جائزة السلاح الذهبي للقدس المفتوحة - موفق مطر
عندما نتبنى معيار التقدم العلمي والمعرفي والثقافي، والبناء والتطور، ونساهم جميعا بفوز مؤسساتنا الوطنية الرسمية أو الأهلية في المسابقات الدولية، والحصول على جوائز عالمية، عربية وأجنبية، في كل مناحي الحياة، فاننا بذلك نتحرر من معايير الموت والدمار والمآسي التي ظنها بعضنا الفلسطيني نموذجا فريدا وحيدا لتعريف العالم بقضيتنا وعدالتها، أو لاكتساب الدعم والتأييد، وبكل أسف لاستدرار الدعم المالي وضمان سيولته !
ما زلنا نعيش حركة تحرر وهذا يتطلب منا تضحيات، هذا منطق صحيح، لكن بالجهد والعرق والبناء والتفكير والإبداع، عندما يمكننا توفير التضحيات بالأرواح والدماء الإنسانية، فكلنا مؤمنون أن الحرية تنتزع بمنطق الكفاح والفداء والتضحيات، لكن من قال إن التضحية تعني المنازلة بالسلاح الناري في ساحات الوغى والحرب والمعارك فقط ؟! فقوانين الصراع مع المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني المهدد لوجودنا وثقافتنا وهويتنا، تحتم علينا (المنازلة السلمية) الآن في كل الميادين ما استطعنا إليها سبيلا، فالحروب والمعارك والدماء المسفوكة وحجم وعدد البيوت المدمرة قد لا تثير بصر وبصيرة الأغلبية من المجتمعات الانسانية، وتحديدا منها المستقرة المتقدمة، بقدر ما تتفاعل مع الإبداع العلمي والثقافي أيا كان عرق وجنسية المبدع، ما دامت الانسانية هي المستفيدة في إطارها العام من هذا الإبداع، أما الحروب والمعارك والدماء الانسانية المسفوكة، فان دول ومجتمعات العالم المعنية بارتقاء الفكر والسلوك الإنساني القويم لا ترى فيها وحدها معيارا او مقياسا لمكانة شعب ما الحضارية- حتى وان تعاطفت مع مآسي وآلام المظلومين - فهذا الشعب، ونحن كفلسطينيين- مثال حي- عليه إثبات صلة جذوره التاريخية والطبيعية الحضارية، مع حاضره ومستقبله بالانجازات العلمية والثقافية، اذ لا يكفي ان يكون شعبنا الفلسطيني المظلوم مؤمنا بحقه،اذ عليه إقناع شعوب ومجتمعات العالم للتحرر من (الكذبة الصهيونية الأكبر في تاريخ الانسانية) التي اقحمت بقوة التزوير والتحريف في ثقافاتهم، وسيكون لنا ذلك بالارتقاء، متجاوزين مستويات الدمار وجثامين الضحايا، فالعالم اليوم يتجه نحو منارات العلم والأدب والثقافة والفنون، وهذا ما يسعدنا ونحن نراه مجسدا بالواقع.
خبر مهم اسعدنا، يضاف إلى قائمة انجازات مؤسساتنا الوطنية، فجامعة القدس المفتوحة، فازت بجائزة القرن العالمية في الجودة في قطاع التعليم العالي والتعليم المفتوح،، واهدتها للرئيس محمود عباس ابو مازن. علما أن مؤسسة "اتجاهات مبادرة الأعمال الدولية،" قد منحت جائزة القرن "الفئة الذهبية عن قطاع التعليم العالي والتعليم المفتوح للجامعة لاستيفائها كافة المعايير التي وضعتها المؤسسة الدولية. بعد قبول فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة.ما يعني أن الوطنيين الأوفياء يجنون ثمار تضحيات شعبنا بسلاح العلم. وتتضح أهمية هذه الجائزة بمشاركة خمسين دولة في عدة قطاعات مختلفة.
اللافت أن وفد الجامعة الذي اهدى هذه الجائزة لراعي العلم والثقافة الرئيس ابو مازن قد ضم مناضلين في مرحلة الكفاح والعمل الفدائي، حيث تم تحقيق العديد من اانجازات العلمية لصالح الثورة الفلسطينية، فرئيس مجلس الامناء عدنان سمارة، - مناضل وقائد في حركة التحرير الوطني، وكان دوره بارزا في تطوير اللجنة العلمية لحركة فتح، التي اسهمت بتقديم اختراعات وابتكارات، ونماذج مطورة لسلاح الثورة الفلسطينية، كما ضم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ما يعني تلازم النضال الوطني بميدانيه الثوري والعلمي.. وضم الوفد الفائز بالجائزة د. م. إسلام عمرو ونائبي رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والإدارية أ. د. سمير النجدي، ود. مروان درويش،، وهذا اثبات على تبني الفلسطيني لمبادئ الثورة، وانتصاره لهويته الوطنية، وايمانه بالعلم كأهم سلاح لادامة مقومات وجودنا وحياتنا وحريتنا واستقلالنا على ارض وطننا فلسطين، ومقاومة الاحتلال الذي يعني بمعادلة علمية بسيطة الظلم والقهر والعنصرية والجهل والفقر، فسلاح العلم هو سلاحنا الذهبي لاعادة فلسطين في مطلع هذا القرن الواحد والعشرين الى خارطة دول العالم الحرة المستقلة ذات السيادة، بعاصمتها القدس، لتبقى ابواب جامعتها (القدس المفتوحة ) منارة عاصمتنا الأبدية