ليست لله.. إنها لحماس - موفق مطر
"نتفاوض مع الاحتلال ".." نمر بأزمة مالية كبيرة " الموظفون غاضبون لأن تبرعات القسام ذهبت للوكلاء والنواب والقضاة والمديرين العامين".." الرواتب لموظفي حماس انجاز تاريخي " اردوغان يسوق موضوع ميناء غزة للأوروبيين واميركا لا تمانع ".." نسعى لتحويل المحنة الى منحة ".. انتظار ثورة أصحاب البيوت المدمرة على حماس, وعمل اقليمي ما لاستعادة غزة الى الشرعية"... " تحول رجل الدعوة رجل دولة " واخيرا نسف مقولة انها لله واستبدالها :" إنها لحماس".
تستحق هذه المواضيع خطوطا حمراء تحتها, كأهم نقاط في محضر لقاء اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس مع مجلس إدارة تجمّع النقابات المهنية ورؤساء نقابات حماس في غزة, محضر سهلت المصادر الخاصة وصوله الى صدر وسائل الاعلام المحلية والعربية.
يثبت المحضر السري الذي بات مكشوفا, ماكنا قد ذهبنا اليه من أن حماس تواجه تحدي البقاء, خاصة بعد انفضاح تناقضاتها الداخلية, وانتشارها بالفضاء كسحب الدخان والرماد للبركانية، بالتزامن مع مواقف سياسية في القضايا الوطنية والعربية لقيادتها، اظهرت عمق وسعة الهوة الفاصلة بين مواقفها ومبادئها المعلنة, بين مواقفها المطروحة في الجلسات التنظيمية السرية, وكذلك الوقائع القائمة على الأرض.
يتأكد المتابعون يوما بعد يوم أن الدردشات التي اعلن عنها القيادي في حماس الدكتور احمد يوسف ما هي الا مفاوضات بين حماس واسرائيل حتى وان وصفها هنية بغير المباشرة، فما ورد في المحضر( السري المسرب) الذي بات ( مكشوفاً الآن ) عن لقاء إسماعيل هنية، يوم السبت 11 نيسان 2015 مع مجلس إدارة تجمع النقابات, يؤرخ لانجازات حماس ونجاحها في تمهيد الطريق امام قوى اقليمية للتدخل في الشأن الفلسطيني, لتكريس الانقسام والانفصال ومحاولة الاستقواء بضغوط اوروبية على الرئيس محمود عباس للقبول بمشاريعها التي يسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لتسويقها لدى الأوروبيين, وتحديدا موضوع ميناء غزة, فقال هنية حسب المحضر: " نتجه إلى التفاوض (مع الاحتلال) بصورة غير مباشرة في عدد من الملفات، منها الميناء. وهناك صار حراك من جهة الأتراك، إذ عرض أردوغان الموضوع على الأوروبيين. هناك موافقة على الميناء من الأوروبيين، بل إنه أحد الحلول الآمنة أن يكون ميناء على أرض غزة. حتى إن صحيفة أميركية صرّحت بأن مشكلة غزة تحلّ بوجود ميناء، والأميركان لم يكونوا ضد الميناء، بل الرفض كان من السلطة والمصريين ".
انعكست ازمة جماعة الاخوان المسلمين على حماس ماليا, رغم رصيدها الهائل المقدر بمليارات الدولارات, لكن هنية لم يشأ التطرق مباشرة الى ازمة الجماعة, وحصر الأمر بحركته مبررا, ومختلقا لاسباب يعلم مخالفتها للواقع والحقائق, فقد قال: " نعيش أزمة مالية كبيرة لأن الشعوب انشغلت بنفسها، والقبضة الأمنية تلاحق المتبرعين, وبسبب الضغط الدولي على المتبرعين "لكنه كشف نشاط جماعات حماس في الضفة الفلسطينية, التي تجمع التبرعات من المساجد, وتحت عناوين مختلفة وتحولها لحماس، مؤكدا تسلمه (مليونا ونصف مليون دولار ) من جماعته في الضفة فقال: " تسلمت المبلغ 1,5 مليون دولار وسلمته للدائرة المالية في الحركة " مذكرا الحضور ان حركته تسعى الى توظيف 10 آلاف حمساوي جديد ليصبح العدد 40 الفا, رغم حالة الغضب والاحتقان بين صفوف موظفي حماس, الذين لمسوا استحواذ اصحاب المناصب العليا فيها على أموال تبرع بها جناحها العسكري كتائب القسام لهم, ومحاولة الكتائب استمالة شرائح معينة وتفضيلها على شرائح (الموظفين) الأكثر تضررا من ازمة حماس المالية، فقال هنية الذي حاول التخفيف من وطأة الانعكاس السلبي لتوزيع مال التبرعات على ذوي المناصب العليا فيها هذا المبلغ فقال :" هناك من اجتهد وأعطى الوكلاء (المناصب العليا)، ما أثار غضب الموظفين".
وقال وهو يسعى مع جماعته لشرعنة نتائج وتداعيات الانقلاب على المشروع الوطني: " يجب التعامل مع الأزمات وتحويلها إلى تحدّ، وتحويلها من محنة إلى منحة".. فهذا الجسم المكوّن (للحكومة) من الصعب تجاوزه والتفريط فيه كإنجاز تاريخي للحركة "!!.لاحظوا كلمة الحكومة هنا, فالرجل يتكلم وكأنه مازال رئيسا للحكومة.. ليست زلة لسان !.
نسف رئيس »تجمّع النقابات المهنية « كمال أبو عون بمداخلته المنشورة في المحضر مقولة: ( انها لله ) التي رفعتها الجماعة كوسيلة لامتطاء صهوة السلطة وحولها الى مقولة: " انها لحماس) فقال :" استطعنا الانتقال من رجل الدعوة إلى رجل الدولة على مدار 7 سنوات !!" فهل ابلغ من هذا التعبير عن استخدام حماس للدين للوصول الى سدة السلطة ؟! والاقرار بنواياها تحويل قطاع غزة الى دويلة ؟!.. فرجل الدعوة الحقيقي لا يتحول, فهو اصلا رجل دولة، يعمل بوازع ضميره على البناء الروحي الصحيح لمواطن الدولة, لا يحمل حقيبة وزارية, ولا يجلس كنائب على ( كرسي الديمقراطية ) التي كانت تنعتها حماس ( بالكافرة ) ولا ينتظر راتبا من هذه العاصمة او تلك.