الوقوف أمام الحقيقة المُـرة لننطلق نحو الهجوم - أ . سامي ابو طير
الحقيقة التي لا تقبل الشك أو التأويل هي أن ذلك الكيان المسخ المُسمى إسرائيل هو الكيان العنصري المُتطرّف والأوحد بين دول العالم أجمع والذي لم تعرف له البشرية مثيلا من قبل على وجه الأرض .
إذا كان نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب أفريقيا سابقا تُضرب به الأمثال للدلالة على العنصرية والتطرّف ومعاداة البشرية ، فإن إسرائيل أثبتت يوماً بعد أخر وسنة بعد أخرى بأنها أم العنصرية المقيتة نفسها .
ولقد تم تكريس تلك العنصرية منذ قيام الكيان المسخ واغتصابه لأرضنا الفلسطينية بارتكابه المجازر الوحشية التي يندّى لها جبين الإنسانية لتهجير وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي على أرض فلسطين و وريثها الأزلي منذ نشوء الحياة على هذه الأرض .
العنصرية المقيتة ازدادت بصورة مُدهشة وبلغت ذروتها في عهد السفاح "النتن" نتنياهو قاتل الأطفال والنساء الذي يتلذذ بمعاناة الأخر من جنس البشر ،تلك العنصرية الصهيونية تعجز معاجم لغات الأرض أن تجد لها مرادفاً بين كلمات لغاتها المختلفة بسبب التعنّت التعسفي والبربري الذي يمارسه "النتن" ضد أبناء الشعب الفلسطيني عقاباً لهم لمناداتهم ومطالبتهم بحقهم في الحياة والوجود على أرض وطنهم المسلوب فلسطين .
تلك العنصرية المقيتة والسوداء نتيجةً للأخلاق الذميمة والقلوب السوداوية الحاقدة للصهاينة على كل ما هو عربي فلسطيني لمجرد كونه فلسطيني فقط ،ومؤخـراً أثبت الصهيوني "النتن" نتنياهو للعالم أجمع بأنه عدو البشر والحجر والشجر وأنه العنصري الأول عالميا ، ولم تعرف البشرية مثيلا لعنصريته سوى أقرانه الذين سبقوه من بني صهيون أعداء الجنس البشري والحياة بكافة أشكالها .
الحقيقة المُرّة السوداء خرجت من صدر "النتن" اللعين في لحظة صدق وحقيقة تامة ودون ابتذال منه ليصل إلى عقل وقلب الناخب الاسرائيلي كي يضمن استمرار بقائه على سدة الحكم العنصري لدولة العنصرية البحتة .
الحقيقة التي صدّح بها "النتن" أمام العالم أجمع في دعايته الانتخابية المقيتة عندما أظهر حقده الدفين على حقيقته الزائفة التي كان يُجمل بها وجه إسرائيل العنصري و وجهه القبيح بالأكاذيب لخِـداع العالم كي يتساوقوا مع أفكاره اللعينة التي تحجب نور الحـرية عن دولة فلسطين وأبنائها .
"النتن عاد بعد فوزه بالانتخابات ولعق ما صرّح به حول الدولتين من أجل المراوغة والخِداع ،والدليل وضعه الشروط التعجيزية أمام قيادتنا الوطنية ، فلا تنخدعوا بعد اليوم من تلك الأفعى النتنة" .
الحقيقة المُـرّة المؤكدة والصحيحة التي صرّح وتعهد بها "النتن" رسمياً أمام العالم كله هي التنّصل من كل شيء بخصوص فلسطين وحق شعبها في الوجود ،وكما أفاد حرفياً "وبأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية والحفاظ على القدس كعاصمة أبدية للشعب اليهودي وسيقوم بتكثيف الاستيطان ولن يقدم التنازلات للفلسطينيين في المستقبل إذا تم انتخابه" على حد زعمه .
تلك الحقيقة التي يجب علينا جميعاً الوقوف أمامها جيداً والتفكير بها ملياً ، وعلى إثرها يجب أن نبني ونُعيد ترتيب حساباتنا الكاملة من أجل وضع النقاط التاريخية في أماكنها الصحيحة ، ومن أجل رسم أو إعادة تصويب بوصلة الحرية إلى هدفها الرئيسي بصورة أكثر دقة واتقان لنبدأ بالهجوم على المسوخ جميعاً في شتى الميادين والمحافل سواء داخليا او دولياً .
الوقوف أمام تلك الحقيقة لترتيب الأوضاع وإعادة التقييم لنجاح الهجوم المضاد من أجل الوصول إلى تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني الكبير وهو إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
الكل الوطني كان يعلم تلك الحقيقة أو أغلبها ولكن ليست بتلك السوداوية القاتمة وخصوصا التراجع عن حل الدولتين الذي ضرب به "النتن" عرض الحائط غير عابئا بأي قرار دولي أو سماوي .
وللعلم فإن جميع الأحزاب الصهيونية دون استثناء كانت تنادي بالقدس كعاصمة موحدة لدولة الكيان المسخ خلال دعاياتها الانتخابية الأخيرة ولذلك لا فرق بينهم لأنهم جميعا يهود ، وكان النتن أشدهم تطرفاً ولذلك منحه الناخب العنصري الفوز بناءً على الحقيقة المُـرة التي أوضحتها أعلاه .
الحقيقة الأكيدة هي أن اليهود هم اليهود وجميعهم ملة واحدة ولديهم خطوط حمراء لن يتجاوزوها ، ولن يقدموا لنا دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على طبقٍ من ذهب .
