الشموع الصامدة - تمارا حداد
هذا الأسير بين القضبان يناجي وآلامه تعاني وجروح قلبه تنادي ولا احد يداوي لا يزال صامدا خلف قضبان الحديد مابين جلاد وسجان يجافي يا امة المليار قد أطلتم في السبات فأسرانا لغة مقهورة في شفاه الأحرار.في الأسر ابكي والدموع على خدي وأنا طير من طيور الأرض وروحي كالملاك فالجرح النازف في فؤادي.هم صناع التاريخ وعنوان مجد وقصيدة الفخر والعز فالقيد مفخرة الشرفاء طالما حافظتم على صوت الحق في أعالي السماء على ارض فلسطين بنيتم منارا إلى الأنجم فانتم الشموع الصامدة على ارض الثبات.تقول الحاجة عائشة سليمان مزهر القاطنة في دير نظام في رام الله والدة الأسير باسم عبد الله مصطفى مزهر أن ولدي أشعل في قلبي لهيبا فقد اعتقل 16/1/2002 بتهمة مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وهو الآن قابع في سجن النقب وحكم عليه بالسجن مدة 14 عاما ونصف.تقول والدة الأسير باسم مزهر أن ولدها يعاني من أمراض كثيرة وناشدت الجميع من اجل علاجه فهو يعاني من وجود أظافر في العين وهي تظهر عليه بشكل واضح وقالت إن ولدها طلب من إدارة مصلحة السجون أن يعمل عملية في عينيه ولكن الاحتلال رفض ذلك بحجة إلى أن تصبح عيناه بيضاء كما انه يعاني من مشكلة في أسنانه فهو بحاجة لعلاج شامل لأسنانه وبحاجة لطقم أسنان.تناشد الحاجة عائشة كل ضمير حي لتقديم العلاج لولدها.فاتفاقية جنيف الرابعة أقرت في المادة(90)حق الأسير داخل معتقلات الاحتلال أن يقدم له العلاج اللازم ولكن عنصرية الاحتلال تتغافل عن هذه المواد المقرة لحقوق الأسرى.فالاعتقالات تتزايد بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتمادت بسياستها القمعية الهمجية لكسر إرادة الشعب الفلسطيني بل العكس هذه السياسات ستزيد من شوكتهم وثباتهم لأنهم أصحاب حق وصاحب الحق لا ينكسر.قضية الأسرى هي قضية وطن واعدل قضية في المعمورة التي تتطلب الالتفاف الجماهيري بحيث يصبح كالجسد الواحد يتعاضد ويتكاثف من اجل دعم الأسرى وان يصبح هذا الإسناد ثقافة في عقول أبناء الشعب الفلسطيني فالحراك الشعبي يساعد في نصرة الأسرى بكافة أطيافه.والمؤسسات الحقوقية لا تتبنى الشعارات التي تحملها ولا تنفذها على ارض الواقع لحماية حقوق الأسرى وتحقيق مطالبهم وان تكف عن دور المتفرج الصامت حيال كل هذه الانتهاكات والجرائم الصهيونية بحق الأسرى من قمع وظلم وإهمال وعزل عنصري فاشي. وعلى الجميع أن يتركوا ألوانهم وان يجعلوا ضميرهم مرجعهم ومصدرهم لرفع ذات الإنسانية في نفوسهم ليعملوا بما يليق بكرامة الأسرى.فهم الشموع التي لا تنطفئ والخيوط الذهبية التي تنبعث من شمس الحرية وحجارة الصوان لإنارة طريق الظلام....