولة الكبار وعلى الاشقاء المصريين الحذر من "الدحلان" فهو اليد الأميركية المباشرة في هذه الطبخة حتى وان اظهر خصومة للإخوان؟ فلا أمان لإخوان الشياطين. فهؤلاء البغاة الآثمون يظنون بقدرتهم على دفع الجيش المصري للانسحاب من مصر!