كلنا ابو مازن
الحكومة التي شكلها اخيرا بنيامين نتنياهو هي بحق حكومة حافات الهاوية كونها حكومة اليمين الاستيطاني الاشد تطرفا في تاريخ اسرائيل، وما من شيء يوصل لحافات الهاوية، والى الهاوية ذاتها في المحصلة، اكثر من التطرف في اي اتجاه كان.
ولأن حافات الهاوية لها مع شدة التطرف، خطاب الهاوية بكل تصوراته غير الواقعية، فإن هذا الخطاب لا يجد غير التشبث بأوهامه التي اعتاد عليها، اوهام الذريعة التي طالما اعاد انتاجها للتهرب من استحقاقات التاريخ الحتمية، ونعني استحقاقات السلام التي ما زالت اسرائيل تتهرب منها وتحاول شطبها من الواقع والتاريخ معا..!!
وذريعة هذا الخطاب, خطاب الهاوية والتطرف، الاثيرة على قلب بنيامين نتنياهو هي " غياب الشريك الفلسطيني " لتحقيق السلام في هذه المنطقة, بزعم ان الرئيس ابو مازن ليس رجل سلام(...!! ) لأنه لا يريد الاعتراف بيهودية الدولة، هذا الشرط المفبرك بصياغات الفكرة العنصرية، التي لا تريد اي سلام بقدر ما تريد عملية استيطان كبرى تستحوذ على ما تشتهي من اراض تقطع بها اوصال دولة فلسطين، واراضي القدس في مقدمتها.
عاد نتنياهو لترديد هذه الذريعة, وبغطرسة العنصرية التي تتوعد وتهدد الرئيس ابو مازن بالبديل الذي يعني التصفية على هذه الصورة او تلك ...!! ونتنياهو ادرى بما قاله الرئيس ابو مازن بهذا الشأن, والذي اكده مرارا انه لن يخشى في سبيل حرية فلسطين واستقلالها اي تهديد, ولأنه رفيق ياسر عرفات وشريك طريقه النضالية الوطنية, ولانه مؤمن بالله وقدره, فانه لن يتراجع عن المضي في طريق السلام حتى يتحقق بدولة فلسطين الحرة المستقلة.
ان هذا التحريض الذي عادت له اسرائيل اليمين المتطرف ضد الرئيس ابو مازن يفرض على المجتمع الدولي, على الاقل من الناحية الاخلاقية, ادانته على نحو صريح وحازم، وقد ادرك هذا المجتمع واقتنع على نحو لا جدال فيه، ان الرئيس ابو مازن هو رجل السلام حقا في الشرق الاوسط، وانه ما زال لا يترك بابا من اجل هذا السلام إلا وهو يطرقه وبمنتهى القوة.
الرئيس ابو مازن الذي شارك بالامس اكثر من ثلاثين رئيسا وزعيما من رؤساء وزعماء العالم, في الاحتفال الروسي الكبير بذكرى الانتصار على النازية، انما هو بهذه المشاركة يؤكد تطلع فلسطين نحو السلام العادل, وحرصها على تذوق البهجة مع الشعب الروسي الصديق بمعنى الانتصار على النازية في الذكرى السبعين لهذا الانتصار، وهذا يعني اننا تواقون دائما لانتصار التفتح الانساني على العنصرية التي مثلتها النازية وجرائمها البشعة ضد الشعوب والامم التي اعتبرتها دون العرق الآري ...!!
اي بديل يتوقع نتنياهو غير هذا الذي تصنعه دوائر مخابراته، وهل ثمة بديل حقا يمكن ان تصنعه هذه الدوائر, سواء عبر اقزامها المحروقين واطنيا, او عبر دردشات الغواية الحرام...!!! انه وهم حافات الهاوية، والفلسطينيون جميعا اليوم حتى مع خلافاتهم هم الرئيس ابو مازن، شاء ان يصدق ذلك نتنياهو ام لم يشأ ...!!
كلمة الحياة الجديدة- رئيس التحرير