مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

روايات من حزيران 1967.. نابلس 'المحتلة'

 بدوية السامري

على أطراف شارع حطين وسط مدينة نابلس، وتحديداً داخل مقهى 'الميناوي' يجلس صاحب المقهى ضرغام الميناوي (68 عاما) مع ثلاثة من سكان الحي في العقد السادس من العمر، يعيدون شريط ذكريات ذلك العام المشؤوم (1967)' عام النكسة.

على مقاعد خشبية في المقهى الذي يزيد عمره عن ثمانين عاماً وشهد الكثير من الأحداث، وبين عدد من الصور القديمة المعلقة على الحائط، يردد عادة رواد المقهى ممن فاقت أعمارهم العقد السادس، ذكريات الشباب وما رافقها من أحداث، وهم يذكرون جيداً أحداث 'النكسة'، حيث كان أعلى المقهى ما يعرف بـ'النجادة'، وهو المكان الذي تجتمع فيه القيادات وتخطط لمواجهة المحتل.

'حديث يطول، ومواقف رائعة للبعض لا تنسى'، يقول الميناوي: هناك أحداث بالذاكرة لا يمكن أن يمحوها الزمن، دفعنا ثمنها أناس أعزاء على قلوبنا، لا يمكن أن ننسى ذكراهم ما حيينا. ويضيف بألم مستتر: 'كثيرا ما نعود للحديث عن أيام الشباب، ولا بد من التطرق إلى الذكريات الأليمة التي عشناها حينها'.

والدة الميناوي 'ابريزة' هي أول من أصيب برصاص الاحتلال بعد دخوله نابلس في حزيران 1967، حيث كانت تقطن ذات الشارع وتراقب من نافذتها ما يجري من حولها عندما أصابها رصاص الاحتلال.

لم يستطع أبناؤها نقلها إلى المستشفى حينها، نظراً لاشتعال الوضع بالخارج، وبقيت ثلاثة أيام داخل المنزل.

ويقول الميناوي: لم نستطع إخراجها إلى المستشفى لتلقي العلاج السريع بعد أن دخلت الرصاصة من بطنها وخرجت من ظهرها. كان جيش الاحتلال يحاصر جميع المنطقة، وكان اقتحم المستشفى الوطني فهرب عدد من المرضى ممن استطاعوا الهرب والعاملين، وبقي المصابون والشهداء هناك.

ويضيف: فرض منع التجول في اليوم الثاني لدخول الاحتلال إلى نابلس، واستمر لفترات طويلة في المدينة، وسلّم الجميع أسلحتهم.

وبعد أن تزوج الميناوي ورزق بابنة أسماها على اسم والدته 'ابريزة'، لقيت مصير جدتها واستشهدت في العام 2004 برصاص الاحتلال وهي على سطح منزلها، بعد 37 عاماً على استشهاد الجدة.

ويعود ليستذكر الميناوي تفاصيل استشهاد أمه التي أجمع الحضور على أنها تعتبر الشهيدة الأولى مع احتلال 1967 لمدينة نابلس.

ويضيف شقيقه عزام الميناوي الذي كان عمره13 عاماً حينها، أنه لن ينسى ذلك المشهد الذي جرى أمام عينيه أبداً، فأمه المصابة ترقد في المنزل وغير قادرة على التنفس، حين أقدم جنود الاحتلال على قتل 10 أشخاص دفعة واحدة وفي ذات المنزل، منهم بعض الجنود الأردنيين وأشخاص من عائلات عليوي، وشلبي، وزعتر، ومريش، والعقاد، بعد إصابة والدة ابريزة. مشهد تقشعر له الأبدان. ويعلق صالح كلبونة أحد ثوار تلك الفترة، أن الجميع خدع بدخول جيش الاحتلال لنابلس، ظنوا في البداية أن من دخل نابلس هو الجيش العراقي أو الجزائري، وأخذوا يهتفون لهم، وبدأت زغاريد الفرح تلوح، فمن جهة وادي الباذان (شمال شرق) دخلت قوات الاحتلال، وجميعنا ظن أنها جيش عراقي، ولو دخلوا من جهة الغرب لعلمنا أنهم جيش الاحتلال، وربما قام أهالي المدينة بالهرب حينها.

ويضيف:  ما عزز خداعنا هو بعض الجنود على ظهر الدبابات الذين دخلوا، كانوا هم يجلسون معنا سابقاً،  وأكلوا من طعامنا، وجلسوا بيننا يتحدثون العربية على أنهم جنود عرب، لكنهم كانوا يحضّرون لاحتلال المدينة.

دخلوا بدباباتهم وقاموا بتوزيع الحلوى على الأطفال، وأخذنا وقتنا حتى استوعبنا أنهم جنود الاحتلال.

أغلقت نابلس أكثر من ثلاثة شهور وعاش أهلها على التقشف. يقول كلبونة: ما كنا قد قمنا بتخزينه من 'مونة' لطوال العام نفدت، فالجميع كانوا يساعدون بعضهم البعض، لو حصل اليوم ما حصل قبل 48 عاماً لمات الناس جوعاً.

ويضيف: نزح الكثيرون من سكان المدن المجاورة إلى نابلس وقتها، وساعدهم أهالي المدينة بتوفير الطعام والشراب وغيره.

وحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن نزوح المهاجرين أدّى إلى زيادة عدد السكان في مدينة نابلس، حيث كان عدد السكان 25000 نسمة عام 1948م، ليصبح 61000  نسمة عام 1967م.

ويعقب هشام شقو من رواد المقهى: كنت صغيراً حينها لكني أذكر وقفة الناس مع بعضهم البعض، يزودون بعضهم البعض بما ينقص كل عائلة، ويساعدون بما استطاعوا.

ولا أحد ينسى ما قدمته 'مطحنة معزوز المصري' لأهالي نابلس، حيث تم توزيع الطحين مجاناً على المحتاجين من سكان نابلس، وشركة الزيوت أيضاً فعلت ذلك.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024