سياحة المصالحة !!! ماهر حسين
الإحباط والشعور بالخزي الوطني يلاحق كل فلسطيني مُخلص منذ الإنقسام الحاصل في فلسطين، طبعا" هذا الشعور يرافقنا منذ الإنقلاب البائس على الشرعية في غزة حيث تمت السيطرة بالقوة على غزة، ويومها للأسف قام الفلسطيني بتوجيه سلاحه للفلسطيني في ظل تعليمات صريحة من قيادة حماس والقسام بحسم معركة غزة لصالحهم بكافة الطرق وبالطبع صفق أتباع الإخوان المسلمين في العالم لهذا الإنقلاب البائس، يوم قامت حماس باقتحام المقرات الرسمية للسلطة الوطنية فإعتقلت من إعتقلت وقتلت من قتلت وعذبت من عذبت بتعليمات واضحة من قيادتها في غزة .
لا فخر ولا عزة وطنية في الإنقلاب .
ولا يوجد من يجب أن يفخر بالإنقسام وما رافقه من أفعال ومناوشات ومجادلات .
قد تجد حماس مبررات للإنقلاب وقد تجد الكثير من أتباع الإخوان المسلمين ومعهم المخالفين لحركة فتح وللسلطة الوطنية يدعمون هذه الأسباب...ولكن هذا لا يعني بأن أفعال حماس صحيحة .
المؤلم بأنك ستجد حتما"بعض أتباع حماس جاهزين لتنفيذ المزيد من الإنقلابات ولو بالتنسيق مع العدو، فالتحريض الداخلي ضد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والسلطة الوطنية الفلسطينية بلغ مداه لدى الأخوة في حماس ولكن أكرر رسالتي البسيطة للأخوة في حماس ولكل فلسطيني وأقول .. لا فخر بقتل الفلسطيني للفلسطيني ولا فخر بإلقاء الفلسطيني للفلسطيني من أسطح البنايات ولا فخر أبدا" في تعذيب وإعتقال وإغتيال الفلسطيني للفلسطيني ولا فخر بالإنقسام.
لا يجب أن نستهدف فلسطيني إلا في إطار القانون وعند مخالفته للقانون فقط، فيتم أعتقاله والتحقيق معه مع ضمان حقوقه وحفظ كرامته فلقد أكتفى الفلسطيني من الإهانة والإساءة والإعتقال.
بالمختصر المفيد...
الإنقسام عار والتخلص منه واجب وطني وكلنا ثقة بأنه واجب قومي على أخوتنا العرب مساعدتنا لتحقيق الوحدة الفلسطينية فلا يكون هناك أي إنحياز عربي سوى للشرعية ووحدة القرار الفلسطيني.
حاول العرب التدخل ..القاهرة طبعا" والدوحة على طريقتها والسعودية بما تمثل .
وهناك دول اخرى حاولت ...وطبعا" هذا الدور العربي هام ومؤثر وله حضور وكما أشرت سابقا" هو واجب قومي فوحدة القرار الفلسطيني مهمة قومية كما هو التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضينا المحتلة عام 1967م ولكن هل تحتاج المصالحة الى محاولات جديدة من العرب؟ ..هل نحتاج الى إتفاق (مكة2) أو (القاهرة3)!!
الجميع يعلم بأن السعودية دوما" معنا، كانت معنا وستبقى كذلك، وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان جددت السعودية موقفها الثابت من فلسطين وشعبها وهو دور الشقيق والمساند والناصح والداعم ...المصالحة السابقة تمت تحت قيادة الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حيث أن السعودية لم تٌقصر مع شعبنا ووجهت دعوة للطرفين للقاء في مكة المكرمة اكثر بقاع الأرض قداسة لعل تأثير المكان يكون حاضرا" على النفوس، وفعلا" تم الإتفاق ووقّع الجميع، بل قام الوفد الفلسطيني بالعمرة معا"، وشعرت يومها بأننا تجاوزنا الموضوع ولكن وللأسف يبدو بأن الخبرة السياسية للأخوة في حماس وخلفهم من لم يعجبهم قيام السعودية بدور في المصالحة سارعت لجعل حماس تتراجع، وحصل يومها معارضة واضحة للمصالحة قادها بعض متشددي حماس في غزة ومنهم الزهار، ويومها فتحت لهم الجزيرة القطرية كل مساحات الإعلام لرفض الإتفاق والتحريض عليه وطبعا" فتحت الجارة إيران كل أبوابها لمتشددي حماس لضرب الإتفاق .
من يقول بأننا بحاجة الى (مكة 2) أو (القاهره 3)؟ ..نحن بحاجة فقط الى تطبيق الإتفاقات القائمة حاليا" ودعم تطبيقات إتفاق القاهرة التي وافق عليه الجميع .
وعلى حماس أن تُسهل عمل حكومة الوفاق وعلى القيادات الحمساوية تسهيل مهام الحكومة ومنحها حرية الحركة في غزة باعتبارها جزء من فلسطين وليس ولاية تابعه لأحد.
لا يجب أبدا" أن نستمتع كفلسطينين بسياحة (المصالحة) ليكون لاحقا" هناك (مراكش 1 ) و(تونس 2) وربما إذا أستمرينا بهذا التفكير نجد أنفسنا أمام (تل أبيب 1) ....بالمختصر علينا المسارعة وطنيا" بالتخلص من هذا العار الوطني الفلسطيني المسمى إنقلاب وعلينا العمل وبسرعة على إيقاف مشروعات خطيرة يريدها البعض من خلال (دردشات) هنا ووساطات هنـاك .