قديستان فلسطينيتان
فلسطين هي ارض الانبياء والقديسين، هي ارض الصالحين منذ مطلع التاريخ، وطوال التاريخ، وحتى اللحظة، باركها الله واعزها مهدا لمولد رسول المحبة والسلام، ودربا للجلجلة، وطريقا لنبي الهداية والرحمة ليصعد الى السماوات العلى على ظهر براق المعجزة، وبيتا لصلاة التقرب والتقوى، بصوت المؤذن واجراس الكنائس، والمجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة.
أرض فلسطين هي ارض القداسة، ولم يبخل الفلسطينيون يوما على ارضهم، زادوها قداسة بدم الشهادة، وبالايمان والتضحية والعمل، كرسوها ارضا للتفتح والعيش المشترك للسائرين في دروب المحبة والعطاء، فلسطينيون لم يعرفوا ولن يعرفوا الفرقة والتنابذ بألقاب الطائفية البغيضة.
من هذه الارض، من اديمها ومن روحها وتاريخها ومعناها، جاءت الراهبتان الطوباويتان، مريم بواردي وماري الفونسين غطاس عاشتا فضائل المحبة والايمان والرجاء، تميزتا بالتواضع والصمت والبذل والعطاء، اقامت مريم بواردي دير " الكرمليت " في بيت لحم، ونسبت اعجوبات شفاء لشفاعتها، واسست ماري الفونسين " راهبات الوردية المقدسة " بعد ان اكملت نذورها بتعليم اللغة العربية، وقد نسبت اعجوبات شفاء ايضا لشفاعتها، تم اعلانها طوباوية للكنيسة الكاثوليكية عام 2009 بعد موافقة البابا " بندكت السادس عشر " وكانت طوباوية مريم بواردي قد اعلنت عام 1983، وبعد ثلاثة ايام من الان سيعلن البابا " فرنسيس " قداسة الراهبتين الفلسطينيتين، مريم بواردي وماري الفونسين، وهو الامر الذي جعل البطريرك فؤاد طوال بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس رؤساء الاساقفة الكاثوليك في الارض المقدسة يقول " لقد هبط علينا نبا اعلان قداستهما هبوط ندى الصباح على ارض انهكتها العطش، لقد انتظرنا هذا النبأ طويلا فأعاد الى نفوسنا الثقة والامل، فبلادنا المقدسة التي تمزقها الحروب وتتعرض للمظالم، لاتزال تنبت قديسين وقديسات أبطال حب وعطاء ".
انه حدث تاريخي كبير له من المعاني ما يعطي نص الملحمة الوطنية الفلسطينية اشراقة جديدة تؤكد حقيقة فلسطين ارضا للقداسة والقديسين وبلادا للايمان والمحبة والتقوى والعمل ولا ينقصها اليوم غير السلام العادل، لتنير دروب الانسانية كلها بانوار الاستقرار والعدل والتسامح الاخلاق، الذي يجعل من حياة الناس، حياة ابداع وعز وكرامة.
هذه هي فلسطين وهؤلاء هم ابناؤها وبناتها، هذه هي رسالتها، رسالة القداسة, رسالة الامل، رسالة المحبة.