الأسرى.. والنعمة المقدسة - موفق مطر
ما لم نملك مفاتيح التأثير فلن تكون قضية الأسرى في موقع الأولوية من حياتنا، ونلبي نداء الضمير داخلنا وصرخاتهم من وراء القضبان والجدران؟ وما لم نتنازل ولو قليلا عن تلبية نداء بطوننا.
علينا تفعيل طاقاتنا كلها من أجل تحرير وحرية المناضلين من المعتقلات، كما بإمكاننا الامتناع عن اكل لحوم، والبان واجبان وزبد وعسل، صنعها المحتلون من لحوم الآدميين ودمائهم وحريتهم.. فعصائرهم في بطوننا كالسم ما لم يجر دماء الحرية بعروق المحررين.
يأسروننا بمنتوجاتهم المسروقة من ماء جذور أشجار حمضياتنا وزيتوننا؟ لكن بامكاننا التحرر والاكتفاء بضروريات العيش، والكف عن تخمة بطوننا وانفسنا بالكماليات والرفاهيات
يجب ان نشعر وبقوة بالحرمان الذي يعيشه الأسير، حرمانه القسري من نعم الحياة في معتقلات الاحتلال، ونتذكر دائما. أننا جميعا بلا استثناء في معتقلات ومعازل كبيرة مسورة.
لماذا لا نتوقف عن استيراد سياراتنا الفارهة عبر موانئ المحتلين والتي تعود عليهم بفائدة الجمارك وغيرها من الضرائب.. بينما لا ينوبنا منها إلا أشكال الضرب والتصادم في شوارعنا.
وحدهم المتحجرة قلوبهم، والجافة عقولهم لا يؤمنون بقداسة الحرية، فمن رأى دموع الأمهات والأخوات والبنات والآباء والأبناء الشيوخ والعجائز فجر امس تطير كالحمائم في فضاء الحرية، تسبقهم لاحتضان أحبائهم، ويتخذ جانب المنظرين، السفسطائيين، المجادلين، يحتاج لإعادة صقل لثقافته الانسانية، ومراجعة في اقرب مركز متخصص لأمراض القلب السياسية وانسداد الشرايين الاجتماعية !!.
نعرف كم تساوي لحظة حرية، والثمن الذي دفعناه ويجب ان ندفعه من أجل حرية الأسرى.. لذا نمضي بعزيمة ومنهج وخطة واقتدار.
يرى صاحب القلب الحي في دمعة فرح لأم اسير، او ابن وبنت اسير فرح الشعب كله، أبناء وأحباء وأقارب المحررين كاليمامات، يحاولون الطيران للوصول الى احبابهم الأحرار وللفوز بعناق.. وتسجيل سبق تذوق الحرية المقدسة، فقد تجسمت امامهم روحا ولحما ودما بعد صبر عظيم.
نتطلع لمشهد تاريخي طاهر نقي من رذاذ الكلام الرغبوي المسيس، كلام التخريف والتنظير الفضائي فانه لن يحرر انسانا ولا حتى شبرا من ارض.
لصبر الأسرى في معتقلات الاحتلال فضل عظيم في تعزيز موقف القيادة، فحريتهم حق لا يحتمل المساومة، وبقاؤهم في وطنهم جزء من عقيدة العودة، فهم مناضلون من اجل الحرية، وإطلاق حريتهم استحقاق كان واجبا على حكومات دولة الاحتلال المتتالية تنفيذه منذ العام 1999.
نجح المنهج السياسي الوطني، وانتصر القائد والشعب المرفوع الرأس على المستحيل، وعلينا اشعار لمناضل الفلسطيني الأسير قد بات للحرية كمولود جديد، فهذا يقين الأحرار الأوفياء، ودستور نضالنا لتحقيق هدف الحرية والاستقلال،
لا مكان بيننا للمحبطين والقاعدين الحكواتيين، فالحرية لأسرى قدر حق سيجسده ايمان قيادتنا وشعبنا بلا ريب، فالحرية في ذروة مراتب القداسة لأنها اعظم نعم الله للانسان.