كان الله في عونك يا شعب غزة - أ / امين ابراهيم شعت
اكتب اليكم هذا المقال وكلي الم ومرارة على واقعنا الفلسطيني في غزة الذي اصبح يشبه مدينة الاشباح بل اكثر من ذلك إنها غابة الذئاب واقع مخيف ومستقبل مظلم يخيم على كل بيت ومدينة ومخيم لا يوجد الامن ولا يوجد الامان ويطاردهم الموت من كل جانب ولا مفر امامهم الا الموت الذي اصبح منتشرا في غزة بفعل الجرائم المتتالية من نهب وسرقة وقتل واصبح السارق والقاتل لا يهمه السجن ولا حبل المشنقة لان امامة الجوع والفقر الذي جعله انسانا مجرما ووحشا ينهش لحم شعبه لكي يبقى على قيد الحياة . فعلا إننا في وسط غابة الذئاب وتمر الايام والساعات على شعبنا في غزة ينتظرون الموت الذي يلاحقهم من كل جانب إن ما يحدث بشعبنا في غزة هو اشبه بأفلام الرعب التي نشاهدها في التلفاز او في السينما واقع مرير لا يستطيع تحمله البشرية ان ما اكتبه لكم هو ليس من نسيج الخيال بل هو من واقع يعيشه كل شعبنا في غزة لا يمر يوما على غزة الا وقد حدث مصيبة وجريمة من نهب وسرقة وقتل النفس الذي حرمها الله على العباد . فالجوع والفقر اصبح يسيطر على عقول الناس واصبح الاخ يقتل اخيه والابن يقتل والده والصديق يقتل صديقه والجار يقتل جاره والغدر اصبح يسيطر عليهم وعلى عقولهم . أنا لا انكر بان لكل مجتمع شواذ ولكن الامر في غزة مختلف فالفقر والاوضاع الاقتصادية المتدنية صنعت الاجرام والفساد المنتشر بشكل كبير والدليل هو ارتفاع نسبة الجرائم في غزة بشكل ملحوظ وواضح بما يعادل نسبة ارتفاع البطالة في غزة اصبح الامر يتعلق بالوضع الاقتصادي والفقر والجوع الذي يسيطر على كل مناحي الحياة في غزة شبح يطاردهم ويطارد بطون اطفالهم . فالجوع والاوضاع الاقتصادية المتدنية صنعت لنا وحوشا بشرية تسرق وتقتل وتفتك بضحيتها لكي تعيش سفك الدماء وقتل الارواح اصبح سهلا عند هؤلاء يعتبرون انفسهم من صنع الواقع الذي جعلهم مجرمين فاخر جريمة حدثت بالأمس في محافظة رفح والاغرب من ذلك ان شكل الجرائم التي تحدث في غزة هي دخيلة على واقعنا الفلسطيني لم تحدث من قبل فجعلت المواطن الفلسطيني يمر بصدمة وغضب شعبي كبير على مثل هذه الجرائم التي تحدث بالأمس مساء الجمعة حدث امر مرعب ومخيف شكلت حالة من الصدمة والرعب والحزن والغضب الشديد لدى شعبنا في محافظة رفح . شخص يقوم بقتل اشقائه الاثنين ويصيب شقيقته بجروح خطيرة عائلة بأكملها تزهق ارواحهم . وقصة اخرى في نفس التوقيت في محافظة رفح في مخيم اخر شخص يطعن والده ويصيبه بإصابة خطيرة بسبب الوضع الاقتصادي والجوع وهناك قصص تقشعر لها الأبدان حدثت في محافظات غزة سابقا بسبب الفقر والجوع والوضع الاقتصادي الذي جعلهم يقتلون وينهبون ويسرقون من المسؤول عما يحدث بشعبنا في غزة هذه غزة الذي قام الاحتلال الاسرائيلي بالانسحاب منها ليجعلها مقبرة لشعبنا فالاحتلال الاسرائيلي ما زال يحكم بسيطرته ويضيق الخناق على غزة بتشديد الحصار عليها لنموت فيها هذا من جهة . اما من جهة اخرى إن الانقسام الفلسطيني الذي اصبح ناقوس الخطر على مستقبل وحياة شعبنا الفلسطيني .هو احد الاسباب الرئيسية الذي اوصل شعبنا الى هذه الحالة فأرواح شعبنا الفلسطيني مرهون بإنهاء حالة الانقسام وتوحيد الجهد الفلسطيني بالوحدة الوطنية مع الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ورفع الحصار عن شعبنا لخلق واقع يستطيع المواطن الفلسطيني التعايش والتكيف معه . ان صنع واقع جديد واقع اجتماعي وواقع اقتصادي يمكن ان يكون فعلا . فالواقع المرير الذي يمر به شعبنا في غزة يجعلنا جميعا ان نقف عند مسؤولياتنا جميعا وان نتحمل كامل المسؤولية بالعمل الجاد للتخفيف عن معاناتهم وان نتنازل عن طموحاتنا السياسية من اجل ان ننقذ ارواحهم هكذا تكون المسؤولية الوطنية وبهذا نكون ادينا واجبنا باتجاه شعبنا الفلسطيني الذي تحمل الكثير برغم ان شعبنا يحتاج سنوات ليداوي جراحه من الظروف الصعبة التي مر ويمر بها منذ سنوات من حصار خانق عكس على حياة شعبنا بحياة صعبة لا مثيل لها منذ احتلال الكيان الاسرائيلي لوطننا فلسطين الى يومنا هذا .