عـظيمة يا فـتـح و ربّ ضارةٍ نافعة - أ . سامي ابو طير
وفقاً لمبادئ حركة فتح وقناعتها الراسخة بأن الوطن للجميع وأن التداول السلمي للسلطة يتم عن طريق النهج الوطني الديمقراطي عن طريق الانتخاب وليس بالاغتصاب بقوة الحديد والنار .
إيماناً منها بذلك فقد حدث بالأمس وقبلة إجراء بعض الانتخابات النقابية و الطلابية هنا وهناك استكمالا للانتخابات القادمة الأخرى إن وافق الأخر على حدوث الانتخابات التشريعية والرئاسية ، ولذلك تم إجراء انتخابات في بعض الجامعات الفلسطينية في الضفة الحبيبة كما حدث بالأمس القريب في جامعة بير زيت .
لا يعنينا كأبناء حركة فتح من يفوز أو يخسر في تلك الانتخابات بالدرجة الأولى بقدر ما يعنينا تكريس نهج حركة فتح الديمقراطية الوطنية ،مع الحرص على الفوز للاستمرار في خدمة أبناء شعبنا البطل.
لأن الفوز له طعمٌ جميل ويدفعنا دائما للعمل الجاد نحو الوصول إلى القمة واحترام الأخرين لنستحق ذلك التمثيل و نكون قدوة للجميع ونعمل دائما للأفضل لنحصد النصر في المرة المقبلة وهكذا .
أما الخسارة فإننا نستخلص منها العِبر والدروس لنقف على الأخطاء ومن ثم نراجع أنفسنا لتصحيح الخلل الذي أوصلنا إلى تلك الخسارة ، والخسارة اليوم إن حدثت تدفعك دفعاً للنجاح غدا بعد علاج مُسببات جُرح الخسارة بعقلانية وحكمة ، مع عدم جلد الذات كثيرا أو تقديم أكباش الفداء بسبب الخسارة من أجل إرضاء الجمهور الغاضب ، ولهذا يجب التفكير قبل اتخاذ العلاج الشافي لمعالجة أسباب الجُرح ليكون التطهير شافيا ًللجُرح وضمان سلامته .
الخسارة الحقيقية هي عدم معالجة الأخطاء والأسباب التي أدت لحدوثها ، ولهذا يجب دراسة تلك الأسباب بتمعن وعقلانية ، ومن ثم تداركها اليوم قبل الغد مع العمل الجاد من نقطة الصفر إذا لزم الأمر لننهض ونواصل النجاح ، كما يجب تنظيف الخبث والسوس القاتل من بين ظهرانينا لأنه أحد عوامل الخسارة إن لم يكن أهمها ، لأن ذلك الخبث ينشر المرض من الداخل وهو أكثر فتكاً من عدو الخارج .
كما يجب الوصول إلى النجاح حتى نقف أمام تحدياتنا المُقبلة لنتبوأ المكانة التي لأجلها وُجِدت حركة فتح وهي قيادة المشروع الوطني الفلسطيني نحو تحقيق الحلم الأكبر ألا وهو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
بكل صراحة لن أقلل من خسارة أبناء الحركة في جامعة بير زيت رغم أن فتح فازت في العديد من الجامعات الأخرى بما فيها جامعات أكثر عددا من بير زيت ، إلا أن ما يعنينا كأبناء حركة فتح بالدرجة الأولى هو تكريس النهج الديمقراطي التي تسير عليه وتفتخر به حركة فتح منذ زمن بعيد أو منذ تأسيسها على وجه التحديد .
ولذلك فإن العملية الديمقراطية الانتخابية هي انتصار حقيقي لمبادئ ونهج حركة فتح رغم خسارتها بالأمس ، وذلك الانتصار الأخلاقي للقيم والمبادئ نابعاً من إيمانها العميق بأن الوطن للجميع وليس لفصيل دون الأخر وتكريساً للنهج الديمقراطي الذي وضعه العظماء والمؤسسين الأوائل لحركة فتح العظيمة.
ومن هنا ندعو حركة حماس " للسماح بإقامة مثيلات تلك الانتخابات في غـزة وبنفس الأجـواء الوطنية التي حدثت من التنافس في بير زيت ".
