حماس وكذبة الانتخابات - عمر حلمي الغول
في خضم النزوع الاخواني الفلسطيني بمواصلة عملية التضليل وخداع الرأي العام والتحريض على القيادة السياسية عموما وشخص الرئيس ابو مازن خصوصا، شنت قيادات وناطقوا حركة حماس حملة واسعة على الجميع بذريعة، انهم "ضد إجراء" الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأنها، هي وحدها الجاهزة لاجرائها!؟
غير ان مياة الحقيقة أغرقت غطاسي حركة حماس جميعهم في التحدي، الذي تقدم به رئيس منظمة التحرير في دورة المجلس المركزي الاخيرة، عندما أعلن الرئيس محمود عباس في خطابه امام أعلى هيئة قيادية فلسطنية، بانه جاهز لاجراء الانتخابات فورا شرط ان يحضر الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية موافقة خطية من قبل قيادة حركة حماس. وفعلا قام الدكتور ناصر وايضا النائب حسن خريشة، المقرب من حماس، باجراء الاتصالات مع إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة للوقوف على موقف حماس من دعوة رئيس الشعب الفلسطيني. لكن كما يقول النائب الثاني السابق للمجلس التشريعي، في لقائه مع منبر "دنيا الوطن": ان الحركة وقياداتها المختلفة إستخدمت عبارات مطاطة وحمالة اوجه، ورفضوا عمليا إرسال اي موقف مكتوب!
ما تقدم، يكشف خواء وكذب حركة حماس، ويؤكد لكل البسطاء من ابناء الشعب وللقوى السياسية الفلسطينية، التي تتناغم في مواقفها مع فرع الاخوان المسلمين، بأن "حماس" ليست جاهزة، ولا تريد الانتخابات، لانها إسوة بفروع الاخوان المسلمين جميعا مع إستثناء لفرعي تركيا وتونس، اللذين أملت الظروف الموضوعية المحيطة بهم، وخصائص بلدانهم الخضوع لمتطلباتها، تعتبر الانتخابات البرلمانية لمرة واحدة، هي المرة، التي يفوزوا فيها. الامر الذي يفرض على القوى السياسية والشخصيات المستقلة، التي ضللت نفسها وانصارها والشارع على حد سواء، وإدعت بأن حركة حماس "جدية" في دعوتها للانتخابات، والمشكلة عند الرئيس عباس، عليهم جميعا اولا مراجعة مواقفهم الخاطئة؛ ثانيا الضغط على حركة الانقلاب الحمساوية الاستجابة لدعوة الرئيس ابو مازن، والتقدم نحو الانتخابات التريعية والرئاسية؛ ثالثا الكف عن الترويج لاكاذيب وتضليل حماس؛ رابعا التحلي بالشجاعة للاعتراف باخطائهم امام قاعدتهم والجماهير الفلسطينية والعربية عموما.
الثابت في منطقالاشياء، ان جماعة الاخوان المسلمين بفروعها، مع الاستثناء المشار له آنفا، ليست معنية بالديمقراطية ولا باي عنوان من عناوينها، لانها لا تؤمن بالديمقراطية، ولا بحرية الرأي والتعبير، ولا بالانتخابات اي كان مستواها او عنوانها، كونها عميقة الولاء لمنطق وسياسة الهيمنة ورفض الشراكة السياسية مع اي قوة حتى لو كانت من الجماعات الاسلامية. وبالتالي إدعاء قياداتها وعلى رأسهم هنية والزهار والبردويل والاسطل والحية وغيرهم في اقليم الضفة والخارج ب"جاهزيتهم" للانتخابات،وانهم "يتحدوا" القيادة بتحديد موعد لها، ليس سوى إدعاء كاذب، لا يمت للحقيقة بصلة، لان الجماهر كشفت عوراتهم واكاذيبهم وظلاميتهم، ودعوة الرئيس ابو مازن خير دليل على ذلك.