ابو مازن على الجبهة...وتحيا الأمة العربية - موفق مطر
لا يحق للقاعدين رغم امتلاكهم ترسانات السلاح، واستخدامهم قضية فلسطين كجناح يمكنهم من التحليق السياسي، وتفرجوا على ثلاثة حروب منذ العام 2008 حتى 2014 على شعبنا وصمتوا، ولم يطلقوا رصاصة واحدة مساندة من جنوب لبنان، لا يحق لهم الآن اشهار السنتهم للتشهير بموقف الرئيس ابو مازن الوطني القومي الأخلاقي المسؤول، خاصة وانه على رأس المناضلين في جبهة المعركة والمواجهة ضد المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، فما عليهم الا استكمال فصل الصمت، والكف عن العبث بقضيتنا، فنحن لم نسمع ضجيج خطاباتهم، واسلحتهم، ومشاركة رجالهم في المعارك الا عندما تعلق الأمر بصراعات مدفوعة بالتحريض المذهبي.. ونحمد الله ان فلسطين نقية طاهرة من مرض المذهبية.
نحن لا نقف الى جانب طرف ضد طرف في صراعات داخلية في أية دولة عربية، لكن عندما نبلغ اليقين أن دولا اجنبية، تستخدم جزءا من النسيج الاجتماعي والوطني لدولة عربية ما لتحقيق اطماعها، وتمدد امبراطوريتها المعلنة! فإنا سنكون اول من يعلن الوقوف الى جانب (آل البيت العربي) فجدارنا جدارهم وسقفنا سقفهم وارضنا مركز أرضهم، ولا نرتضي لأنفسنا مظلة ليست عربية، اما من اشهر ولاءه كجندي في (جيش دولة ولاية الفقيه)، فلا يحق له قانونا واخلاقيا وشرعا ومنطقيا اعطاء رئيسنا الفلسطيني العربي دروسا في الوطنية !.
لا يمكن لقيادتنا الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن اتخاذ موقف الصامت المتفرج فيما أركان الأمن القومي العربي تنهار واحدة تلو الاخرى، بفعل حملات تهيئ اسبابها ومبرراتها قوى اقليمية ودولية، ولا يمكن لقيادة الشعب الفلسطيني التفريط بالعمق العربي الاستراتيجي لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، حتى لو اعتراه ضعف ما، خلال مراحل مهمة من تاريخ الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني، فمصير شعب فلسطين جزء لا يتجزأ من مصير الأمة العربية المشترك، فالفلسطينيون حريصون على قوة ومنعة الدول العربية ووحدة اراضيها، واستقرار نظمها السياسية بما يحقق ويجسد ارادة شعوبها وأهدافها بالحرية والديمقراطية والنمو والتقدم تحت مظلة استقلالية القرارالوطني، ومواقف قيادتنا ليست خيارا ولا تكتيكا سياسيا قائما على المصالح، وانما مواقف اخلاقية، تقتضيها الرؤية العميقة لطبيعة الصراع المتعدد الجبهات، ومركزها الصراع مع دولة الاحتلال اسرائيل، مواقف تحافظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وترقى الى مستوى الموقف الواضح الصريح من أي جهة تتدخل في الشأن العربي، وتهدد الأمن القومي العربي، وتفجر اسلحة دمار شامل مذهبية وطائفية في اقطار عربية، أو تدعم انقسامات وانفصالات سياسية، وجماعات ترفع رايات دينية، كمحاولة منها لايجاد مراكز ومواقع متقدمة لتأمين مشروع امبراطوريتها، ولاستخدام هذه الجماعات كأدوات لتنفيذ اجنداتها الاقليمية.
ما كان لقيادتنا الحكيمة اتخاذ موقف المتفرج فيما مصر العربية وثورتها الجديدة التي اعادت الروح القومية للعرب تتعرض للحصار من اقصى جنوب البحر الأحمر، وأمن وسيادة المملكة العربية السعودية تتعرض لاختراق يستهدف امن واستقرار ووحدة اراضي وسيادة دول الخليج العربي عبر اليمن، الذي اشعلوا فيه فتنة مذهبية، تمهيدا لقسمه على هذه الاسس، وانشاء (خارطة الدول المذهبية والطائفية) التي افشلتها ثورة يونيو العظيمة بمصر العربية، رغم استمرار بعض ملامح خطوطها الخطيرة القائمة حتى الآن في العراق وسوريا كنموذج حي.
لن ينفعنا الندب واللطم عندما تسيطر ايران على باب المندب، يوم يقع البحر الأحمر تحت هيمنتها، وتتحكم بهذا الممر العالمي، فتفقد قناة السويس المصرية قيمتها الاستراتيجية، وتخسر مصر العربية مشروع قناة السويس الجديد، فالأمبراطورية الفارسية التي افشى كبار القادة الايرانيين الرغبة برؤيتها كحدود واقعية على الخارطة الجغرافية في المنطقة، وعاصمتها درة العرب حضارية بغداد، ستصبح ممكنة اذا ما استطاعت طهران وصل خليج عدن وبحر العرب بالخليج العربي، فترسم حدود بحر امبراطوريتها من ناحية مشرق وجنوب اقطار الوطن العربي المشرقية، فتمتلك (القنبلة النووية المائية )، وتجاور حدود اوروبا الجنوبية اذا ما عززت وجودها في سوريا ولبنان، مستغلة حلفها المتين القائم على ابعاد وركائز مذهبية مع النظام في سوريا وحزب الله في لبنان، فتصبح بذلك الآمر الناهي في تشكيل حاضر ومستقبل ومصير المنطقة العربية الحضارية تاريخيا.
لن نكون الا مع امتنا العربية، فروحها روحنا، وامنها امننا، ومصيرها مصيرنا، ونحن سعداء بسماع رئيس جمهورية مصر العربية وهو ينهي خطابه في القمة العربية بشرم الشيخ بعبارة: تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية.