فتح حركة تحرر وطني أم صندوق إنتخابات- ياسر المصري
عذرا وإعتذارا مسبق لكل من رأى بيرزيت الجامعة والطلبة بانها أداة قياس على أساس الإستفتاء وقراءة الإتجاهات ذات العلاقة والدلالة في مؤشر الواقع السياسي الفلسطيني . لقد أخذت بيرزيت مكانتها كجامعة ومؤسسة وحاضنة وأخذت قيمتها من حجم الدور الذي لعبته وقامت به من رفد للحركة الوطنية حين كان الإطار الوطني الجامع لكل فصائل العمل الوطني ، يحمي المشروع الوطني من خلال الإستقطاب والفعل في ثلاثة محاور الجامعات ، السجون ، ومعسكرات الثورة خارج الوطن ، ولهذا كانت الجامعات هي من أهم المواقع التي تعد وتخرج وترفد الحركة الوطنية بالكادرات ، وقد كان لبيرزيت الجامعة والحاضنة والقلعة الدور والموقف الوطني الذي جعل منها ساحة فعل وصناعة موقف يحسب الإحتلال حسابه ، وللتوضيح أكثر حين تم التوقيع على إتفاق أوسلو ، وحين أصيب المجتمع الفلسطيني بالإنقسام السياسي على صعيد من يؤيد ومن يعارض هذا الإتفاق ، أخذت بيرزيت مكانتها كأداة قياس تحدد التوجهات وتعطي مؤشرات عن الواقع السياسي للمجتمع الفلسطيني ، ولم تكن كادراتها بأقل مسؤولية عن قيادات كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني ، حيث كانت هذه الكادرات سواءا المؤيدة او المعارضة تتمترس خلف المسؤولية بأهمية ان تكون نتائج هذه الإنتخابات هي مسؤولة بحيث تحمي وتعزز القيمة الوطنية لدى الطلبة والشارع . وإذا كانت نتائج إنتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت الأخيرة هي أداة قياس وفق الصور التالية فإن هناك نتائج في القراءة واجبة يجب الوقوف عندها : صورة : تبني العمليات الإستشهادية كأداة نضالية ليس بعدها من تضحية وفداء وإستخدامها لتقويض مشروع التسوية القائم على أساس حل الدولتين ، وذلك من خلال توجيهها للعمق (المدن داخل الأراضي المحتلة العام 48)، وما ساهمت به هذه العمليات من توفير بيئة أمنة في المستوطنات ، لتأتي بعد ذلك القيادة السياسية لحركة المقاومة وتتبنى الحل على أساس حل الدولتين والإنتقال بكل يسر وسهولة بكل ما قامت به من فعل رتب نتائج لتعلن إستعدادها لمفاوضة الإحتلال وفق هذا المبدأ (تصريح موسى أبو مرزوق أب /2014). صورة : حركة تدعي المقاومة وتستغل الدين مبرر لكل جرم وتضليل لتنشر وتعزز ثقافة الإقتتال ، بعد أن ساهمت بشكل مؤثر على نشر ثقافة التخوين والتكفير لكل من يخالف أو يعارض مصالحها الضيقة القائمة على أساس الجماعة والحزب بديلا عن الوطن ، وما ساهم ويساهم به الإنقسام من تعزيز للإحتلال ويجعل الإستيطان في الضفة الفلسطينية نتجية لمشروع إحتلالي تتشاركه حركة المقاومة بإقامة الدولة في غزة وإختزال المشروع الوطني بالتضليل .
صورة : إختزال المقاومة شكلا وإخراجها عن نصها في حصاد سياسي واجب ، وعلى هذا الأساس الأصل أن يتم إختيار الأداة النضالية الملائمة والمناسبة وفق ما يحقق المصالح الوطنية. صورة: حرب تطال البشر والحجر ودموية مرتبطة بعقدة الحركة الصهيونية القائمة على أساس القتل والهدم ، وما قامت به المقاومة من إطلاق للصواريخ طالت العمق في دولة الإحتلال الإستيطاني ، لتطل قيادة المقاومة السياسية بشعار رفع الحصار عن قطاع غزة وكان الأصل أمام كل هذا الثمن أن يكون الشعار السياسي تحرير الوطن ووقف الإستيطان ووقف تهويد القدس . صورة : وصول وفد حكومة التوافق الوطني إلى قطاع غزة لإنهاء المشكلات العالقة والتي احدها علقت حركة (المقاومة) إنهاء الإنقسام نهائيا حتى تصرف رواتب موظفيها (المقاومون) ، لتعلن هذه الحركة فرض قانون ضرائب على الجائع تحت مبرر إطعام الجائع ، وما قامت به من تشويه للكادر والقائد في الجبهة الشعبية مجدلاوي الذي عارض وفضح هذه الضريبة ومعارضة هذا السلوك رغم أنه نائبا عن الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي ، والإستمرار في الإمعان أكثر و أكثر في تعزيز ثقافة التشويه والتضليل والإستغلال للدين وكل القيم . وغيرها الكثير الكثير من الصور ، لكنها جميعا وبالنتائج إذا كانت نتائج إنتخابات جامعة بيرزيت هي مؤشر سياسي ويصنع الشكل لإتجاهات المجتمع الفلسطيني رغم ما أصاب الحركة الطلابية بشكل عام من قصور في دورها ووعيها ، فإذا كانت كذلك فقد خسرت فتح لثلاثة أسباب :
1- إن مسؤولية حركة فتح في تعزيز الرأي العام الوطني السليم قد فشلت به كدور ومسؤولية وهذا ما يجعل من مجتمع كامل أن يدفع ثمن هذا الفشل .
2- إن فتح لم تستطع حتى هذه اللحظة من حماية الهرم القيمي الوطني الذي يحمي مجموعة من المفاهيم والدلالات وعلى رأسها المقاومة والوطنية والتي تشوه وتكسر في دلالاتها يوما بعد يوم ، وتخضع للإستغلال والتشويه بشكل خطير على صعيد الفهم والوعي .
3- ما زالت فتح تستغل الثانويات وتصنع من القشور جدران لإفتعال المناكفات الداخلية والتي تسقطها وتحرفها عن دورها الطبيعي ، حيث أصبح الإدعاء ثقافة وسبيل للنطق والحكم بغير وعي . من المؤلم ان تقاس أداة قياس تم كسر وعيها على أساس انها المسطرة رغم ما تحمله من شرذمات في أحفافها ، ولعل في الوجه الاخر للإنتخابات النقابية ما فازت به فتح في غطار النقابات بغض النظر عما تخلل هذه الإنتخابات ، فهل يمكن إعتماد والنظر للطلبة(بير زيت ) على انهم أداة قياس والنخب(محامون ، أطباء ، مهندسون .......إلخ) بغير ذلك ، وهل الفوز النقابي هو إنتصار في ظل إنكسار وعي ؟؟؟؟؟ وهل الإنتخاب بديل للوعي وبناء الرأي العام الإيجابي ؟؟؟؟؟ لا يوجد أي فتحاوي مضطر للدفاع او التوصيف بصيغة جديدة تخالف الواقع وتتعارض مع الوعي للقفز عن النتائج ، لكن علينا أن لا نحمل سوى ما لنا وبإستطاعتنا وواجب علينا ، فيمكن لزوجة أبي أن لا تكون أمي .