"قراءة في صمت العمالقة " - إكرام التميمي
خرجت قوى وفعاليات محافظة الخليل يوم امس الى النفير العام انتصارا للحركة الأسيرة في يومهاالوطني ( يوم الأسير الفلسطيني ) وجاء ذلك عقب اجتماع مركزي عقد في مكتب حركة فتح اقليموسط الخليل وحضره كل من نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى وكافة ممثلي القوى السياسية،وممثل عن مكتب المحافظ ،ولجان أهالي الأسرى ولجان الأسرى المحررين ، ونشـــطاء مهتمينللتضامن مع الاسرى.
وسبقها اجتماعاً :تحضيراً لمسيرة الاحرار وانتصارا لأبطال الحرية ،وجه فيه عماد خرواط أمينسر حركة فتح اقليم وسط الخليل نداءً الى كافة ابناء الحركة وأمناء سر المناطق التنظيمية وأعضاءلجان المناطق للمشاركة في الفعالية " مسيرة الاحرار ".
ومعتبرا :"ان هذا العام هو عاما مختلفا بانضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة مرتكبيجرائم الحرب بحق اسرانا داخل سجون الاحتلال ".
ومن قراءة لي في صمت عمالقة الفتح وجدت بأن من منطلق " لا بد احيانا من لزوم الصمت ليسمعناالاخرين " حيث كانت مسيرة الأمس هي "صرخة " في وجه الاحتلال وللعالم جميعاً بأنه كفى للصمت على جرائم الاحتلال ضد الحركة الأسيرة ، ومن منطلق ادبيات انسانية كثيرة منها ؛بأن أينما وجد الظلم فذاك هو وطني ، وبأن المرء لا يستطيع أن يكون متأكدا من أنه هنالك شيء يعيشمن أجله, إلا اذا كان مؤمناً بأنه حق من حقوق الانسان ككل وليس حقاً خاصاً به كفرد بل هو حق للآخر أيضاً ؛ وبأن الحرية هي من حق الجميع ،والشعوب هي وحدها من يحرر نفسها ، بقوة المنطق والعدالة ،وعلينا جميعاً الإيمان المطلق بعدالة قضيتنا ومشروعية حقوقنا ومطالبنا بالحرية والاستقلال .
وكثيرون يؤمنون بأن الأسرى هم بتضحياتهم من رسموا حدود الوطن ولو ضاقت عليهم جدران الزنازين ،ولكنه بمكنون صدورهم العامرة بمنطق "لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطنيعيش فينا " .
وإيماناً منا ومنهم بأن هناك عدة طرق عديدة وأحدها الصمت القوي الذي يفهمه الجميع وهو رسالة للجميع بحقنا في مقاومة الاحتلال وسياسته الممنهجة وأساليبه الوحشية وذات الوجوه المتعددة والغير شرعية والغير انسانية ؛ والبعيدة كل البعد عن منظومة القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان ، والتي تزيدنا إصراراً وكلما اشتدت اساليبهم القمعية ضد النفس البشرية وفرضت علينا كفلسطينيين شتى الانتهاكات ، والتي تزيد من صمتنا قوة كلما افتقدنا أدنى حق من حقوقنا الطبيعية والمشروعة ، سواء باحتلال الارض او الأسر وفنون التعذيب والقهر والحرمان للأسرى وذويهم وسياسة القتل بدم بارد للبشر والطير والشجر والحجر ..عندها لا بد من انتفاضة جديدة نسموا بها للارتقاء بالحق الانساني بان يكون انسان بمعنى الكلمة ومضمون الحياة الانسانية الكريمة للجميع سواسية ؛ وقد تعب الكثيرون منا من ضجيج السياسات المبتورة من الصواب والتي تكيل الموازين وبحسب مصالحها العليا فنجد البعض ينصر الباطل على الحق ، ويدافع عن الظالم ويزيد قهراً وتجاهلاً لحقوق المظلومين وسيما في ظل هذا الاحتلال الغاشم لفلسطين والذي جاوز العقود من الزمن وحتى الساعة لم نجد للخلاص من نير الاحتلال سبيلاً ،ولن نمل من مطالبا بأن النصر حليفنا وبأن الصمت قوة للمظلوم وهو حق لا بد من ان يكون فاتحاً للحرية باباً وقنديلاً وفجراً منيراً .
وعندما يخرج العقلاء بمسيرة صامتة أسميها " صمت العمالقة " وصمتهم القوي بالحق يقول نحن فخورين بأننا لم نخترع سلاحاً يقتل الابرياء ؛ وفخورين بأننا لم نرتقي بالباطل فوق عظام وأشلاء الأطفال المحروقة بالفسفور الأبيض والأسلحة المحرمة ؛ ونحن لا نقايض الحق بالوجود بالاستسلام للقوى الظلامية والفاشية التي تمعن في ظلم الانسان وامتهان كرامة البشرية جمعاء وبمواصلة احتلال بغيض ،ورافعين شعارات الديمقراطية الزائفة ووهن ووهم احتلالهم الذي لن يدوم ، ولكننا بصمتنا نقتلهم ونقول للعالم بأننا مؤمنون بان احتلالهم سوف يزول .
فعمالقة الفتح يبنون الوطن بنصرة الحق على الباطل ويصفقون للطفل يشدوا بأغنية تزلزل كيان الاحتلال بصبره وجلده على جرائمهم وهو يقول مؤمناً "أنا طفل فلسطيني ومن حقي أن أعيش .."لعل بكاء الأطفال وصبر الامهات وعجز الشيوخ وقيد الاسير وصمت العمالقة يكون أقوى من رصاص الاحتلال وعتمة الزنازين فيستجيب العالم ويصحوا فيهم الضمير بأن الحرية للوطن للأرض للإنسان والمجد والخلود للشهداء .
وعلينا الحمد والشكر للشهداء والجرحى والأسرى ..لأننا