يوم الاسير الفلسطيني - عمر حلمي الغول
يصادف يوم السابع عشر من إبرايل من كل عام حلول مناسبة يوم الاسير الفلسطيني، اليوم الذي يشهد جملة من النشاطات والفعاليات الوطنية لابراز الاهمية السياسية والقانونية لاسرى الحرية في سجون دولة الاحتلال الاسرائيلية؛ ولتسليط الاضواء على معركة الدفاع عنهم؛ وللفت الرأي العام العربي والعالمي لقضية جنرالات السلام للضغط على حكومة إسرائيل لاعادة نظر بسياساتها الارهابية واللانسانية تجاههم، وللمطالبة بالافراج عنهم؛ ولاجراء تفاعل خلاق بين قوى وقطاعات المجتمع الفلسطيني لتطوير اشكال الكفاح لتحرير اسرى الحرية.
من تابع برنامج الفعاليات والانشطة، التي قررتها جهات الاختصاص في هيئة الاسرى والمحررين، ونادي الاسير، والمنظمات الاهلية الاخرى، يلحظ انها تركزت على توزيع الانشطة على مختلف بقاع الوطن الفلسطيني، كما ان جهات الاختصاص في الشتات تعمل بذات الهمة لابراز قضية الاسرى، كقضية رئيسية من قضايا النضال الوطني. مما يؤكد على ان الشعب العربي الفلسطيني في كل تجمعاته، ورغم إحتلال معركة مخيمم اليرموك الاولوية في اللحظة الراهنة، إلآ انه لم ينس او يغض الطرف للحظة عن معركة الحركة الاسيرة في سجون سلطات الاحتلال الاسرائيلية. ومازالت القيادة السياسية ومؤسساتها المختصة والمؤسسات الاهلية، تعمل بشكل مشترك لاعلاء مكانة قضية الاسرى على كافة المستويات وفي كل المحافل.
جبهة الاسر، هي واحدة من جبهات الصراع المحتدم بين الشعب الفلسطيني ودولة التطهير العرقي الاسرائيلية باساليب وادوات اخرى. ولا تقل اهمية عن اي جبهة من جبهات الصراع، إن لم تتقدم على كل الجبهات في لحظات بعينها نتاج جرائم ووحشية سلطات السجون. غير ان احدى الثغرات المعيبة في معركة الحركة الاسيرة، تكمن في عدم وحدة الحركة في دفاعها عن ذاتها؛ وانعكاس الانقسام الفلسطيني على الاسرى؛ وغياب البرنامج والفعاليات المشتركة عن روح النشاط ضد انتهاكات سلطات السجون الاسرائيلية؛ وإستثمار تلك السلطات التشرذم لصالحها من خلال تعزيز الفتنة بين ابناء الحركة الاسيرة، فضلا عن ان، حركة الانقلاب الحمساوية تلعب دورا سلبيا داخل صفوف الحركة الاسيرة بفصل اسراها عن مجموع الاسرى الابطال، مما يؤثر سلبا على وحدة الاداة والبرنامج والاهداف. وكأن لسان حالها (حماس) تعميم التشرذم والانقسام ايضا داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، مع ان الواجب الوطني، إن كانت حركة حماس معنية بالدفاع عن اسرى الحرية، يفرض عليها اولا وثانيا وثالثا توحيد اسرى الحرية في المعركة الواحدة لتحقيق اهدافها الانسانية والسياسية.
والى ان تتوحد اطر الحركة الاسيرة، فإن من بين المهام المطروحة على جهات الاختصاص الرسمية والشعبية، العمل على نقل ملف اسرى الحرية الى المنابر الاممية بطريقة مغايرة، بمعنى، حث الخطى لانتزاع قرار اممي من المنابر الاممية المختلفة لعقد مؤتمر دولي حول قضيتهم لتحقيق اكثر من هدف: اولا نقل القضية نوعيا إلى مرحلة جديدة؛ ثانيا لتشكيل لوبي عالمي للضغط على حكومة إسرائيل للافراج عنهم؛ ثالثا وقبل ذلك لتغيير وضعية الاسرى داخل السجون الاسرائيلية إلى مستوى اسرى حرب، لاعادة الاعتبار لمكانتهم السياسية؛ رابعا ولتحسين شروط إعتقالهم الانسانية والطبية لحين الافراج عنهم.