لمصلحة من هذا الهجوم؟- حافظ البرغوثي
شن البعض هجوما غير مسبوق على مرشحين في القائمة العربية الموحدة لانتخابات الكنيست بحجة ان المرشحين "وهما المرشح ايمن عودة والمرشحة عايدة توما" يتطاولان على الدين الاسلامي. مع ان الاثنين لم يتطاولا لا على الدين ولا غيره ولكن هناك بعض المتنطعين يرون انهم اوصياء على التفسير الديني ويحتكرون الدين وحدهم ولا يجوز التحدث في كثير من الامور دون اذن مسبق منهم.
بداية لمصلحة من الهجوم على المرشحين قبل ايام من الانتخابات؟ اليس المستفيد من كل هذا هو الاحزاب الصهيونية اليمينية، وهل هذه االأحزاب ابدت تسامحا مع الاسلام حتى يتطوع البعض لتنفير الناس من القائمة العربية ليصوتوا لاحزاب اليمين والاستيطان والتطرف؟
وبالنسبة لما أثاره أصحاب الهجوم حول النقاب اليس النقاب موضع جدل بين الفقهاء؟ فهناك من نفى ضرورته وأكد ان لا أساس دينيا له، فيما آخرون يقولون العكس. وبالتالي ليس كل من انتقد النقاب عدوا للإسلام والوطن كما يدعي البعض.
أما تعدد الزوجات فهو أيضا موضع جدل في النص القرآني الكريم حيث إن مثنى وثلاث ورباع مقرونة بالعدل.. ولن تعدلوا وبالتالي فإن من ينتقد التعدد في الزوجات لا يتطاول على الدين بل ينسجم معه. فالأصل في الاسلام واحدة والاستثناء هو التعدد وليس العكس.
فالهجوم على المرشحين ليس مبرراً، بل هو محاولة استفزازية دون اساس والتمسح بالدين لم يعد ينطلي على أحد.. فالبلاء الذي يحل بالأمة هو نتاج هذا الفكر المسخ الذي يدعي احتكار الدين.. من داعش وأخواتها الى أحزاب تفرخ الارهاب والبطش وتشوه الاسلام. وكأنها اختلقت خصيصا لهذا المأرب الخبيث.