ولذلك فإن كل فتحاوي يتساءل : متى سنرى رايات فـتـح ترفرف في غـزة مثلما ترفرف رايات حماس في الضفة ؟ ولذلك يبقى السؤال الأهم الذي يبحث دوماً عن إجابة شافية لدى الطرف الآخر الذي يتحكم في مقاليد الحكم في غزة وهو : متى وهل ستحدث انتخابات في غـزة ؟
وهل يتم السماح للأصفر الفتحاوي بالتحليق مُجددا في سماء غزة من أجل الحرية وحب الأوطان ؟
هنا أؤكد على أن حركة فتح لم تقف يوما ما ضد الوجود التمثيلي لأي فصيل فلسطيني مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً في أي عُرس وطني انتخابي ، وبالرغم من شعبية حركة "فتح" الكبرى ، فإن حركة فتح كانت للكل الفلسطيني ، ولم تكن يوما ما تعمل لنفسها دون الشريك الأخر لإيمانها الأكيد بأن الوطن للجميع .
ولذلك تسعى "فـتـح" لمبدأ الشراكة في القيادة الوطنية تكريساً لنهجها الثوري الديمقراطي ، لضمان التواجد الإجباري الذي يُمثل الفصائل الأخرى في أي مجلس وطني فلسطيني انتخابي ليكون القرار الفلسطيني خالصا لصالح فلسطين وبالإجماع الوطني ، ولذلك تعشق فتح الشراكة الوطنية وتسعى لها .
تلك الحقيقة الوطنية الثورية تدعو للافتخار و الاعتزاز الكبير بعظمة "فتح" الحركة الوطنية الرائدة بأهدافها العُليا ومبادئها الوطنية العظيمة ، ولهذا نفتخر دوماً بالانتماء لتلك الحركة الوطنية الرائدة "فتح" وإن حدث اهتزازاً ما لمنحنى شعبيتها سواء صعودا أو هبوطا ، إلا أن حركة فتح قادرة دائما على الصعود والعودة والإمساك بزمام الأمور وقيادتها في أحلك الظروف رغم قسوتها .
لمن يشك بقوة وشعبية حركة فتح وعودتها القوية بعد أي عثرة تحدث لها فلينظر قليلا للوراء وتحديدا في الذكرى الـ 48 لانطلاقتها المجيدة في غزة ، حيث كان الرد المُزلزل لأعداء حركة فتح "الذين قالوا عنها بأنها ماتت" ولن " تقُم لها قائمة بعد الانقسام المشئوم " وأقوالهم كانت لجهلهم بالمعدن الأصيل لأبناء حركة فتح .
لأنها فـتـح التي لا ولن تمُت أبداً مادام هذا الشعب موجودا على هذه الخليقة ،فقد كان الرد الفتحـاوي الأعظم بعد حدوث الانقسام على جميع الأعداء دون استثناء ، حيث خرجت الجموع الهدّارة من كل بيت وحارة وشارع في مشهد وطني خالد جعل الأعداء يُصابون "بالصاعقة الكبرى" مثلما أُصيبت بها إسرائيل كما وصفت المشهد الوطني الفلسطيني الفتحـاوي آنذاك على لسان قادتها الذين وقفوا عاجزين عن تفسير شعبية حركة فتح و ديمومتها الشعبية والثورية .
أذكر تلك الجزئية لإخواننا في الضفة الحبيبة تأكيداً على ديمومة و قـوة حركة فتح التي ستنتصر حتماً لفلسطين ولأبناء حركة فتح ، أقول لهم ذلك كي لا يحزنوا و لينهضوا من أجل نفض الغبّار عن كاهلهم ليقفوا على أقدامهم الراسخة ، ويعملوا على علاج الأخطاء وتفاديها مُستقبلا ليعود ماردنا الفتحـاوي الكبير مُحلقاً في الفضاء كما حلق في سماء غزة بعد الانقسام يوم ذكرى انطلاقة فتح العظيمة في سرايا الشهيد ياسر عرفات رحمه الله ، ولا زال يبحث عن التحليق بعد ذلك اليوم المُرعب لأعداء فتح .
