الحصانة والخيانة !
ماذا يحدث في ثنايا العالم الافتراضي ؟!.
لماذا يصر موجهو هذا العالم، على التشكيك بشرعية الأجهزة الأمنية الفلسطينية ؟! علما انها ليست مستمدة من القانون الأساسي وحسب، بل من الشرعية الوطنية النضالية لقادتها وضباطها وأفرادها، ومن أداء مميز بمواجهة التحديات المصيرية على عدة اصعدة، أقساها المواجهة الميدانية، وصولا الى الكشف المبكر عن المؤامرات الخطيرة، او لحظات قبل تفجير اركان المجتمع الفلسطيني، ومؤسسات السلطة الوطنية، كضغط مواز مع ضغوط دولة الاحتلال على القيادة الفلسطينية، وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، لإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني في قبر، شارك بحفره خدام اجندات، متحالفون رغم اختلاف مشاربهم وتوجهات هيئات (معلميهم الكبار) العلنية.
يعمل تحالف (دحلان – حماس) ومعهم مستأجرون (خصوصيون) على صناعة ابطال وهميين، يعملون على تشويه صورة الأجهزة الأمنية، والضرب المتواتر من كل الجوانب، على أمل انهيارها، فتنهار معها الركيزة الأساس والأقوى للأمن الوطني الداخلي والمجتمعي الفلسطيني، ويتحينون لحظة ضعفها او تفككها، واتساع الهوة بينها وبين الجماهير – كما فعلوا بغزة – للانقضاض عليها، والاجهاز على المشروع الوطني وهم متخفون بأقنعة (الاصلاح والديمقراطية) وحرية الرأي والتعبير.
يبثون اشاعات، ويملأون الفضاء الاعلامي والاجتماعي حتى بدعايات مولودة من ( علاقة حرام) ما بين الحصانة والخيانة، فهؤلاء يستغلون حصانة ما اقرها القانون الأساسي لنواب السلطة التشريعية، فيذهبون برؤوسهم قبل اقدامهم – أي بإرادتهم الى ( بيت المعلم الكبير) ويدخلون في ( مناقصة وطنية ) ليحظوا بوظيفة ( وكلاء المشروع المضاد).
لم يعد خافيا على مواطن، حقيقة هذا التحالف وأساليبه، في استخدام الجريمة الجنائية، للتعمية والتمويه على جريمة ازهاق روح الوطنية الفلسطينية، والفلتان الأمني، إرهاصا لإلقاء الفلسطينيين في صحراء التيه، او في بحار متلاطمة الأمواج، تبلع من لا يتقن العوم في مناخ عواصف الابادة ( بسلاح المذهبية والطائفية والعرقية).
يعمل هؤلاء المدعومون بمال سياسي (علقمي) حرام، على تفكيك عرى العائلة والمجتمع والمؤسسات والمنظمة والدولة، وايصالها الى حافة الموت، لكنهم يحرصون على ابقائه ( موتا سريريا) الى حين اكتمال تصنيع البطل المفترض، وبذات الوقت تراهم يشتغلون على تدمير نماذج العطاء والتضحية والصبر والصمود والإبداع من اجل الوطن لأجهزة الأمن الوطنية الفلسطينية، تماما كما يفعل الداعشيون في الارث التاريخي والحضاري لهذه الأمة، ليسهل على تحالف (حماس – دحلان) اقتلاع المشروع الوطني الفلسطيني من جذوره، لزرع شجرة مشروع (معلميهم الكبار) المستنسخة من مشاريع سابقة كان شعبنا وحركة تحرره الوطنية قد افشلها وقبرها.
اخطر ما يفعله ( المتحالفون) لاستنبات مشروع (الاسلامويين السياسيين) هو انهم يسعون لاجتثاث جذور الشرعية الوطنية، والنضالية، والقانونية لقيادتنا السياسية الحالية، ليس بقصد الاغتيال وحسب، بل لتفريغ مقام القيادة، ليتسنى لهم السطو على كابينتها كما فعلوا مع الرئيس الشهيد ياسرعرفات، ولو بقوة السلاح هذه المرة هنا في الضفة، كسابقتها تجربة الانقلاب في قطاع غزة!.
ثار المصريون على الاخوان والمتحالفين معهم، وانتصروا لمصر، دولتهم ولمشروعهم الوطني والقومي، وجردوا رموزهم من الحصانة، حتى لو كان مقدسا في جماعته، اما نحن فلسنا اقل حمية وانتماء لوطننا، وان كنا ندرك تماما ان ثالث ثالوث هذا التحالف هو دولة الاحتلال ( معلمهم الأكبر).. فنحن نملك وعيا عظيما كفيلا بالتمييز ما بين الحصانة والخيانة، وتصنيف المحصن من الخائن.
موفق مطر