الأم الفلسطينية التنهيدة الطويلة الطويلة !!! مازن عز الدين
منذ أن إختارت الحركة الصهيونية وطننا "فلسطين " الذي لاوطن لنا سواه ، كي يكون وطناً قومياً لهم ، منذ المؤتمر الصهيوني الأول والام الفلسطينية في الميدان، تلد الأبناء وترعاهم وتربيهم وتكبرهم وترى مع امتها و شعبها الخطر وتاخذ مع اجيال متعاقبة من الاجداد والآباء والأبناء مسؤولية الإندفاع الطوعي او الإضطراري في مواجهة الأخطار التي تكبر مع مرور الأيام ، ويترافق مع مرورها دفع الثمن الذي يجب ان يدفع طوعاً او كرهاً . والأم الفلسطينية هي الأم المتألقة التي تعرف اكثر من غيرها ماذا يعني ان تدفع بأبنائها الى مواجهة الموجات المتلاحقة من الدم الذي يترتب عليها ان تقدمه ثمناً لإفشال سرقة وطننا منا ، وكانت الأم التي سارت بنا بلا تردد الى جبهات القتال وهي تعرف الثمن الذي عليها ان تدفعه وترى حجم التضحية التي عليها ان تقدمه وهي اغلى تضحية يمكن ان تقدم في ميادين المواجهة التي طالت وإمتدت لتأكل في طريقها ألأيام والأشهر والسنين والحقب, وتجاوزت ذلك لتتعدى قرن من الزمان ، وهي الصابرة على آلامها ، وهي التي تحبس دموعها وتستبدلها بتنهيدة العز وتطلق عبر امتداد الزمن زغرودتها المكابرة وتمضي في تحدي كل شيء " تحدي الظلم ، القهر ، الموت ، الجراح ، الهدم، التدمير، وتعرف ان المشوار قد طال ،فتطلق تنهيدتها الطويلة الطويلة بطول الزمن والمسافات، والعميقة بعمق الفضاءات التي تقطعها الطائرات والدبابات وحمم المدفعية التي تسبق او ترافق تقدم الموت بإتجاهها وبإتجاه ابنائها وأحفادها ولكنها تعرف ان الأمم تنتسب إليها لأنها الحق والحقيقة فهي التي تصدت منذ اللحظة الأولى للمشروع الصهيوني ، وحملت وحمت مشروعنا الوطني ولازالت وستبقى على عهدها بنا وعلى رهانها علينا تهدينا زغرودتها التي لايرقى لطاقتها المعنوية اي طاقة ولتنهيدتها اي تنهيدة فهي التي انجبت الأبطال عبر الزمن وهي التي رسمت حدوده بإمتداد تنهيدتها التي طالت وطالت كثيراً وهي التي تشكوا لله وحده ولا لأي قوة غيره وهي التي علمتنا ان هاماتنا لن تكون إلاّ هامات العزة و الشموخ والكبرياء . اليست هي الزوجة الحبيبة ، اليست هي الأخت والعمة والخالة ،والجدة ، انها الاكبر فينا ومنا جميعاً انها التي إختارها الله لتكون الجنة تحت اقدامها. نعم انها الام العربية الفلسطينية التي رسمت حدود فلسطين بدم وجسد الإبن والزوج والأخ والأخت ولا زالت وستبقى نارنا الدائمة التي لن تنطفىء ابداً والتي ستنجح في إدامة الصراع حتي تتحرر كل المساحات التي غرست فيها ابنائها شهداء وزرعتهم عمالقة في كل الميادين ، وارادة لاتنكسر خلف قضبان الزنازين ، منا لك كل باقات الأزهار التي اكتسبت لونها من دم ابنائك ، وهواء عبيرها ينتشر ليملأ المكان من العطر الذي ينبعث من هواء نتهيدتك التي طالت كثيراً . اليك من ابنائك أغلى قبلة حب نطبعها على هامتك التي لا تعلوا فوقها هامات.