بحبوحتهم مسمومة..فصحن الخبيزة مع الحرية يحيينا - موفق مطر
آن الأوان لمواجهة دولة الاحتلال بالسلاح نفسه, فاحتجاز (حكومة القراصنة) في تل ابيب لأموال الشعب الفلسطيني (عائدات الضرائب) حرب من نوع آخر على الشعب الفلسطيني لا تقل خطورة عن حملاتها العسكرية الدموية, وان كان الفرق لصالحنا, حيث اننا في هذه المعركة نمتلك القدرة على المواجهة والصمود, دون خسائر بشرية, وتسجيل النقاط على دولة الاحتلال وايلامه ماديا, فيما تكلفنا حملات جيش الاحتلال خسائر بشرية, ودمارا للبنى التحتية من الصعوبة بمكان تعويضها, فالروح الانسانية عندنا غالية جدا, ونتألم جدا لمقتل النفوس البريئة.
طُرِحَ اسلوب مقاطعة المنتجات الاسرائيلية, كعمل وطني, يندرج في اطار المقاومة الشعبية السلمية, وتُرِكَ الأمر خيارا اخلاقيا للمواطن, على قاعدة الوعي الوطني وادراك المصلحة الوطنية، والمساهمة الشعبية المباشرة في الصراع، صغر او كبر حجم الفعل، على درب نيل الحرية والاستقلال..لكن امورا استوجبت تطوير ورفع هذا العمل الطوعي والتطوعي، الى مستوى القرار بمنع بيع المنتجات الاسرائيلية في اسواق فلسطين.
اللجنة الوطنية العليا لمواجهة اجراءات سلطات دولة الاحتلال الاسرائيلية, برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول قررت منع دخول منتجات 6 شركات اسرائيلية الى الاراضي الفلسطينية، وهي: «شتراوس وتنوفا واوسم وعلييت وبرغات ويعفورا» الاسرائيلية بكل منتجاتها، ويبدأ العمل بهذا القرار اعتبارا من صباح غد الاربعاء».
اللجنة وطنية الأهداف والعضوية بامتياز, ففصائل منظمة التحرير والقطاع الخاص والنقابات وكافة الفعاليات الوطنية، عمودها الفقري وهيكلها القيادي صاحب القرار, وهذا ما سيعطيها مشروعية اقرار سبل المواجهة في اطار برنامج المقاومة الشعبية, ولعلنا نرى في قرار اللجنة الوطنية امس تعبيرا حقيقيا عن قرار القيادة الفلسطينية بتوسيع قاعدة المقاومة الشعبية السلمية, ذلك ان نظرة سريعة لمكونات اللجنة, ومكان اصدار هذا القرار –في مقر نقابة الصحفيين - ستجعلنا نستنتج خلاصة مهمة جدا وهي ان قوى الشعب الفلسطيني المنظمة قررت مؤازرة القيادة السياسية في معركة القانون الدولي, بتحركات شعبية عملية على الارض, ليس اولها ولا آخرها غرس الأشجار وانشاء بوابات القرى في الاراضي المهددة بالاحتلال والاستيطان ومقاطعة المنتجات وحسب، بل في خوض معركة التحدي والارادة, فدولة الاحتلال تراهن على بحبوحة اقتصادية ومستوى معين من الرفاهية كأدوات لحرفنا عن مبدأ الحرية والاستقلال, وتحاول عبر الضغط تضييق هذه المساحة علينا واخضاعنا, ونحن نريد البرهنة للعالم ان امرا في الحياة لن يغنينا عن الحرية, وان ارادتنا ارقى واقوى من شهواتنا ورغباتنا البشرية الجانحة نحو البحبوحة بكل الأحوال, نريد القول للعالم انه ليس( بالزبدة والجبنة والخبز ) يحيا الانسان, وانما بالحرية والكرامة والسيادة فهذه هي منتوجات شركتنا الوطنية التي لا نقبل عنها بديلا.
اعلان قرار منع ادخال منتوجات الشركات الاسرائيلية الست الى موائدنا واسواقنا من مقر نقابة الصحفيين يؤكد لكل من يهمه الامر اهمية دور الاعلام والصحافة في دعم هذا الاسلوب السلمي من المقاومة الشعبية, وتعزيز مستوى الوعي الفردي والجمعي بهذا الاسلوب، بالتكامل والتوازي مع ميادينها الاخرى, فهذه مسؤولية وطنية يمكننا كاعلاميين وصحفيين, الانخراط بكل ما نملك من حرفية ومهنية في بوتقتها, وتوسيع قاعدة الحشود الشعبية لخوض ميادين الصراع السلمي المؤلم ماديا للاحتلال.
سنغير وجهة نظر وتقديرات الاحتلال نحونا, يجب جعله مكلفا دون اعطائه المبرر لسفك دماء ابنائنا في ظل الفوضى في المنطقة، واختلال النظام الدولي والعالمي في حفظ امن الشعوب والدول, ونصب ميدان العدالة.
لا نريد زبدتكم ولا منتوجاتكم، فصحن خبيزة مع الحرية يحيينا, اما بحبوحتكم فمسمومة.