ذلك التحليق المهيب لفتح في غزة هو ما يجعل أعداء فتح يلجأؤون للمماطلة خوفاً من إجراء الانتخابات ، ولو كانوا يعتقدون بفوزهم بها وبأي نسبة لذهبوا إليها منذ زمنٍ بعيد ، ولكنهم لم ولن يذهبوا لأن أصفارهم بانتظارهم جراء ما زرعت أيديهم بين أهل غـزة ! ومن يزرع سيجني مما زرع لا محالة !
تُعتبر قاعدة حركة فـتـح الوطنية الديمقراطية التي تعتمد على أن الوطن للجميع من إيمانها الراسخ بمبدأ الشراكة الوطنية بين الأخوة أبناء الوطن لتكريس النهج الديمقراطي الذي تؤمن به دائما .
إيماناً منها بذلك كانت حركة فتح ولا تزال تسمح بجميع أشكال الانتخابات الطلابية والنقابية والتشريعية والرئاسية وتطالب دائما بحدوثها واللجوء والاحتكام إليها عند الاختلاف ، بينما الأخرون من الحركات الأخرى وتحديدا حركة حماس لا تؤمن بالمطلق بذلك النهج الوطني الديمقراطي إلا أول مرة واحدة فقط ، ولهذا لا نزال نبحث عن الثانية بشق الأنفس ولم نتوصل إليها بعد في حدوث الانقسام !
لأجل ذلك فإن التسويف والمماطلة والذرائع والحجج هي الشعّار الخالد لتبرير عدم الاحتكام للانتخابات كلما كانت الحاجة مُلحة وضرورية للخروج من المآزِق الكبيرة التي أدخلنا بها الانقسام الأسود !
الجميع يعلم أنه تم اعتبار حركة فتح الوطنية كحركة محظورة في قطاع غزة بعد حدوث الانقسام الأسود من طرف حركة حماس ، والشيء بالشيء يُذكر و للعلم أيضاً فإن الاحتلال الإسرائيلي هو الوحيد الذي كان يزج أبناء حركة فتح في السجون وخلف الزنازين والمعتقلات لأنهم كانوا ولا زالوا يطالبون بحرية واستقلال فلسطين ولذلك كان الاحتلال الإسرائيلي يعتبر حركة فتح حركة محضورة ...
أنظروا إلى سخريات القدّر حيث أن الاحتلال يعتبر حركة فتح محظورة والأخ ( حركة حماس ) يعتبرها حركة محضورة ، ولكن حركة فتح لأصالتها وأخلاقها العظيمة ولأن نبعها الذي تشرب منه هو نبع وطني فلسطيني خالص ، فإن فـتـح رغم كل الجراح والمآسي التي أحدثها ذلك الأخ ( حركة حماس ) أؤكد بأنها تتعالى على الجراح و لا تعتبر ذلك الأخ أو حركة حماس كحركة محظورة ، وفي أقصى الأحوال كانت حركة فتح تتصرف كردود أفعال لما تفعله حركة حماس بأبناء فتح في غزة ...
تأكيداً لذلك ولمن يشك في ديمقراطية فتح ونهجها الوطني فلينظر من حوله ليرى رايات حركة حماس ترفرف فوق أكتاف من يحملها في الضفة الحبيبة ومنذ زمن بعيد ، وعلى النقيض تماما فإن رايات فتح لا زالت مكسورة وتئن تحت جبروت حماس في غزة .
العجيب أو الغريب أن أبناء ونواب حركة حماس في الضفة يفعلون ما يشاؤون في الضفة و بكل "أريحيه" كما يحدث هذه الأيام في انتخابات الجامعات وغيرها من الأحداث من قبل ، ولكن ...
لكن ... النقيض يحدث لإخوانهم أبناء حركة فتح في غزة لأنهم محرومين من رفع رايتهم أمام الملأ والناس أو أن يسيروا بها في الشوارع والساحات ، بل تصوروا أنه في يوم نصرة القدس الشريف لم يستطع أبناء فتح من تسيير مسيرة لأجل القدس التي نصرتها شعوب الأمه الإسلامية كافة ، إلا أبناء فتح لأنهم محظورين من ممارسة العمل الوطني ولابد لهم من إذن مُسبق ودائما ما يتم رفض ذلك الإذن ، لذلك لم يُسمح لهم برفع راياتهم والخروج لنصرة أقصاهم أو رئيسهم عندما جلب النصر لدولة فلسطين في المحافل الدولية .
