الاطفال والكلاب - عمر حلمي الغول
يتعرض الاطفال الفلسطينيون لشتى انواع التعذيب الاجرامي من قبل سلطات الاحتلال والعدوان الاسرائيلية دون اي وازع اخلاقي او قانوني، وبما يتناقض مع القوانين والمواثيق والاعراف الدولية. التهمة جاهزة للاطفال الفلسطينيين اما إلقاء حجر او آلة حادة او حتى فرجار هندسي، كما حصل مع احد التلاميذ في مدينة الخليل اول امس... إلخ
أحد اشكال التعذيب الوحشية للاطفال لارهابهم، هو إستخدام الكلاب البوليسية، التي يدفعها ضباط وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي لمهاجمة الاطفال دون وجه حق، التي يحذر منها القانون الدولي. ووفق المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان، إنه "تلقى بالصدمة شريطا مصورا بثنة بعض وسائل التواصل الاجتماعي قبل يومين، ويظهر فيه جنديان إسرائيليان من وحدة "عوكتس" المتخصصة بالتعامل مع الكلاب، وهما يحرضان كلبين بوليسيين على نهش جسد الطفل الفلسطيني حمزة ابو هاشم (16) عاما بدعوى قيامه بالقاء الحجارة عليهم قرب بيت أمر شمال الخليل."
وأضاف تقرير المرصد الاورومتوسطي، أن "إستخدام الجيش الاسرائيلي للكلاب البوليسية في إعتقال الاطفال والمدنيين الفلسطينيين، هي سياسة رسمية متبعة منذ سنوات .. منوها إلى انه كان اصدر تقريرا حول هذه السياسة في آذار 2012، غير ان ممارسات الاحتلال لم يطرأ عليها اي تغيير يذكر." مؤكدا ان هذا الشكل البشع من التعذيب يسبب " الاصابات والترويع بصورة وحشية وغير مقبولة، ما يعتبر فعلا مخالفا للقانون الدولي وانتهاكا للانسانية".
جاء رد احد جنرالات الجيش الاسرائيلي غبيا ويعكس نمطية التفكير الوحشية، التي لا تعرف المعايير الاخلاقية والانسانية، فإدعى، إن إستخدام الكلاب "افضل" من إطلاق الرصاص على الاطفال او المدنيين، لان الضرر الناجم عنها اقل خطورة من الرصاص؟! وكأن البديل عن إستخدام الكلاب البوليسية، هو الرصاص وليس المعايير الاخلاقية والقانونية! لانه لا يوجد في العقلية الاستعمارية الاسرائيلية سوى الاستخدام الوحشي او الاكثر وحشية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني لتحقيق مآرب واهداف دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.
صور الفيديو المروع ضد الطفل ابو هاشم وغيره من الاطفال الفلسطينيين، ليس سوى نموذج بسيط من جرائم الحرب، التي تستخدمها دولة الابرتهايد الاسرائيلية ضدهم، ومن يعود للخلف قليلا لشهور خلت، سيستحضر عملية إحراق وقتل الشهيد محمد ابو خضير في حزيران/ يونيو 2014، وقتل ما يزيد على 2200 الف مواطن فلسطيني في الحرب الهمجية على محافظات الجنوب في تموز وآب 2014، بينهم ما يزيد 531 طفلا، فضلا عن النساء والشيوخ والابرياء من المواطنيين الفلسطينيين. الامر الذي يؤكد على عملية التعذيب بالكلاب البوليسية، ليست سوى وسيلة اقل وحشية من عمليات الاغتيال والقتل بالرصاص والصواريخ والقنابل الفسفورية والكيمياوية.
أضف الى ان من يعود لتقارير المنظمات الاممية المعنية بمتابعة جرائم الحرب الاسرائيلية ضد الاطفال الفلسطينيين، يلاحظ، ان دولة االاحتلال الاسرائيلية منذ وجدت على الارض الفلسطينية، وهي تستخدم كل اشكال التعذيب الوحشية ضد الاطفال والنساء والشيوخ، ولم تتورع عن استخدام ابشع اشكال التعذيب، التي تتنافى مع القوانين الدولية وحقوق الانسان. وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي أقطابا ومنظمات اممية باتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل الكولونيالية، وإلزامها بالكف عن انتهاك القانون الدولي، وليس التغطية على جرائمها كما فعل جون كيري، وزير خارجية اميركا في جنيف قبل يومين، عندما هاجم لجنة حقوق الانسان الاممية، لانها تعرض بعض صور الواقع الاجرامي لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وأغمض عينيه كليا عما يطال الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينين ومصالحهم من تعذيب وقتل وتدمير ونهب. وهذا اقل القليل المطلوب لفضح وتعرية إسرائيل الاستعمارية.