النصر والحق الفلسطيني يتم انتزاعه انتزاعاً من بين براثن صهيون السوداء بقوة الحق الفلسطيني المدعوم بالهجوم ثم الهجوم على الأعداء ،والطّرق على رؤوسهم بقوة الحق الوطني الثابت في جميع الميادين .
ولهذا يجب ان نرد على الصهاينة بقيادة النتن وباللغة التي يفهمها وهي الضرب على رأسه بحذاء فلسطيني قاسٍ حتى لا تقُم له قائمة بعد اليوم .
النصر بأيدينا وليس بأيدي الصهاينة ولذلك يجب المُضي قُـدماً نحو التحرير وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحبيبة ، ولهذا فإنني أؤكد ما يلي :-
1 – دولة فلسطين قائمة لا محالة وهذه الحتمية أؤكدها لأعداء الوطن ، كما أؤكدها لإخواني أبناء وطني الحبيب حتى لا يُصابوا بالتأفف واليأس مما يحدث في ظل الضعف والتشرذم الداخلي أو الإقليمي العربي على حدٍ سواء.
2 – النصر بأيدينا وليس بأيدي أعدائنا بالمُطلق لأننا أصحاب الحق الراسخ والأقوى ولهذا لن نكلّ أو نملّ حتى نصل إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مهما كان الثمن غالياً.
3 – عنوان النصر المؤكد هو التلّاحم والتكاثف وتعاضد الكل الوطني على قلب رجل واحد ، ولهذا فإن الوحدة الوطنية ثم تكريس الوحدة الحقيقية تعتبر عاملا هاما وصمام أمان رئيسي لاستكمال النصر التاريخي .
4 – يجب إعادة الوحـدة الوطنية بين شطري الوطن بأي ثمن لأن فلسطين أكبر وأغلى من كل الأثمان .
5 – يجب أن يكون قرار جميع الفصائل الفلسطينية مستقلاً و نابعاً من مصلحة فلسطين العليا وليس وفقاً لأجندات بعيدة عن روح الوطن ومصالحة العليا .
6 – يجب طرد الخبّث والسوس الذي يسمى بالطابور الخامس أو أعوان الاحتلال من بين ظهرانينا ، وعدم الالتفات إلى دسائسهم وسمومهم التي ينفثونها بيننا لنشر الفتن والفوضى والفلتان المُدّمر للقضاء على كل ما هو جميل بين أبناء الوطن ليرقص الأعداء طرباً وفرحا .
7 – الأهم من كل ذلك هو الالتفاف حول قيادتنا الوطنية والاصطفاف بجانبها لتشجيعها على المُضي قُـدماً لمقارعة الاحتلال في شتى الميادين وانتزاع النصر من بين أنيابه بقوة الحق الفلسطيني الراسخ والثابت .
8 – يجب استغلال الظروف الاّنيه دوليا وتحديدا بعد امتعاض العالم أجمع من تصريحات النتن الأخيرة ،ولذلك يجب استغلال الفرصة جيدا بالهجوم على رأس الأفعى مباشرة في محكمة الجنايات الدولية أولا ، ثم بإعادة تقديم مشروع إنهاء الاحتلال لدى الأمم المتحدة ثانيا ، ثم التقدم مرة ومرات عدة لو تطلب الأمر ذلك وهو تجديد تقديم طلب انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية لدى الأمم المتحدة .
9 – يجب استمرار المقاومة الشعبية وتفعيل جميع أسلحتها الفتاكة بصورة كاملة وأقل تلك الأسلحة الفعالة هي المقاطعة الاقتصادية الكاملة لمنتجات العدو في جميع محافظات الوطن، بالإضافة إلى التنصل من الاتفاقيات الاقتصادية مثل معاهدة باريس وغيرها .
10 – يجب أن تكون المعركة القادمة مع الاحتلال شمولية داخل أروقة الأمم المتحدة ومدعومة بمقاومة شعبية حقيقية على الأرض وبالتحديد على خُطى جنوب أفريقيا ، كي نكسب العالم إلى جوارنا دائما ونفرض عزلة قاتلة على العدو حتى يركع ونأخذ حقوقنا كاملة غير منقوصة وإتمام الحرية الغالية .
أتوجه بالنداء يتلوه النداء إلى أبناء شعبنا الفلسطيني البطل بزيادة التكاثف والتعاضد ونكران الذات من أجل حرية فلسطين وطننا الأغلى من كل الأوطان لنواجه الاحتلال موحدين ومجتمعين على قلب رجل واحد لنصنع النصر المؤزر عليه في كل مكان .
كما أطالب الكل الوطني بنسيان ألوان الطيف التي ينتمون إليها ،والالتفاف والاصطفاف جنبا إلى جنب بجانب قيادتنا الوطنية والسياسية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن "حفظه الله" ورعاه وسدّد خُطاه نحو النصر على الصهاينة أعداء فلسطين من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
سيدي الرئيس .. الهجوم هو خير وسيلة للدفاع ولذلك فلتهاجم اليوم لأن الحق دوماً هو سيفك البتّار، ولتضرب على رؤوس الأعداء بقوة الحق الفلسطيني الذي بين يديك لتحصد الانتصارات الفلسطينية و لترفرف أعلام فلسطين و رايات الحرية فوق مآذن وكناّئس القدس الغالية .
أخيراً أتوجه إلى قائد المسيرة الوطنية نحو الحرية والاستقلال السيد رئيس دولة فلسطين الحبيبة محمود عباس "ابو مازن" وأخبره بأن أبناء فلسطين وأحرار العالم يقفون بجانبك ، وأرواح شهدائنا وقادتنا العِظام ترفرف من حولك وتحرسك خلال مسيرة الحرية و النصر نحو إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ،وكلنا معك سيدي الرئيس ولن نخذلك حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا بالنصرِ أو النصر.