لم يتم السماح لهم تحت حجة الأمن وغير ذلك من الحجج الجاهزة في حين أن أبناء حماس في الضفة يصولون ويجولون براياتهم كما يشاؤون ، وإن تعرضوا لأدنى مضايقة تقوم الدنيا ولا تقعد ...!
وهنا من كان من أبناء حركة فتح في غزة يرفض الظلم و يتحدى العبودية ليرفع رايته في المناسبات الوطنية المختلفة فقد كان يتعرض للمسائلة والسجن والغرامة بخلاف العذاب الجسدي ، وإن سار على قدميه فإنه يحمد الله كثيرا وكثيرا ثم يهاجر تاركاً الوطن الذي يُذل ويُهان فيه أبنائه لأنهم يحبونه كثيرا ، ولهذا يهاجر ليشعر بحب الوطن عن بُعد ليشعر بالحنين الدائم إلى وطنه بدلا من كراهيته وهو مُقيم بين جدرانه .
نظرية الفوز أو الخسارة لا تُعتبر نهاية العالم عند الإنسان الوطني بقدر ما يعنيه الوطن فلسطين ، ولهذا سارعت حركة فتح بتقديم مُباركتها لحركة حماس سواء قديما أو حديثا كما حدث في جامعة بير زيت .
هنا تكمن عـظمة فـتـح وأخلاقها الوطنية الرائعة التي تربينا عليها صِغارا وعشقناها كبارا ، إنها أخلاق الفرسان العُـظماء والثوار الأحرار الذين يعشقون "الأوطان دون الكراسي" ولذلك كم أنتِ عظيمة يا فتح !
نعم ... عظيمة بالمبادئ والأخلاق والقيم والنهج الوطني الحُر الثابت الذي يتمتع بقرار وطني فلسطيني مُستقل .
للتاريخ و للعلم فإن حركة فتح تبارك لحماس في حال خسارتها ولكن حركة حماس لم تُقدم التهنئة لحركة فتح ولو لمرة واحدة ... ، بل إن حركة حماس ترفض النتائج دائما عندما تكون في غير صالحها ، ولهذا قدمت الطعون وشككت في الفوز الساحق لأبناء حركة فتح في غزة لنقابة المحامين التي جرت مؤخرا .
وللعلم لم تحصد حماس على أي مقعد في انتخابات تلك النقابة ، وكان السقوط مُـدوياً بالأصفار و ربما الأصفار القادمة ستكون كثيرة لأنها ستجني ما زرعت ولا محالة.
لذلك هناك فرق شاسع بين الفصيل الذي يعتمد ويقتنع بالفكر الوطني ويعمل وفقا لهدف وحيد هو قيام دولة فلسطين فقط وعلى أرض وطنه ، وبين الفصيل الذي يعتمد في فكره على وازع ديني يهمه إقامة وطن فكري غير محدد ليُرضي طموحه في أي بقعة جغرافية من العالم ، ولذلك هناك فرق بين الوطنية كفكر تحرري وما سواها من أفكار أخرى ...
الخسارة اليوم وكما ذكرت أعلاه ستجعلنا نقف على الطريق الصحيح بدءاً بدراسة كل كبيرة وصغيرة أدت لحدوثها وعلاج تلك الأسباب بحكمة ، بالإضافة إلى المعرفة الأكيدة بمن يقف بجانبك فعلا أو من يتاّمر ضدك لغرضٍ في نفسه الخسيسة .
كما يجب الاهتمام الأكيد بجيل الشباب وتثقيفهم جيدا لأن النضوج العقلاني لم يكتمل فسيولوجيا لديهم ولذلك من السهل استقطابهم من الطرف الآخر تحت غطاء الدين والمقاومة وغير ذلك من الحجج ، ولهذا يجب الاهتمام بذلك الجيل قبل وصولة للمرحلة الجامعية بكثير ، أي يجب الاهتمام بهم في المراحل الدراسية المختلفة لنصقلهم صِغارا حتى لا يخترقهم الأعداء وهم كبارا لأن النقش في الصخر لا يمحُه الزمن نهائياً ، كما يجب الاهتمام بمساعدة الطلاب الميسورين اجتماعياً بتسديد أقساطهم الجامعية ،لأن استقطاب الأخرين كان لهم من خلال هذه النقطة الهامة جدا ...
