بلطجة "حماس" على الحراك الشبابي - عمر حلمي الغول
نظم حراك ال29 من ابريل الشبابي في محافظات الجنوب تظاهرة ضمت المئات من الشباب يوم الاربعاء الماضي لدعم خيار الوحدة الوطنية، ورفض الانقلاب والانقسام، وللاسراع باعادة إعمار ما دمرته الحروب الاسرائيلية الثلاث، وآخرها حرب ال51 يوما في تموز وآب 2014، وللضغط لرفع الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة، وفتح معبر رفح امام حرية السفر والتنقل للمواطنين الفلسطينيين من والى وطنهم والخارج.
المظاهرة الشبابية االشجاعة، إنطلقت من وسط ركام البيوت المدمرة في حي الشجاعية، وتوجهت عبر شارع عمر المختار إلى ساحة الجندي المجهول، مرددة شعاراتها الوطنية المؤكدة على وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي الواحد. غير ان المظاهرة لم تروق لقيادة الانقلاب الحمساوي. رغم ان القائمين عليها، حصلوا على ترخيص لفعاليتهم الوطنية، مما دفع بحركة حماس واجهزة ميليشياتها بالانقضاض على المشاركين بالمظاهرة، موقعين فيهم الاصابات، بالاضافة لاعتقال عددا منهم بذريعة، حصول مشادات بين نشطاء الوحدة الوطنية، كما اشار المدعو اياد البزم، المتحدث باسم "شرطة" الانقلاب الاسود. كما اعتقلوا عددا من الصحفيين، الذين حاولوا توثيق الاعتداء الميليشياوي الحمساوي.
إفتراء الناطق باسم الميليشيات الحمساوية، ليس الاول، ولن يكون الاخير. فهذا هو ديدنهم وسلوكهم قبل الانقلاب ومازال حتى يوم الدنيا المعاش. والباس الميليشيات الحمساوية الملابس المدنية لن يغير الحقيقة الماثلة في الواقع، والمعروفة لابسط المواطنين في محافظات الجنوب المختطفة منذ ثمانية اعوام خلت. لان حركته الاخوانية الانقلابية وقيادتها السياسية والميليشياوية، ترفض خيار المصالحة، وتعمل على تأبيد الامارة في قطاع غزة. وما يجري من إتصالات وتنسيق مباشر وغير مباشر مع حكومة نتنياهو دليل على ما يذهب اليه اي مراقب موضوعي.
ومن شاهد الاعتداء والشعارات، التي رفعها أزلام حركة حماس، يؤكد المؤكد، حيث نادى بلطجية حماس بصرف حكومة التوافق الوطني لرواتبهم، التي لم تعد حركتهم قادرة على الايفاء بتسديد فاتورتها. وتعمل على القاءها على حكومة الحمدلله. مع انها (الحكومة) ملتزمة بتنفيذ كل ما جاء في بنود ورقة المصالحة، وشكلت اللجنة الادارية لذلك، اضف الى انها تعاملت بايجابية عالية مع الاقتراحات الاوروبية السويدية والسويسرية لمعالجة هذه المعضلة وفق المعايير الادارية والفنية المتفق عليها. لكن حركة حماس الانقلابية، المسكونة ببناء الامارة تنفيذا لخيار التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين واجندات حلفائها من العرب والاقليم والدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية، التي تعمل على تمزيق وتقسيم وحدة الشعوب والدل العربية على اساس ديني وطائفي ومذهبي وإثني لبناء شرقها الاوسطي الجديد بقيادة إسرائيل، ترفض السماح لحكومة الرئيس الشرعية بمواصلة عملها، وتقوم بشكل واضح وجلي على الحؤول دون نجاحها من خلال منع وزرائها بممارسة مهامهم كما يجب، وتضع العصي في دواليب سياساتها الوطنية حتى لو دفعت كامل الرواتب لموظفي الانقلاب غير الشرعيين.
مظاهرة الحراك الشبابي، تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح. وعلى كل القوى الوطنية والشخصيات المستقلة وقطاعات الشعب الاقتصادية والاكاديمية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني بالمبادرة لتعزيز الخطوة الشجاعة لحراك ال29 من ابريل الشبابية عبر توسيع دائرة الحراك الشعبي اليومي والمتواصل لتشكيل قوة ضغط حقيقية لثني الانقلابيين الحمساويين عن خيارهم التدميري، والتأصيل لخيار الوحدة الوطنية، ودفع عربة المصالحة للامام لعودة الروح للنسيج الوطني والاجتماعي الواحد الموحد، وتعزيز عوامل الصمود لمواجهة التحديات الاسرائيلية ومن يدور في فلكلها من العرب ودول الاقليم والعالم. فهل تنهض القوى السياسية وقطاعات الشعب جميعا بمسؤولياتها لوأد الانقلاب الحمساوي الاسود، وتعيد اللحمة الوطنية إلى حياة الشعب العربي الفلسطيني؟