نكبة اليرموك بين الهاغاناه وداعش !! موفق مطر
جريمة داعش في مخيم اليرموك خيانة للقبلة الاولى، وثالث الحرمين, ومسرى النبي محمد ( ص) وخدمة مدفوعة الاجر لاسرائيل, فدولة الاحتلال هي المعني الوحيد والفريد بالغاء عودة الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين.
قد لا نبالغ ان قلنا ان جريمة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في مخيم اليرموك اشد واقسى من جريمة (الهاغاناه اليهودية االصهيونية), حتى وان اتفقنا على ان الهاغاناه وداعش استخدما اساليب القتل الارهابية ذاتها, فان كانت المنظمات الارهابية اليهودية الصهيونية, قد اجبرت مئات الاف المواطنين على الهجرة الى دول الجوار العربية, فان داعش باساليبها الهمجية تدفع من تبقى في المخيم تحت سقف الامل بالعودة الى الوطن, تدفعه الى الموت بواحد من سبيلين : الجوع او الغرق في البحر خلال رحلة البحث عن شاطئ امان.
يحتمل ماحدث فجأة في المخيم بعد استقرار نسبي عدة تفسيرات, اهمها : رغبة قوى محلية واقليمية بالانتقام الواقعي المادي مباشرة من موقف شعب فلسطين القومي, تجاه القضايا المستجدة في الوطن العربي وتحديدا ما يهدد منها الامن القومي العربي, وقد يكون اسم داعش في هذا الاحتمال غطاء لتمرير انتقام دموي بيتته قوى عبرت عن غضبها من موقف القيادة الفلسطينية حول الاحداث في اليمن! فيما تتداول وسائل الاعلام تقارير عن تورط حماس تحت عنوان ( اكناف بيت المقدس ) في الصراع السوري الداخلي, ما يعني ان سكان المخيم يدفعون ثمن هذا التدخل, ويذبحون ظاهريا بسكين داعش.
التفسير الآخر وهو توجه التنظيمات المتطرفة الارهابية التي تحارب النظام, لاستغلال المخيم كحلقة وصل بين مناطق جنوب سوريا وجنوب دمشق, بحكم موقع المخيم الاستراتيجي في هذا الاتجاه, حيث لا يبعد المخيم عن مركز العاصمة الا بضعة كيلو مترات, هي مناطق آهلة ومزدحمة بالسكان, ما يعني ان المنظمات والجماعات المسلحة المتطرفة والمصنفة ارهابية كداعش والنصرة, التي تسعى لايجاد مواقع متقدمة بمحيط العاصمة, لن يمنعها وازع اخلاقي, عن اقتحام المخيم وادخاله من جديد في دوامة سفك الدماء البريئة, وتدمير المخيم وتحويله الى ركام ما داموا يسعون للوصول الى دمشق مهما كان الثمن, وما يعني ايضا ان طيران النظام قد يحول المخيم الى كتلة لهب, وتدميره بالبراميل المتفجرة, لمنع جماعات داعش والنصرة وغيرهما من الاقتراب من مركز العاصمة, والتحام مناطق سيطرة قوات المعارضة عبر حلقة مخيم اليرموك..فالمخيم حقل رمي مباح في الهدف المنظور لداعش والنصرة وقوى المعارضة والجيش السوري, اما الضحية فهم سكان المخيم الفلسطينيون والسوريون على حد سواء.
بات انقاذ اخوتنا اللاجئين في مخيم اليرموك اولوية وطنية, ومجرم بحق الانسانية وبشعب فلسطين وقضية اللاجئين وبحق العودة معطل لهذه المهمة, وعلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كشف الموالين للقوى الاقليمية, الذين وظفوا اسلحتهم وقواهم البشرية لصالح التيار العالمي للاخوان وبندقية مأجورة, فهؤلاء المسلحون متجردون من القيم الاخلاقية والانسانية والوطنية, لا قضية لهم سوى ارضاء غريزة الشهوة لسفك الدماء الانسانية, والسبي, وكسب المال على حساب الارواح البريئة !.
يخرب المجرمون الاتفاقات ويخترقونها.. انهم تجار دم وسماسرة.. مسلحون من داعش والنصرة, وآخرون باعوا انفسهم للشيطان, فلهؤلاء حساباتهم واجنداتهم وارتباطاتهم الخارجية, اما اللاجئون الفلسطينيون فهم ضيوف, لا يريدون لشعب سوريا الشقيق الا السلام والاستقرار، ووحدة البلاد.