للحُرّيّةِ يتوقون - عطا الله شاهين
حين تنظرٌ إلى وجوههم المُتعبة مِنَ الحبس ترى التّوق للحُرّيّة في عُيونهم يشتعل.. فهُم في عتمةِ السّجن يحلمون كُلّ ليلةٍ في نيلِ الحُرّيّة .. أسرى أكلتهم الرُّطوبة مِنْ أرضِ الخيامِ وجدرانِ معتقلاتٍ كئيبة .. عُيونهم فيها حُزْنٌ على وطنٍ يضيع.. يريدون بكُلِّ شغفٍ احتضانَ أُمّهاتهن وأطفالهن وزوجاتهن الذين ينتظرونهم بكُلِّ صبرٍ .. أسرى أعياهم المرض يتوقون بكُلِّ جنونٍ للحُرّيّة .. فهم يتعذّبون خلف القُضبان .. يريدون العودةَ إلى ديارهم .. هُم يشعرون بالألمِ لأنّهم بعيدون عَنْ أهاليهم وعَنْ الوطنِ.. يشتاقون للمسِ مُدنهم ومخيّماتهم وقُراهم.. لا يُمكنُ أنْ تنسى تلكَ الوجوه القابعة خلف القُضبان ، لأنّك ترى في عُيونهم الحُزْن فتحزنُ عليهم وتبكي .. فهُم منسيون في أقبيةِ الزّنازين المُظلمة لا أحد يستطيعُ تحمُّلَ آلامهم .. فالأسرى سيبقون في عذابٍ دائمٍ ما داموا في غياهبِ السُّجون .. فلا يُمكننا أنْ ننسى قضيتهم .. فللحُرّيّةِ يتوقون ويتأمّلون في الإفراج عنهم مِنْ عتمات السّجن .. فهُم سيبقون في ألمٍ حتى يتنسّموا فجرَ الحُرّيّة..