الأرض تنبت الفلسطيني كما تنبت ثمر الزيتون - د.مازن صافي
العالم يعرف تماما من هو مجرم الحرب، ومن هو الذي ينتهك كل مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، ولازال يحتل الأرض ويعذب الأسرى ويسلبهم حقوقهم، ومن يقتل الإنسان ويحرق الشجر ويهدم الحجر ويفسد البيئة بكل مكوناتها، ولا يوجد أدنى شك بأن مجرمي الحرب هم أنفسهم الذين يدعون أنهم في كنف دولة ديمقراطية، وأنهم ضحية، وأن كل من حولهم ينتظر الانقضاض عليهم، ولقد آن الأوان لهذا العالم أن يقول كلمته فعلا وليس قولا، وأن لا يصمت على هذه المذابح المتكررة والتدميرية التي يمارسها "الضحية" بحجج الدفاع عن النفس، العالم يعرف أن (إسرائيل) تعتبر نفسها فوق القانون الدولي وفوق المساءلة وحتى أنها تحرض ضد محكمة الجنايات الدولية وتدعو لانهيارها .
منذ توقيع اتفاقية أوسلو لم تعمل أي حكومة إسرائيلية على تنفيذ بنود هذه الاتفاقية او حتى هيأت الرأي العام الإسرائيلي للقبول بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لا يمكن أن نفهم أن اندلاع العنف والأحداث الدموية هو المخرج، وحتما لن تبقى الحروب بهذا الشكل وبهذه الخسائر، فاستمرار هذا النهج التدميري وهذه العقلية الاحتلالية، سوف يؤسس لحرب أوسع واشمل ومع إمكانية سوداوية لتتدهور الأمور وتخرج عن كل التوقعات، وتتحول الى حرب أوسع وليست حرب على رقعة صغيرة، ولن تكون هناك الجغرافيا عامل مهم، فالمتغيرات لن تعترف لا بالجغرافيا ولا بالتحالفات ولا بالنتائج الدموية، فهل هذا ما تريد أن يغامر به قادة الاحتلال .
(إسرائيل) منذ عشرين عاما، لم توافق على تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره، ولم تعمل بأي صورة نحو لجم ومعالجة مخاوفها وأطماعها واستيراتيجيتها التوسعية، والاستيطانية، وبالتالي تمنع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ان الحل المبدئي لمنع الوصول إلى الاندلاع الشامل في المنطقة، لن يكون بسن القوانين الظالمة، ولا بسن البلطات، وبكل تأكيد لن يكون بتحويل الفلسطينيين إلى مساحيق أو اعتبارهم صراصير، لأن العالم يعرف أيضا أن الفلسطيني هو ابن هذه الأرض وهو مكونات الشعب الذي اغتصبت وسرقت أرضه وتم طرده وتشريده وقتله، ومن نجا انطلقت على يديه الثورة الفلسطينية، ومن ولد في الانتفاضة الأولى هو من قاد الانتفاضة الثانية، ومن ينجو من أي حرب سيكون مقاتلا في الحروب القادمة، وبالتالي فإن كل محاولات شطب القضية الفلسطينية وقتل الإنسان الفلسطيني وإبادته لن تجدي نفعا، فالأرض تنبت الفلسطيني كما تنبت ثمر الزيتون، وبالتالي فإن قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس، وتمكين مئات الآلاف من الشباب الفلسطيني والأسر الفقيرة من تنفس هواء نقي لا يختلط برائحة ورذاذ البارود، وتفتح أمامهم سبل الحياة والتنمية والبناء وينابيع المستقبل سيكون عامل مساعد نحو إنقاذ المستقبل، ودون ذلك فلا يمكن لأي كان أن يضبط أحد، وسوف تتفكك وتنهارالعُقدة الأمنية سواء وفق برنامج للضغط على الاحتلال أو تبعا لتداعيات العدوان المستمر .