دحلان .. ( اللوح والطبشور) 1-2 - موفق مطر
في اليوم الثامن الفاصل بين اليوم الأول ويوم الحقيقة القائم في احدى نقاط دائرة زمن اليوم الفلسطيني، هو الاقرب لبياض العين من سوادها - يتبين للشعب الفلسطيني كل يوم اولئك الذين خدعوه ويتمادون بمخادعته، رغم انكشاف كل ما حاولوا ستره بأقنعة الشعارات الوطنية الساخنة، وكأنهم لا يعلمون ان الجمور الفلسطيني واع ويدرك جيدا مصالحه العليا، ويمتلك قدرة، ومستوى كاف من الأخلاقيات الشخصية والوطنية، للتفريق بين المرضى بالعقد الشخصية، وداء الشهوة السلطوية، والكذب والتناقض،، الذين يظنون بقدرتهم البهلوانية التي تمكنهم من الرقص على الحبال التي ينصبونها ما بين عمودي آمال الشعب وعذاباته وآلامه، ويستغلون مهامهم ومناصبهم الموكلة اليهم للاستقواء، وتحصيل المكاسب المادية والسلطوية، وتمرير اجنداتهم الشخصية المركبة على اجندات دولية واقليمية، اغلبها مدموغ بختم اسرائيلي، ويتكسبون من سمسرة المعلومات الأمنية التي جمعوها ويجمعونها، معلومات كانوا قد دفعوا ثمنها من ارواح وجراح شباب ورجال منتسبي المؤسسة الأمنية الفلسطينية، وتنظيم حركة فتح، بعد نجاحهم بتحويل بعض رجال الوطن الى رجال الشخص المريض بكل الداءات اياها!.وليس اوضح مثلا عما نقصد من محمد دحلان، الذي نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية حوارا له على صفحتها العاشرة في العدد الصادر يوم الخميس الماضي.
فضلت قراءة اللقاء على الأرض بمستقر وهدوء، عن قراءته في الفضاء، حتى لا تمنعنا المطبات المزدوجة: الهوائية في الجو والدحلانية الكلامية من قراءة أهدافه الشخصية من هجومه على الرئيس ابو مازن، ومنظمة التحرير، والسلطة الوطنية ومؤسساتها قاطبة، ونتمتع قليلا بنكات ما يمكن تسميته بالمنقذ (الرسول المنتظر) واعتقد في هذا المجال ان الرجل مسكون بشخصية بطل فيلم (القلب الشجاع) ولكنه يحب تقليد دور البطولة فيها بنسخة (كرتونية) ناطقة بلهجة فلسطينية (جهوية خالصة) وفئوية لم نعهدها ابدا في الفاسدين، ولا الهاربين من سلطة القانون والقضاء، ولا حتى من المحتمين بالحصانة النيابية لتمرير خيانتهم الوطنية، وضرباتهم في قلب المشروع الوطني الفلسطيني، حتى المنشقين عن حركة فتح كانوا حريصين على اخفاء نعراتهم وتوجهاتهم ( الفئوية الجهوية ) بعكس (دحلان الصربي ) الذي يعزف على هذا الوتر، كلما دق الكوز بالجرة كما كان يقول اجدادنا.
يلتقي دحلان ومحمود الزهار الحمساوي الاخواني في ذات نقطة الرمي والهدف، فكلاهما، يتخذ من الرئيس القائد العام ابو مازن هدفا، يجب ضربه، اقصاؤه، أو القضاء عليه كما ترغب قيادة الارهاب والتطرف في حكومة دولة الاحتلال اسرائيل، لاستكمال المشروع الانقلابي الانقسامي الانفصالي، فمشروعهم لا يقوم الا على بعث الروح الجهوية الفئوية، واستغلال الشهداء من شعبنا والجرحى والمدمرة بيوتهم بحروب استدرجوها بعليتهم السياسية الصبيانية، لتكون معاناة ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة مبررا لتمرير مشاريعهم الخاصة المرتبطة بجذورها مع مشروع (ايلاند) وانشاء دولة فلسطينية في غزة، كلغم متفجر على درب مشروع دولة فلسطينية على حدود الرابع 4 حزيران 1967 المعترف بها عالميا، ولاسقاط القضية الفلسطينية، باسقاط منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فهذان النائبان في المجلس التشريعي للسلطة الوطنية، يصفان منظمة التحرير وهي صاحبة الولاية على السلطة ومؤسساتها بـ( جثة هامدة )..فكيف يبقى (العضو) حيا في الجثة الهامدة – حسب اصراره على عضويته في التشريعي - رغم قرار المحكمة العليا برفع الحصانة عنه، وبعضويته في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – رغم فصله نظاميا منها، وهو يعلم أن كل فصائل العمل الوطني تؤكد ان فتح هي روح المنظمة وعمودها الفقري حتى الفصائل فان دحلان لا يراها، فيما يداه وعيناه مفتوحتان على مشروع حماس في قطاع غزة! وهل يظن انه قادر على مخادعة قراء (اليوم السابع )، كما خدع (أبناء الأمن الوقائي ) – هكذا وصفهم في الحوار - الذين كانوا يوما بامرته، عندما يقول أنا اقوم بواجبي كعضو مجلس تشريعي وكوطني فلسطيني – لاحظوا انه لم يقل كمواطن، اعطى لنفسه شهادة لا يمنحها الا الشعب – ثم بموضع لا يزيد على حجم فقرة من عشرة اسطر يعود ليقول: انا تركت العمل السياسي منذ 5 سنوات " فكيف يكون تاركا العمل السياسي ويحسب نفسه عضوا في التشريعي، فبات التشريعي في نظره مجرد مقهى لنفخ الدخان والعبارات الضبابية، ونفض غبرة الفساد عنه كلما تراكمت؟!.
ما زال في حواره المنشور في اليوم السابع الكثير.. سنقرأ بعضه على المواطن الفلسطيني، ولكن بلغة حبر العقل، وليس باسلوب حوار ( اللوح والطبشور). وبعد غد الثلاثاء نلتقي في الجزء الآخر.