الكساسبة .. النار في قلوبنا
لا كلمات يمكن لها ان تصف هذه النار التي شبت في قلوبنا، ونحن نشاهد نيران " داعش " وهي تأكل الفتى معاذ الكساسبة، لا كلمات ولا حتى النواح، بوسعه ان يعبر عن حال الحزن والغضب الذي يعترينا، ونحن نرى الى هذا القتل البشع عديم الانسانية بكل المعاييروالاعراف والقيم والعقائد السماوية والارضية، القتل الذي ابتدعته النازية بافرانها الشهيرة، والذي اعاد له المتطرفون في اسرائيل سيرته القبيحة عندما احرقوا الفتى محمد ابو خضير حيا السنة الماضية، انه القتل الجريمة بكل معانيها وبكل خستها المنحطة ..!!
كأن الدواعش من صلب النازية، ومن حلفاء اؤلئك المتطرفون في اسرائيل، بل هم كذلك دونما ادنى شك، وقد اعلنوا انتمائهم للمحرقة بكل صلافة القتلة وقلوبهم المريضة .
ولا كلمات ايضا بوسعها ان تجعل من الاستنكار فعلا رادعا لهذا الارهاب البشع، ولهذا نقول أن الاوان كي تكون هناك وقفة واحدة من كل القوى والاحزاب السياسية، والمنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية الشعبية والاهلية، ضد الاسلاموية السياسية بكل قواها الاصولية، التي تشوه انبل واقدس ما فينا وما عندنا، عقيدتنا السمحاء، اسلامنا الطيب الرحيم برحمة العلي القدير، ان الاوان لكل القوى ان تتحد ضد هذا التسييس والتحزيب القبيح، للاسلام العظيم الذي يحرم ان تذبح الشاة امام اختها.
إنهم يقتلوننا بمثل هذا الذي يرتكبوه من جريمة باسم الاسلام والمسلمين، فلابد من الدفاع عن وجودنا المادي والمعنوي، لابد من الدفاع عن حضورنا وتحضرنا الانساني، بالدفاع عن اسلامنا الرحيم، اسلام الكلمة الطيبة الذي يدعو الى سبيل الله بالحسنى .
لمعاذ الكساسبة،الرحمة وانه الشهيد باذن الله تعالى وفي جنات الخلد، قضى حريقا بغير حق، وهو الاسير الذي يحرم الاسلام السمح المساس به حتى في معاملة قاسية،لأهله وذوية ولكل اشقائنا في الاردن العزيز خالص التعازي، ألهمهم وألهمنا معهم الصبر والسلوان، وثأر الحق لابد ان يكون، وسيكون بعون الله تعالى وبأرادة التوحد،وهذا هو وعي الضرورة الذي هو وعي الحرية،ولاخلاص خارج هذا الوعي، خارج هذا التوحد .
المحرر السياسي