القائمة السوداء لأسوأ السجون فى العالم غير منطقية - رأفت حمدونة
دفعنى الفضول لأتعرف على ظروف أسوأ السجون فى العالم ، وتفاجئت أن هنالك أربعة سجون أمريكية من أسوأ عشرة سجون فى العالم ، ولم يتم التطرق لأى سجن اسرائيلى رغم قسوتها وسوء أوضاعها . وتحدثت الدراسات عن ظروف سجن غيتاراما الرواندي لازدحامه واصابة نازليه بالأمراض ، و سجن ألكاتارز الاتحادي الأميركي الذى يضم أخطر المساجين على الإطلاق ، ومعسكر 22 السياسي الذي تم إنشاؤه عام 1965 في شمال كوريا في مكان منعزل تماماً وحراسته بالكلاب والأسلحة الحديثة ، وإحاطة السجن بسور مكهرب لإحباط أي محاولات هرب ، و سجن سان كوينتين الأميركي المكتظ بولاية كاليفورنيا ، و سجن غوانتانامو الذى أقامه جورج بوش (الرئيس الأميركي السابق) من أجل حربه مع العراق وأفغانستان، واشتهارهذا السجن بإجراءات التعذيب ، و سجن نيروبي بكينيا المكتظ والسىء الطعام والمنتشر بالأمراض ، وسجن فلورانس الأميركي الذى أنشئ من أجل احتواء أشد المساجين شغباً والمشتهر بالعزل الانفرادى ، و سجن سانت الفرنسي الذى أنشىء عام 1867، وهو واحد من أهم 3 سجون في فرنسا، وتم استخدامه أثناء الحرب العالمية الثانية ، وتأقلم المساجين فيه مع الفئران وقضية الازدحام ، و سجن مينتوزا بالأرجنتين المعروف بالازدحام وقضاء الحاجة بالزجاجات مما يجعل هناك روائح كريهة وانتشار الأمراض ، بالإضافة إلى عدم وجود عناية طبية كافية ، وسجن سابينيتا الفنزويلي المزدحم والمشهور بسوء العناية الطبية واستخدام أسلحة نارية .
وللحقيقة أستهجن هذا الترتيب باستبعاد السجون الاسرائيلية عن هذه القائمة ، على الرغم من أن السجون الاسرائيلية اشتهرت بكل ما تم ذكره من واقع لأسوأ السجون العشرة فى العالم ، كقضية الازدحام فى المعتقلات والسجون الاسرائيلية ، وعزل السجون فى مناطق نائية فى صحراء النقب والبعيدة عن أماكن سكن الأسرى بعدم انتظام زيارات ، وفى محيط الغبار الذرى لمفاعل ديمونا ، وانتشار الأمراض الخطيرة كالسرطانات دون تقديم العلاجات أوادخال للطواقم الطبية ، والحراسة بالكلاب وقتل الأسرى بالسلاحى الحى كما حدث مراراً فى معتقل النقب والشهيد الأسير محمد الأشقر وغيره من الأسرى ، وشهداء التعذيب فى مسالخ التحقيق ، وسوء الطعام كماً ونوعاً وانتشار الفئران فى أقسام الأسرى وقضم أطرافهم ونقل الأوبئة وانتشار الحشرات والأفاعى والعقارب فى سجون الصحراء فى منطقة الجنوب .
أعتقد أن السجون الاسرائيلية فى ظل التحريض من السياسيين ورؤساء الأحزاب والحكومات المتعاقبة والنواب الاسرائيليين والداعية لقتل الأسرى الفلسطينيين ، وتعفنهم وسرقة أعضاء الشهداء منهم ، وتشبيههم بالحيوانات البشرية ، والقائهم فى البحر الميت أحياء ، وتلقف تلك التحريضات والتصريحات من الذراع التنفيذى للكيان الاسرائيلى المتمثل بإدارة مصلحة السجون والتفنن بتعذيب الأسرى وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وفق المعايير الدولية وتخطى الكرامة الانسانية جدير بتصدر السجون الاسرائيلية على رأس القوائم السوداء للسجون فى العالم .