الفيفا- فلسطين.. ولعبة المحترفين الكبار
يختلف المجرمون الأغبياء عن الأذكياء في انهم يتركون اثارا فاضحة، فالطابور الخامس، ومروجو فقاعات الكذب والاشاعات في المواقع الالكترونية، وصفحات اخبارية باسناد مكشوف من (بنك الدحلان)، اشتغلوا (كفريق أولاد الحارة) وهو يلاعب (فريق المحترفين الكبار) فعملوا على دق اسفين بين قيادتي فلسطين والاردن، والتعتيم والتغبير على انجاز تحقق لدولة فلسطين فخرجوا بعد مخاض ببيان مزور، دمغوه بتوقيع اللواء الرجوب منذ العام 2012 !!.. فهل تعلم هؤلاء الأغبياء تزوير الوثائق في مدرسة حماس !!
ما هي الا لحظة حتى كانت المواقع الالكترونية الاخبارية والخاصة التابعة والمستأجرة للطابور الخامس، وأحفادها من صفحات العالم العنكبوتي السام، تلدغ، وتبخ رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب بسمومها، وذهبت الى حد الطعن بشرفه الوطني، والتشكيك بانتمائه لوطنه فلسطين ولعروبته، حتى لتحسب - ان لم تكن متابعا بدقة لما حدث في كونغرس الفيفا، أن اللواء الرجوب -ابو رامي - يمسك بريموت كونترول هذه المنظومة العالمية المعقدة التي تختلط فيها الرياضة بالسياسة مع المصالح المادية.
قبل بضعة ايام من انعقاد الجمعية العمومية للفيفا، استضافت احدى القنوات الفضائية المهمة اللواء الرجوب، وكان واقعيا الى ابعد الحدود، حيث اشار الى التعقيدات والعقبات التي قد يواجهها التصويت على قرار تعليق عضوية اسرائيل في الفيفا، وان المهم هو تحقيق انجاز لصالح الحياة الرياضية للجماهير الفلسطينية، وبالفعل سمعناه وشاهدناه يقول في كلمته: "انا هنا من اجل لعبة كرة القدم، وليس لممارسة لعبة السياسة، وانا اريد حماية شعبنا". فالرجوب بالبعد الرياضي لا ينفصل أبدا عن الرجوب القائد الميداني والسياسي، فهو القيادي المبعد الى مرج الزهور في جنوب لبنان في الثمانينيات نظرا لنشاطه النضالي في الوطن، و(عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) حاليا، والأمني (المسؤول السابق لجهاز الأمن الوقائي في الضفة) ما يعني ان الرجل يعي تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويأخذ الأمور بعقلية واقعية رياضية، وهذه تحتمل التفسير بوجهين، الأول - نسبة للرياضيات – حيث لا يمكن لواحد زائد واحد الا ان تكون اثنين، ولا يمكن أن تكون غير ذلك حسبما يرغب بعض الجمهور، الذي غالبا ما نراه منفعلا، في الحالات السلبية والايجابية على حد سواء وهو على المدرجات متفرجا، لا تهمه حسابات ووقائع وامكانيات الفريق في الميدان فهو يريد الفوز باي ثمن !! والآخر نسبة للرياضة، بما فيها من اعداد جيد وبناء صحيح، وخطط، وصبر، ومناورة وقدرة على التحمل، واللعب بروح رياضية، على أمل تحقيق الفوز، والمصافحة في نهاية اللقاء ايا كانت النتيجة.
من شاهد حالة التجهم والاحباط على وجه بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) بعد فوز جوزيف بلاتر برئاسة الفيفا، يدرك جيدا أن حسابات كل اتحاد وطني او اقليمي، قد لا تتماشى مع حسابات الاتحادات الدولية والقارية والوطنية الأخرى، فبلاتيني الذي اشهر موقفه المضاد المعارض لانتخاب بلاتر، وواجهه بهذا الموقف مباشرة، قال بواقعية العارف بأسرار دهاليز وكواليس المصالح في هذه المنظومة العالمية: " لقد اقنعت حوالي اربعين اتحادا اوروبيا من اصل 56 للتصويت للأميرعلي بن الحسين"، لكن النتيجة جاءت عكس ما تمناه بلاتيني والاتحاد الفلسطيني، فرئيس الاتحاد جبريل الرجوب اعلن قبل الانتخابات عزمه التصويت لأمير الشقيقة المملكة الاردنية الهاشمية، وفعلا فقد أشهر ورقة اقتراعه أمام الكاميرات وشاهده العالم كله، يصوت للأمير علي بن الحسين.
في قادم الأيام ، سنرى في فلسطين لجنة من الفيفا لمراقبة أداء السلطات الإسرائيلية، فيما يخص الحياة الرياضية، توثق الانتهاكات وفق لوائح وأنظمة الفيفا وتنفيذا لقرار وافق عليه 90% من اتحادات الدول الأعضاء في الفيفا (165صوتا) بالموافقة على مقترح فلسطيني لتشكيل وإرسال بعثة لمراقبة انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الحياة الرياضية في فلسطين، فالمطلب الأساسي للاتحاد هو ضمان حرية التنقل للاعبين الفلسطينيين ومنع اعتداء واعتقال سلطات الاحتلال للاعبين ورؤساء الأندية وإغلاق الأندية وتدمير المرافق الرياضية في فلسطين. فهل يعي الجالسون على مقاعد المتفرجين، الشتامون، المخونون، المحبطون انهم يصيبون الرياضة الفلسطينية بمقتل في المحافل الدولية، وهم في حمأة تدخلاتهم الشعاراتية والحزبية السياسية على الرياضة، اذ عليهم الحذر، فحتى لو كانوا مدفوعين بحس وطني، فان شباب فلسطين الرياضيين سيدفعون ثمن فيضان السنتهم وبياناتهم وتدخلاتهم ..فدعوا الرياضة لأهلها، والا سيضطر الحكم (الشعب) لاخراج الكرت الأحمر بوجوهكم.
موفق مطر
رئيس تحرير موقع مفوضية الاعلام والثقافة