حماس وازمة غزة - حافظ البرغوثي
قطر تحاول التوسط بين اسرائيل وحركة حماس لهدنة طويلة ولإعادة اعمار غزة وتشغيل الكهرباء، وسويسرا تحاول حل مسألة رواتب موظفي حماس وربما الاتفاق على هدنة طويلة بين حماس واسرائيل.. والحكومة تتوجه الى غزة لدفع عجلة اعادة الاعمار وفتح المعابر.
كل هذا يحدث ولكن ما الذي فعلته حماس مقابل ذلك؟ لا نسمع من الناطقين باسم حركة حماس سوى اشتراطات وتهديدات لمنظمة التحرير وللحكومة واتهام الحكومة بأنها تأتي لتناول السمك فقط, وكأن حماس تملك الحقيقة وحدها والآخرين على باطل، فلم تعرض اي فكرة قابلة للتنفيذ وانما تمزج احتياجات غزة بمصالحها الخاصة دون التقدم بما من شأنه أن يثبت جديتها في اعادة الاعمار وفق الاسس المعلن عنها منذ نهاية العدوان الاخير على غزة، فبعد تبخر الوعود باعادة الاعمار عدنا للحديث عن اعادة الاعمار ولم ننتهز الفرصة التي سنحت مثلما اضعنا الفرصة التي قبلها وكأننا نغلب المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية، وحتى الآن لم تثبت قيادة حماس جدية في التعاطي مع ازمة غزة.. فهي تارة تريد القاء نفسها في البحر وصولا الى البر التركي واقامة ميناء بثمن هدنة مع الاحتلال تجسد تجزئة القضية الفلسطينية او التأرجح بين محور سني تعمل له تركيا ومحور شيعي يتمدد في العالم العربي اي إما الانضمام لمواجهة المد الشيعي او العودة الى هذا المد. وهذه سياسة خائبة لا تحل ازمة غزة ولا ازمة حماس وتضعف القضية الفلسطينية ككل.
لا يمكن حل ازمة غزة وحصارها طالما توضع مصالح حماس اولا وطالما تتحول حركة حماس باشتراطاتها الى مشكلة وليست جزءا من الحل. ونأمل من زيارة رئيس الوزراء ان تثبت حركة ان هذه التوقعات على خطأ وانها تعمل بحسن نية لانهاء حصار وازمة غزة بما يكفل لابناء شعبنا الحياة الكريمة بعيدا عن ربطه بأمزجة سياسية ضيقة. فالاصل حل ازمة غزة وليس ازمة حماس .