العيب الحرام..
ما فعلته حركة حماس بحكومة الوفاق الوطني في غزة، ليس من افعال العيب الحرام فحسب، بل هو الخطيئة بأم عينيها ايضا، الخطيئة التي سيحمل اصحابها الحمساويون وزرها الى يوم الدين، وقبل ذلك سنرى في يوم الاستقلال، كيف سيدفعون ثمنها وهم يتسربلون بخزيها الذي بات تاريخا لهم منذ اليوم.
ما الذي جرى ويجري لقيادات حماس، حتى ضربت على هذا النحو القبيح، بأبسط قيم العلاقات الوطنية، وعلاقات الدم والدين، عرض الحائط، حائط الانقسام الذي تسعى الى تأبيده كأخطر ما تعاقر من أوهام مريضة..!!
لا نتحدث هنا عن موقف سياسي لحماس قابل للمراجعة والحوار، بل عن موقف حزبي انفعالي ومشين، ضرب منظومة الاخلاق الاجتماعية والوطنية والانسانية في الصميم، احتجاز أهل البيت في بيتهم، منع تحركاتهم واتصالاتهم، وهم الذين ذهبوا ليعالجوا جراح الانقسام، ويمهدوا الطريق للمصالحة الوطنية، ان تنهض بصورة حقيقية، بواقعية التعاون والتعاضد والعمل المشترك، في دروب عملية اعادة الاعمار أولا، العملية التي ما زال أهل غزة ينتظرون اقلاعها الفاعل على أحر من الجمر، فيما حركة حماس ما زالت تجعلها رهينة، لتسوية أوضاع من عينتهم في دوائر حكمها الانقلابي...!!
والعيب الحرام لمن لا يعرف، هو العيب الذي يخشى الخلق أكثر مما يخشى الخالق، وهذا ما فعلته حركة حماس، وقد خشيت غضب قيادتها في الجماعة الاخوانية ولم تخش الخالق فيما اتخذت من موقف مشين حين اقفلت نزل الأهل على أهله ..!!
ما من مهانة لحكومة الوفاق التي سنصر على تسميتها هذه، فيما تعرضت له كما يحاول البعض ان يقول، لتصيد في المياه العكرة، العيب لا يرتد إلا على اصحابه ولا يسربل بأرديته المهينة سواهم.
وحسنا فعلت حكومة الوفاق، وقد تجاهلت ما فعلت حماس من فعل مشين، وترفعت عن كل رد، عملا بقول الامام الشافعي "التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب" ويبقى ان نقول لقيادات حماس التي فعلت فعلتها ما قاله الامام الشافعي ايضا " قد مات قوم وما ماتت فضائلهم، وعاش قوم وهم في الناس أموات "رحم الله الامام الشافعي الفلسطيني الغزي، الذي من العيب ألا تقرأه حماس الغزية وفاء لفقيهها، وتفقها من علمه الواسع ذي الصدر الرحب، صدر المسلم الحق، الذي يحض على التقوى بالمحبة والقول الحسن بعيدا عن العيب وأفعاله المشينة.
رئيس التحرير