ناطقون جهلة
بروح المسؤولية الوطنية وبتحمل مهامها كاملة، ما زال الرئيس ابو مازن يعض على الجراح التي تخلفها لغة الانقسام القبيحة، التي لم تعد ترى سوى مصالحها الحزبية الضيقة، واوهام الدويلة التي ترى حياتها في مهادنة الاحتلال لسنوات طويلة، السنوات التي يتمناها الاحتلال للاجهاز تماما على المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ...!! وفي الوقت الذي كان الرئيس ابو مازن يؤكد فيه وبلغة الوطن وتطلعاته، امام القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ " اننا مصممون على توحيد ارضنا وشعبنا، وانهاء الانقسام البغيض وجعل المصالحة الفلسطينية حقيقة ناجزة، والذهاب الى انتخابات رئاسية و تشريعية باسرع وقت ممكن " في هذا الوقت كانت حركة حماس على ما يبدو لا تفكر بغير لغتها الانقسامية، لتعلن رفضها لهذا التصميم وعبر ناطقين جهلة، لا يعرفون شيئا عن تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، ولا عن فعله البطولي الفذ، الذي جعل من فلسطين بانجازاته الواقعية اثر معارك كبرى، رقما صعبا في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، استحالت كل عمليات تصفيته، وانتهت الى فشل كل محاولات تجاوزه .
ولهذا التاريخ رجال وقادة فرسان، حركوا عجلاته، ودفعوا بصيرورته وما زالوا يدفعون بها الى امام نحو حتميتها، ليس بوسع لغة الانقسام القبيحة، مهما تطاولت على الواقع والحقيقة ان تنال منهم .
ولهذا التاريخ ايضا وبحكم ما حقق هؤلاء القادة من مواقف ملحمية لحظة القرار الصعب والمواجهات الاصعب، كتاب جامع للوطنية بمفهومها العملي الصحيح، المتعالي على التحزب والفئوية الضيقة والايدلوجيات المغلقة على حالها، المتحجرة بسلفياتها النقلية، كتاب لا نعتقد بالمرة ان الناطقين الجهلة قد قرأوا شيئا منه ولا حتى شيئا عنه ....!!
وللوطنية في تاريخها النضالي قيم واخلاق، لا تعرف لغة التعجل الحزبية الضيقة، ولا لغة الاحكام المطلقة، ولا لغة الشتيمة بطبيعة الحال، ثم انها لم تدع جاهلا يتحدث بشؤون الوطن وهمومه وحاجاته ومواقفه .
وللوطنية منذ ثورة العام ستة وثلاثين من القرن الماضي، وحتى اليوم تعريف واحد هو فلسطين فوق كل حزب واتجاه حتى قيام دولتها الحرة المستقلة ودائما بعاصمتها القدس الشريف... والوطنيون هم من يناضلون في هذه الطريق لتحقيق هذا الهدف بوحدة وطنية في بيت الشرعية الفلسطينية، شرعية الكفاح والدستور وصناديق الاقتراع، هؤلاء هم الوطنيون وعلى رأسهم اليوم بهذه الشرعية الرئيس ابو مازن، لا اؤلئك الذين لايفقهون شيئا من كل هذا السياق وهم يحاولون دويلة الامارة بأي ثمن كان ..!!
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير