أعيروني انتباهكم لن أصمت طويلاً - إكرام التميمي
مع بزوغ شمس العطاء..هل أصبح المصطلح نساء قياديات .. مصطلحا قاتما وعائقاً آخر أمام النساء اللواتي يعملن بصمت ودون ضجيج ؟ام هو إقصاء صريح ؛في ظل كثرة التحديات التي تواجهها النساء الملتزمات تنظيمياً ونضالياً ووطنياً .
بدأت مجريات الأمور برمتها يطالها التغيير، سواء على صعيد العمل السياسي ، أو الاجتماعي ، أو حتى المؤسساتي ؛ والمرأة وبعد اتساع أفق مداركها استطاعت المشاركة وفي كل صعيد كانت تثبت جدارتها ، وقد تميزت النساء الفتحاويات اللواتي كن منخرطات في العمل التنظيمي ،واستطعن التمتع بكم كبير من مختلف المعلومات ،حيث كان التواصل من بين القاعدة والأطر القيادية كافة وعبر التسلسل التنظيمي من اهم المصادر الثقافية ،واستطاعت الابداع والتميز في سعة الأفق والتحليل السياسي وقدرة فهم خطاب الآخر ، وفهم أبعاد ما بعد الحدث ؛ وتمكنت من تحديد السياسات للمضي قدماً بعد أي حدث دون اندفاع بل بالتفكير العقلاني والوجداني وبعيداً عن لحظات انفعالية وردات فعل عاطفية .
وحديثاً وبعدما باتت المعلومات مصادرها مختلفة وبدأنا نسمع من خلال قنوات عديدة وبأثر تطور تكنولوجيا المعلومات الكثير ..؛ وسمحنا لأنفسنا بالبقاء ؛ ولم نبتعد عن ملامسة المستجدات ،وحتى زادت القدرات في منظومة الإعلام التي وصلتها موجة التغيير والحداثة ، ولكن مع السماء الإعلامية المفتوحة التي نتواجد بها وفي ظل العالم الرقمي المتمثل في الإنترنت باتت القدرات للبعض متفاوتة ، وبات سهل الكشف عن اجندات كثيرة تعمل بالخفاء ؛ وبالنور تسعى نحو تغيير جذري لمنظومة العمل الوطني والتنظيمي وللنساء القياديات تحديداً ؛ ولامسنا التغيرات بفهم البعض منه في عمل بعض وسائل الاعلام ومن خلال طريقة الترويج وبأشكال عديدة لإحداث التغيير ؛والتي استهدفت أسرع الطرق وباحتكار هام وعام هو عرض واستعراض وبات الفرض والواجب الوطني وكأنما هو حكر لبعض الرموز وعبر وسائل منوعه في المنظومة الإعلامية
وما بعد النساء يستطعن ذلك ؛على صعيد العمل النسوي في الاحزاب والفصائل الوطنية ،أخذت طبيعة المنافسة بين الفصائل منحاً إضافيا حيث ظهرت المنافسة مع وصول حركة حماس للمجلس التشريعي .
وتوالت بعدها الأحداث وما بعد الانقلاب على الشرعية في قطاع غزة ، وتباينت عندها التوجهات والولاءات تباعا، ومع تزايد أعداد البعض من المستقلين بدأ يضمحل عدد المؤيدين لحركة فتح ،حتى بات الأمر مؤخرا يمثل تهديدا جسيما لمستقبل الحركة الأم ،وخاصة مع التميز الإضافي للمرأة المستقلة عن مثيلاتها بما تحويه من قدرات على استعراض ما لديها من أفكار وامتلاكها لبعض الميزات التفاعلية مع الأحزاب الاخرى بل لقد تجاوز الكثيرون عن العديد من اساءاتهم لحركتنا وبدعوى حرية التعبير والديمقراطية .
فوصلت العديدات إلى مكانة سمح لها خلالها بتخطي العديد من مثيلاتها ؛ ولكن بمسميات " مستقلة " حيث وصلت إلى مكان قيادي ؛ما كانت لتكون لتصل له وما اتيح لها ان تكون به لو كانت في ذات الاطار التنظيمي والذي يخضع " للديمقراطية المركزية ".
ومن مطلق المستقبل الواعد ؛يرى كثيرون من المراقبون أن مستقبل المرأة المستقلة واعدا، ويعتبر المرأة في التنظيم بالمقابل الآخر بأن تيارها جارفا لما تبذله من جهد خاصة مع قلة الدعم والتمكين المادي والمعنوي .
مما يجعلها نوعاً ما بعيدة عن مواكبة الحدث ومتميزة فيما يعرف بالولاء والانضباط التنظيمي ،وتلك ميزة لا تتوفر في نظيرتها المستقلة ولكن هل هذا يشفع لها انها تستحق القيادة والوصول لمكان صنع القرار .
وبعيداً عن أي انفعالات أو إملاءات من حقنا المعرفة والتساؤل ..؟؟هل أصبح المصطلح نساء قياديات ؛ مصطلحا قاتما وعائقاً آخر أمام النساء ؟ واللواتي يعملن بصمت ودون ضجيج ،ام هو إقصاء صريح للبعض منهن ؛وفي ظل كثرة التحديات التي تواجهها النساء الملتزمات تنظيمياً ونضالياً ووطنياً .
أعيروني انتباهكم بضعة دقائق الأمر الذي يمكن لكم من تقييمه الآن ،ولن يكون أبداً وسيما إن سبق السيف العدل ، وان بات الحدث غير مرشداً وملهماً لكم للبحث عن الفكرة ، وبات من المسلمات مواكبة تطورات دخيلة على الفكرة ومن يحملها ويؤمن بها وبات مفروضاً تباعاً على من يلامس أوجاع من عانوا من المتسلقين ،بل وقد يهاجم ويجبر على معايشته لهذا الترهل والإنفلاش ممن حوله لحظة بلحظة.
واحسبني لن أصاب بالسأم أو الخنوع وأجدني والله غير مبالية ؛ولكنني سأكون أكثر فاعلية وسيضيف ايماني العميق من فاعلية وحيوية مساحة الحرية الفضفاضة المتاحة لي ، الأمر الذي صممت لتلقي القارئ له فحسب ؛دون أي مردود شخصي سوى آراء أحتفظ بها لنفسي ،واسترجاع لحافز الايام الخوالي التي كنت استلهم من عمالقة الفتح بث الروح في من جديد وبالرغم التحديات الجسام فنحن احوج ما نكون الى مستقبلا رافدا مهما لتدعيم مسيرة تلك النساء التي اعطت كل شيء
وستبقى منظومة القوانين واللوائح الداخلية التنظيمية هي المرجعية لي في حال ما نواجهه بالفعل من أزمة في مواجهة طوفان لا أمل في انعاشه إلا بفريق عمل في مجالات وطنية مختلفة يستبق وقوع الحادثة برصد المؤشرات إليها وترجيح مآلات الحوادث سواء كانت اجتماعية أو انفعالية أو اقتصادية أو ثقافية أو سياسية.. وأثرها البالغ الذي يؤذن بتغيير ما ؛ أو
منعطف يؤدي لاستتباب العدالة الاجتماعية وسيما في ما نعول عليه من مواقف داعمة ومؤيدة ،وحاجتنا لأدوات للتمكين وقوانين منصفة ؛ أم هي حالة مخاض مستعصية و ثقافة مجتمعية ذكورية ستعمل على بقاء الأمور على حالها.
قد يجد البعض بان ما اشير له غير مهم؛ ولكن عليكم العمل كما ينبغي ؛و أن تتحرر الفكرة من سلطة المال وأصحاب المصالح والمواقف وإلا فقدت الفكرة مصداقيتها إذا ما كرست سياستها لتدعيم توجهات فئة معينة ومصالح شخصية، وبات الأمر الذي اطالها وحافظ على ديمومتها بجمال شفافيتها وحياديتها ومصداقيتها،كأنما لم يكن ، وبالتالي الخشية إن ترهلت الحركة الأم ،أو فقدت بوصلتنا نحو الاستقلال ،فقدت الفكرة بالتالي ..عشاق الحرية .
وختاماً : ولنحصن أنفسنا من فرض الواقع محل الصواب؛ وبالتحذير من تجليات استسلامنا لحالة التخلف عن الإسهام فى صياغة الفكر الإنسانى المعاصر والخشية من الإنتاج المترهل والتغوُّل واستنساخ عوالم الأفكار والتي لن تسهم فى إنتاج الفكر ،ولا يمكن أن ترسخ الفكرة من أجل استقلال القرار فتصبح فُكاهة وصمتها العويل .
ورفضاً للديكتاتورية والظلم والصمت المعلن ، نقولها : لن نصمت وستكون الفكرة هي رسل المحبة والعهد بالوفاء وصدق الانتماء هي الديمقراطية المشروعية ونحو صياغة مفهوم أعمق للحرية وللعدالة الاجتماعية ولكي لا تغتال قابلية العطاء لدى النساء .