الربيع السعودي والاندثار الحوثي - د.مازن صافي
كان من الطبيعي أن تقف القيادة الفلسطينية مع قضايا أمتنا القومية، والمصيرية، وهذا ما عودتنا عليه، بعيدا عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، وبالتالي يؤكد هذا أن قضيتنا الفلسطينية امتدادها عربي متين، وهذا ما يحدث اليوم بالوقوف مع إرادة شعبنا اليمني الأصيل وحكومته الشرعية، ونبذ التمدد الرافضي الحوثي في ارض العرب والمسلمين، وبالتالي منع تكرار سيناريو ما حدث في العراق، وفي سوريا.
إن السياسة السعودية هي الربيع العربي لحماية الجغرافيا العربية من التمدد الرافضي، وتأكيدا على اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، وهذا الربيع السعودي يقف في وجه (إيران) وأذرعها في المنطقة العربية، فالسياسة الإيرانية في السنوات الأخيرة، دمرت إمكانية الثقة في بناء تعاون مشترك ضد العدو الخارجي، وأصبحت تشكل عبئا مستقبلياً على مستقبلنا العربي، وباعتقادي أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية، هي خطوات مباركة بقيادة الملك الشجاع سلمان بن عبد العزيز، الذي تلمس الخطر البالغ وما وصلت له حماقة الحوثيين ومدهم في اليمن وانقلابهم على الرئاسة والشعب اليمني الشقيق، وبالتالي كانت عاصفة الحزم هي الرد الطبيعي بقيادة الرياض والعديد من العواصم العربية.
حسين الحوثي يتبع الفكر الإيراني والثورة الإيرانية، وحصل على دورات أمنية وسياسية في لبنان عند حزب الله التابع لإيران أيضا، بالتالي المعادلة واضحة وهي مساعي إيرانية للسيطرة على اليمن وصولا إلى احتلال كثير من دول الخليج عن طريق نشر الفوضى الخلاقة إثارة الضغائن والفتن والموت، لإضعاف القيادة الحاكمة في تلك الدول المستقرة، وإحداث انقلاب داخلي يؤهلها لكي تلعب دور متقدم، وبالتالي نشر الفكر الرافضي في هذه البقاع الطاهرة.
إن التأييد السريع لما قامت به المملكة السعودية، يدلل على حجم السخط العربي على هذه السياسة الإيرانية .
ما تقوم به السعودية يعني أن زمن التمدد الرافضي والتدخل السافر في الشؤون العربية والإسلامية بحجج واهية، إلى زوال، ولهذا يجب أن ينتصر الجيش السعودي الأبي والشجاع وكافة الحلفاء على الحوثيين وبوقت قصير لمنع توسع المعارك وعدم إتاحة الفرصة للأذرع العسكرية التي تسيطر عليها إيران في المنطقة من دخول اليمن أو إحداث فوضى .
قيادات الحوثيين لم تحسن قراءة وقائع التاريخ، ولقد مضت في دفع المجتمع اليمني لرفض سياساتها وانقلابها، لأن ما حدث كان سيقود إلى الكارثة .
إن محاسن التحالف العربي، قد بدأت في الخمسة عشر دقيقة الأولى من الهجوم السعودي المبارك على معاقل الحوثيين ومواقعهم وكافة مواقعهم العسكرية وخاصة الجوية، ولن يبقى الصراع مفتوحا على مختلف الاحتمالات، لأن الانقلاب الحوثي فاشل لا محالة، وقيادات الحوثيين ستكتب لهم الخسارة لا محالة، وهذا ربيع سعودي عربي واندثار حوثي رافضي ستعم نتائجه وتعمم أفكاره.