ذكرى 67 وأطفالنا يحملون مفاتيح البساتين - تمارا حداد
67 عاما وأطفال فلسطين يبحثون عن مفتاح البساتين..67 عاما واللجوء يشعل نيران الشوق للأرض..67 عاما والتضحيات مستمرة..67 عاما تحمل طياتها تفاصيل المأساة التي خلفتها النكبة..67 عاما ابحث عن وطني تحت ركام النكبة..67 عاما فلسطين ما زالت تنزف والخيام تنتحب..67 عاما مازالت الجريمة تنتزع آمالنا وأحلامنا..ذكرى 67 وأطفالنا متذكرين وبالعودة متمسكين..67 عاما وان طال الزمن إننا لعائدون,ففلسطين تجمعنا وبالعودة موعدنا وحق العودة يأبى النسيان..
تعتبر ذكرى النكبة من أهم المناسبات الوطنية التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين والمهجرين منهم حيث ترمز هذه النكبة إلى التهجير الجماعي والطرد القسري والقتل لمئات الألوف من المدنيين الفلسطينيين في العام 1948 وهذا اليوم يأتي لتأكيد الفلسطينيين على تمسكهم بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم حسب القرار الاممي 194.في الخامس عشر من أيار من كل عام يتذكر الفلسطينيين ماساتهم الإنسانية التي شردت العديد من الشعب الفلسطيني من ديارهم ونهبت أراضيهم وخسروها قسرا لصالح إقامة دولة الكيان الصهيوني العنصري حيث احتلت نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وهجرت ما يقارب المليون فلسطيني لتحويلهم لاجئين ليسكنوا خيام الشتات وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية وتدمير الهوية الفلسطينية عن تلك القرى.فقضية اللاجئين تعتبر مثابة روح القضية الفلسطينية وحق العودة حق فلسطيني لكل شخص طرد من أرضه وبيته وهجر عام 1948 والذي يجب أن يعود إلى أرضه حسب قرار 194 وهذا الحق ينطبق على كل امرأة ورجل خرج من بيته وينطبق على أجيالهم القادمة فهو حق يورث مهما تباعدت الأزمان فهو حق تاريخي مقدس وشرعي وراسخا بين الأجيال القادمة في ارض الرباط وحق ثابت في القانون الدولي وجذوره أعمق من جذور التاريخ وحق مطلق غير قابل للتصرف أو التنازل أو التفاوض ولا يسقطه أي قرار سياسي من أي منظمات دولية أو محلية أو عربية أو حتى لو وقعت عليه أي جهة فلسطينية فهذا الحق لا يسقط بالتقادم مهما تكالبت الأزمان وهذا الحق لا يلغيه التعويض فحق العودة والتعويض متلازمان تعويضا عن الأذى النفسي والمادي الذي خلفته النكبة وحق العودة لا يتناقص مع الزمن وهو حق فردي وجماعي ويورث للأجيال القادمة فهذا الحق ملزم للجميع فهو ارتبط بدماء الشهداء والأسرى والجرحى لا يمكن التفريط فيه فقضية النكبة قضية حقيقية وليس حدث تاريخي بل نكبة مستمرة طالما الاحتلال موجود على أرضنا المغتصبة.فحق العودة موجود في كل القوانين الدولية فاتفاقية جنيف الرابعة في المادة (49) تنص بمنع وحظر النقل الجبري والجماعي وحق العودة موجود في العهد الدولي لحقوق الإنسان حيث أشارت المادة(12)في فقرة(22)لكل فرد غادر بلده قسرا أن يرجع إلى بيته ودياره ولا يجوز نقله تعسفا.فحق العودة هو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحق الشعب الفلسطيني في أن يكون لهم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته بتنفيذ القرارات التي اقرها في اتفاقياتهم بالنسبة لحق العودة.فحقنا ثابت وجذوره أقدم من البريطانيين في بريطانيا وأقدم من الأمريكان في أمريكا فرغم تباعد السنين مازال حلم العودة موعدنا ومازال الهدف نديا في قلوبنا ففلسطين تجمعنا وحق العودة موعدنا وحلمنا الذي لا يموت...