تلك الخسارة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها عند الحاقدين الشامتين رغم عدم أهميتها كالانتخابات المفصلية الأكبر بالرغم من أنها تمثل شريحة هامة ولذلك أؤكد :-
أولا : الحمد لله أنها جاءت في الوقت المناسب وقبل "المعامع" الكبرى ليعمل أبناء الفتح العُظماء على تلاشي الأسباب والوقوف عندها وعلاج الجِراح وتطهيرها ، كما يجب نكران الذات مع المزيد من المحبة والتسامح فيما بيننا والإيمان بفكرة النجاح ونجاة السفينة هو نجاح للجميع وليس نجاحا لشخص دون الآخر.
ثانيا : يجب تنظيف الجسد من الخبث والسوس الضار بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه القبيحة، ولذلك أؤكد على أن هذه الخسارة جاءت في وقتها الملائم قبل المحطات الانتخابية الهامة حتى نفوق ونعمل ثم نعمل ونعمل لننجح وننتصر.
لذلك أعتبر تلك الخسارة ستكون بمثابة "رب ضارة نافعة" ولهذا ستكون المحرك الدافع الرئيسي للنجاح غداً ، وإنا غدا لناظره قريب ...
نظرية الفوز أو الخسارة هي الديمقراطية التي نبحث عنها ونريدها دائما عند الاختلاف لنصل إلى الاتفاق من أجل فلسطين ، ولذلك فإن أبناء حركة فتح يتقبّلون نتائج تلك النظرية الديمقراطية بحلوها أو مُرها .
في المقابل يجب على الأخر وخصوصا حركة حماس أن تقبل تلك الديمقراطية التي تعتمد على التنافس الشريف عبر صناديق الاقتراع ، أو ما تقرره أراء الناخب لتكريس النهج الديمقراطي و للخروج من الأزمات التي نمر بها بالعودة للاحتكام إلى الشعب و لتكن كلمة الشعب هي العليا ، وبعد ذلك من يختاره الشعب فليكن هو الخيّار الديمقراطي الذي يحترمه الجميع .
إن الديمقراطية تكمن أهميتها في التداول السلمي للسلطة وليس اغتصابها بالجبروت وفوهة البندقية لأن البندقية يجب أن توجه فوهتها نحو العدو الغاصب للوطن، وتلك هي النظرية التي تؤمن بها حركة فتح وتعمل لأجل تكريسها على أرض الواقع .
لأجل ذلك فإن السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن حفظه الله ورعاه لقيادة المسيرة الوطنية نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحبيبة وعاصمتها القدس الشريف ، قد دعا حركة حماس في أوقات كثيرة للاحتكام للانتخابات التشريعية والرئاسية للخروج من النفق المُظلم الذي نمر به من أجل إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة بين شطري الوطن الجريح والأسير الذي يئن تحت ظلم الاحتلال ، ولكن تلك الدعوات الانتخابية كانت تتكسر على أعتاب المماطلة والذرائع المختلفة للأخر .
أخيراً أتمنى أن نرى أعلام فلسطين و رايات حركة فتح تُرفرف عاليا في سماء القدس وفي ربوع غزة وميادينها مثلما رفرفت رايات حماس في الضفة ، ولذلك فإن الكرة دائما في ملعب حماس ولهذا تبقى إجابة السؤال الأهم في حِجرها أيضاً وهو: هل تقبل حماس بالسماح للأصفر الفتحاوي بالخفقان والتحليق ليرفرف خفاقا عاليا في سماء غـزة من خلال انتخابات شاملة سواء طلابية ونقابية أو تشريعية ورئاسية وبنفس الأجـواء الديمقراطية التي حدثت في الضفة وتحديدا في بير زيت؟
لذلك فلنذهب جميعا للانتخابات لأن الانتخابات يكمن فيها الحل السحري لمشاكل الوطن ، ومن يفوز فليحكم ومن يخسر فليبارك للأخر... فهل تقبّلـــون أم تتحجّجــون ؟