الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

أم ضياء الأغا، ووسام الوطن الكبير - د.مازن صافي

ليس من السهل أن تقف وجهاً لوجه أمام والدة الأسيرين ضياء زكريا الأغا وأخيه محمد، ضياء الذي كان يفترض أن يخرج للحرية في الدفعة الرابعة التي لم تتم حتى اللحظة، ومحمد الذي تنتظر خروجه خلال الشهور القادمة، وكلما التقيت بها فإنني أجد نفسي أناديها والدتي وأقوم بتقبيل رأسها الطاهر للهروب من عينيها المثقلتين بالوجع والدموع والانتظار، واللهفة لعناق فلذتي كبدها "ضياء ومحمد" .
 
 حين تتحدث أم ضياء عن ابنها القائد ضياء، فهي تتحدث عن قائد حقيقي، صامد يمنح المعنويات لها ولزملائه من المعتقلين، هو يعرف كيف يتصرف (الإسرائيليون) وماذا يريدون، وهو دائما يقول لها الفرج قريب، ولا تزعلي وما نحتاجه منك يا أمي هو أن نخرج إلى حضنك وأنت بصحة وعافية وقوية، وكما تقول فإن ابنها محمد الذي يصغر ضياء بخمس سنوات، قد اعتقل في 5 أيار عام 2003، وحكم عليه بالسجن مدة 13 عاما.

 وفي لقائي بوالدتي ، والدة كل أسرانا الميامين ، الحجة ام ضياء،  الصامدة المناضلة المثابرة قلت لها كيف حال ضياء واخوانه هناك في المعتقلات فأجابت والدموع تملأ عيونها: " تعلم كم هو رائع أن يرزق الانسان بالحرية، فالشمس تشرق عليهم تذكرهم بالأرض والوطن والحياة، والفضاء يضيق بهم، وتختقهم سلطات الاحتلال البغيض حين تمنعهم من صحبة زملائهم الأسرى، فتعمد الى ابقائهم في الزنزانة الانفرادية، وكم هي القيود البشعة التي  تهبط إلى أدنى مستوى للحياة، ومع ذلك فهو صامدون .

حقا لا يعرف كم يعاني تفاصيل الذل والمحن إلا من عايشها فعلا، ولا يعرف كم يعاني المعتقلون وما يتعرضون له إلا من ذاق هذه المرارة وهذا الظلم وهذه السنوات الطويلة بلياليها الكئيبة  قلق وإحباط بالرغم من الصبر الكبير والإيمان الراسخ بالله عزوجل.

هذه المرة في بيت الأخت الكبيرة أم ضياء " أم الأسرى" رأيت الحزن باديا على وجوه الجميع، وكانت الدمعات الحزينات تختلط مع قرب ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان، وكم هي رائعة أم ضياء وهي تصر أن تقدم قطع الحلوى لمن يزورها، لمن يتضامن معها ويؤازرها، وهي تفتخر بالجميع، وترسل دوما تحياتنا الى أبناءها الأسرى وتوصل تحياتهم لنا، تواصل برغم حواجز الاحتلال وقضبان المعتقلات وظلم السجان وطول الانتظار في صيف حار وشتاء بارد .

 وليست المرة الوحيدة التي نستمع الى كلمات أم الأسرى وهي تقول في كافة المهرجانات المساندة لصمود ذوي اسرانا : " عهدا عليَّ أمام الله أن يستمر تواجدي في الاعتصام والفعاليات التي تخص أسرانا ولن نتخلى عنهم."

 أم ضياء ذاكرة ممتلئة بالحكايات والصبر والصلابة ومشاعر أم حزينة تنتظر خروج ضياء ومحمد وكل الأسرى، لا تغيب عن أي من مناسبات الأسرى، وحقا علينا الا نغيب عنها، وهل نغيب عن ام الأسرى، لك منا السلام، ولدموعك الطاهرة وسام الوطن الكبير .
 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024